Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعادة خلط أوراق المشهد الليبي قبل انطلاق مؤتمر برلين

تأجيل فتح الطريق الساحلي الرابط بين سرت ومصراتة إلى حين استكمال الترتيبات اللازمة

رئيس حكومة الوحدة الليبي يفتتح الطريق الساحلي قبل إعادة إقفاله (حكومة الوحدة الوطنية)

اختلطت أوراق المشهد الليبي، خصوصاً في الجانب العسكري، قبل يومين من انطلاق النسخة الثانية من مؤتمر برلين الدولي، الذي يأمل الليبيون في أن يعيد ترتيبها باتخاذ إجرءات دولية حاسمة ضد المعرقلين لتنفيذ الاتفاق السياسي والعسكري لحل أزمة بلادهم، وإنقاذ الحلم الانتخابي الذي بات مهدداً بالتأجيل، مع ضغط الوقت القصير المتبقي على موعده المحدد في نهاية العام الحالي.

ومع استمرار التوتر جنوباً، بسبب المواجهات التي يشهدها منذ أيام، بين الجيش وفلول "داعش" المتحصنة بالجبال الصحراوية النائية، تبخر حلم فتح الطريق الساحلي شمالاً، بين ليلة وضحاها. فبعد استئناف الحركة فيه لساعات مساء الأحد، أعادت اللجنة العسكرية المشتركة إغلاقه، الاثنين 21 يونيو (حزيران)، إلى حين اكتمال الترتيبات الخاصة بتأمينه.

تأجيل فتح الطريق الساحلي

وقررت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) تأجيل فتح الطريق الساحلي الرابط بين سرت ومصراتة، على امتداد نحو 300 كيلومتر، بعد ساعات من إعلان حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي فتحه، وقيام رئيس الوزراء، عبدالحميد دبيبة، بإزالة السواتر الترابية التي تعرقل الحركة فيه باتجاه مصراتة.

تأجيل فتح الطريق جاء عقب اجتماع لأعضاء اللجنة العسكرية في سرت، أمس الاثنين، برفقة وفد من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، توجهوا بعده إلى غرب المدينة للاطلاع على الإجراءات والترتيبات المتخذة في شأن فتح الطريق الساحلي، الرابط بين شرق البلاد وغربها، والمغلق منذ سنة ونصف السنة تقريباً.

وبعد الجولة والاطلاع على الترتيبات الأمنية لفتح الطريق، اتفق أعضاء اللجنة على تأجيل استئاف الحركة هناك، مع السماح لمجموعات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بالتمركز في البوابات الأمنية، وتسهيل دخول التجهيزات اللوجستية الخاصة بهذه التمركزات.

كما تقرر السماح للفرق الفنية بإصلاح الطريق الساحلي، الذي تعرض لأضرار خلال الحرب، لضمان سلامة المواطنين بعد فتحه.

وفي رفض واضح للإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء، عبدالحميد دبيبة، أكدت اللجنة العسكرية المشتركة "مسؤوليتها وحدها عن فتح الطريق دون غيره"، معربةً عن "استنكارها لمحاولة البعض القفز على مجهوداتها".

توافق بين اللجان العسكرية

وأظهرت تصريحات أعضاء اللجنتين العسكريتين الممثلتين لطرفي الحوار الليبي، أن قرار تأجيل فتح الطريق الساحلي تم باتفاق كامل بين الجانبين، إذ أكد رئيس وفد القيادة العامة للجيش في الشرق، اللواء مراجع العمامي، أن "الطريق الساحلي الرابط بين سرت ومصراتة لن يفتح إلى حين إنهاء الإجراءات الأمنية، من أجل سلامة المواطنين".

وشدد العمامي على أن "اللجنة العسكرية هي المعنية بفتح الطريق، بعد التأكد من إنهاء الإجراءات كافة لذلك، وأنها حريصة على فتحه أمام المواطنين، لكنها حريصة أكثر على سلامتهم أثناء تحركهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما عضو اللجنة العسكرية الممثل لغرب ليبيا، مصطفى يحيى، فقال "نحن بصدد وضع الترتيبات الأمنية الأخيرة وتمركزاتها، وهذه خطوة ضمن اتفاق الطرفين، وموعد فتح الطريق ستتخذه اللجنة مجتمعة في حينه، ونأمل أن يكون قريباً".

جدل يسبق التأجيل

وقبل تأجيل فتح الطريق الذي يربط بين طرفي ليبيا، شرقاً وغرباً، كان قرار الحكومة والمجلس الرئاسي المفاجئ باستئناف الحركة فيه، قوبل بردود فعل متباينة من الأطراف العسكرية، في الشرق والغرب، بين رفض في بنغازي وترحيب في مصراتة وطرابلس.

وكان المجلس الرئاسي أعلن، الأحد، على لسان المتحدثة باسمه، نجوى وهيبة، إعادة فتح الطريق الساحلي، قائلةً في إيجاز صحافي، إن "هذه الخطوة جاءت بعد أشهر من الجهد والعمل المتواصلين للمجلس الرئاسي مجتمعاً، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي".

وأكدت أن "هذه الخطوة سترفع المعاناة عن المواطنين في شرق البلاد وغربها، وتمهد لإعادة توحيد الدولة، ولم الشمل بين الأفرقاء، وتحافظ على وحدة تراب الوطن".

"محاولة للقفز على جهود اللجنة العسكرية"

ودعا المجلس في البيان "اللجنة العسكرية المشتركة إلى تولي مسؤولية التنسيق بين الأطراف، لضمان التنفيذ الكامل لفتح الطريق الساحلي ومتابعة الترتيبات الأمنية الخاصة بذلك".

وقبل أن تنشر الحكومة الموحدة صوراً لرئيسها وهو ينفذ القرار عند الحدود الإدارية لمدينة مصراتة، ويصرح الناطق باسم غرفة عمليات سرت - الجفرة في المنطقة الغربية، العميد عبدالهادي دراه، بأن "قواتهم سلمت وزارة الداخلية البوابات الواقعة بالطريق الساحلي في نطاق سيطرتها، في انتظار فتح الطريق من الطرف الآخر، غرب سرت".

وبعد ساعات قليلة، جاء الرد على طلب دراه وقرار الرئاسي وإجراءات دبيبة لتنفيذ قرار فتح الطريق من الجانب الشرقي، حيث اعتبر الناطق باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن "إعلان دبيبة فتح الطريق الساحلي، يعد محاولة للقفز على جهود اللجنة العسكرية".

ورأى المسماري، أن "تلك المحاولات جاءت على خلفية اتفاقات بين الحكومة والميليشيات لفتحه لساعات عدة، ليس إلا".

هدوء حذر في الجنوب

وفي الجنوب، سيطر الهدوء الحذر على الأوضاع طيلة يومي الأحد والاثنين، مع تشديد الجيش الليبي الإجراءات الأمنية لمحاصرة تحركات فلول تنظيم "داعش"، التي يطاردها منذ أيام على الحدود مع الجزائر والنيجر.

تشديد الإجراءات الأمنية جاء بقرار جديد صادر عن قيادة العمليات في الجنوب، يمنع تجول المركبات ذات الدفع الرباعي غير المسجلة لدى إدارة المرور في منطقة الجنوب الغربي، وهي المركبات التي يستخدمها التنظيم في هجماته على تمركزات الجيش في المنطقة الجنوبية.

ونوه بيان الجيش بأنه "في حال المخالفة يتم حجز المركبة ومصادرتها، وفق الإجراءات القانونية، مع التشديد على جميع المواطنين وأصحاب معارض السيارات والتجار التقيد بنص هذا القرار".

الرد على المجلس الرئاسي

وفي السياق، علق الجيش على القرار الصادر عن المجلس الرئاسي بحظر كل التحركات العسكرية من أي طرف ولأي سبب كان دون الرجوع إليه، على لسان المسماري، الذي قال إن "للجيش الحق بتحريك قواته أينما استدعت الحاجة لذلك".

وأوضح أن "تهديدات أمنية حقيقية استدعت إرسال وحدات للجيش على الحدود الجزائرية"، لافتاً إلى أن "هذا الإجراء جاء بناءً على معلومات استخباراتية مؤكدة، عن تحركات فلول تابعة لتنظيم داعش".

من جانبه، أيّد عضو مجلس النواب، إبراهيم الدرسي، تحركات الجيش، معتبراً أنها "جاءت لمواجهة العناصر الإرهابية في جنوب غربي البلاد"، مشيراً إلى أن "الجيش اكتسب شرعيته من البرلمان المنتخب من الشعب الليبي".

وقال الدرسي، إن "نائب المجلس الرئاسي، عبدالله اللافي، ندد بالعرض العسكري الذي قام به الجيش في ذكرى انطلاق عملية الكرامة، على الرغم من حضوره تخريج الدفعات لرئاسة أركان المنطقة الغربية، وهو ما يؤكد أن المجلس الرئاسي لا يقف على مسافة واحدة بين جميع الأفرقاء الليبيين".

وشدد على أن "تحركات الجيش في الجنوب كانت إيجابية، ووصلت إلى مراحل متقدمة في تمشيط المنطقة، مع قصف السلاح الجوي مخابئ للإرهابيين في جبال الهروج في عمق الصحراء الليبية".

المزيد من متابعات