Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حفريات لأسماك عاشت في بحار ساخنة بمصر يصل عمرها إلى 56 مليون سنة

تأتي أهمية الاكتشاف من إعطائه مؤشرات عن كيفية تكيف الكائنات الحية مع ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض

حفريات الأسماك التي عثر عليها عاشت في مياه بدرجات حرارة تصل إلى نحو 40 درجة مئوية (الحساب الرسمي لجامعة المنصورة على فيسبوك)

في اكتشاف علمي مثير، تمكن فريق بحثي من العثور على حفريات لأسماك يصل عمرها إلى 56 مليون سنة عاشت في مياه بدرجات حرارة مرتفعة تصل إلى نحو 40 درجة مئوية، علماً بأن درجة حرارة البحار حالياً تتراوح بين 12 و25 درجة.

الكشف عن الحفريات كان في صخور بمنطقة صحراوية تقع في رأس غارب (300 كلم شرق القاهرة) في إطار بحث مشترك بين جامعة المنصورة وجامعة ميشيغان الأميركية، حيث تمكن الباحثون من اكتشاف أكثر من 12 نوعاً مختلفاً من الأسماك التي كانت تعيش في تلك الحقبة التي كان يطلق عليها العصر الباليوسيني والإيوسيني، والذي يعتقد العلماء أنه أكثر مرحلة تاريخية تشبه حالة الأرض حالياً من حيث ارتفاع درجة الحرارة بسبب التغير المناخي.

وقال مات فريدمان عالم الحفريات في جامعة ميشيغان والمشارك في الدراسة في بيان صحافي، كانت هناك فجوة كبيرة في فهمنا كيفية استجابة الكائنات الحية لظروف الحياة في المناطق المدارية، إذ لم يكن هناك عينات بصورة جيدة تعود لهذا العصر. وأشار إلى أن اكتشاف حفريات الأسماك في مصر يقدم لنا نظرة سريعة عن هذه المناطق. وقال يبدو أن الأسماك استطاعت التكيف وتجاوز هذا العصر بصورة جيدة.

أهمية البحث

وعن أهمية البحث، تقول سناء السيد، نائب مدير مركز الحفريات في جامعة المنصورة وأحد أعضاء الفريق البحثي، "تأتي قيمة البحث وأهميته من دراسة كيف تفاعلت الكائنات الحية مع ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وكيف تكيفت مع هذه الظاهرة، فيمكن القول إن التاريخ يعيد نفسه، ولكن من خلال عصور مختلفة وطبيعة مختلفة للكائنات والحياة على الأرض. فدراسة الكائنات التي عاشت خلال هذا العصر تعطي مؤشراً للعلماء عماذا يمكن أن يحدث حالياً في ظل وجود ظروف مشابهة تواجهها الكائنات الحية جميعها، وهي ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض".

وتضيف، "كل عصر يكون له بداية ونهاية، وغالباً ترتبط بحدث كبير كان له تأثير على الحياة والكائنات على الأرض. فالعصر الباليوسيني بدأ بعد انقراض الديناصورات والعديد من الكائنات الأخرى، وبداية استعادة الأرض بعدها لنشاطها مرة أخرى بعد أن ضربها النيزك الذي أدى لاختلاف شكل الحياة على الأرض، وانتهى هذا العصر بارتفاع كبير في درجة الحرارة يشبه ما يحدث الآن على الأرض متمثلاً في الاحتباس الحراري، ولكن بالطبع مع اختلاف الأسباب، فارتفاع حرارة الأرض الآن سببه الرئيس هو الإنسان عكس العصور القديمة التي كانت العوامل الطبيعية هي سبب ارتفاع حرارة الأرض".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أنواع الأسماك المكتشفة

ومن بين الأنواع المكتشفة في هذه الحفريات، هل هناك أنواع من الأسماك لا يزال لها وجود حالياً، واستطاعت التكيف والصمود حتى عصرنا الحالي؟ وما هي أبرز الأسماك التي اكتشفت حفرياتها؟ تقول الباحثة "منذ بداية البحث في عام 2014، انطلقنا في أكثر من مكان في رحلات متعددة، وقمنا بالبحث عن حفريات لدراستها لنتمكن من جمع مجموعة كبيرة من حفريات الأسماك، ليمثل هذا في ذاته نجاحاً كبيراً للفريق البحثي لأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن حفريات أسماك في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، ومن أهم الأسماك التي وجدت حفرياتها هي سمكة تسمى "سمكة القمر"، تعيش حالياً في المحيط الهندي، وليس لها أي وجود في مصر في العصور اللاحقة، ولكن الحفريات تدل على أنها كانت موجودة ومنتشرة في ذلك الوقت واستطاعت التكيف والعيش في مياه مرتفعة الحرارة".

وتضيف، "باقي الحفريات التي وجدت للأسماك لا تزال العائلات التي تنتمي إليها هذه الأنواع أو تطورها موجود حتى الآن، ما يدل على أنها استطاعت التكيف والاستمرار، وهذا سيكون هو مضمون البحث المقبل، حيث سنعكف على دراسة كيف استطاعت هذه الكائنات البقاء والصمود مع طبيعة العصر الذي عاشته وظروفه".

صدى عالمي

هذا، ولقي البحث اهتماماً كبيراً من العلماء والمهتمين بهذا المجال بعد أن نشر في الدورية العلمية (الجيولوجيا)، لتضمنه كشفاً جديداً يرتبط بظاهرة تعانيها الأرض وتشغل المتخصصين بهذا المجال، وتقول سناء السيد، "البحث لقي صدى كبيراً واتجهت له أنظار العلماء من كل أنحاء العالم، فظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرة عالمية تؤرق العالم كله، والعصر الذي تناوله البحث، الذي شهد ارتفاعاً كبيراً في درجة حرارة الأرض، استمر لمدة نحو 200 ألف سنة وأثر بدرجة كبيرة على الحياة والتنوع البيولوجي على الأرض، وبالطبع سيعطي للعلماء مؤشرات مهمة ستساعد في كيفية التعامل مع الحياة والكائنات الحية في ظرف مشابه يشهده العالم الآن".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة