Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودان ... 3 سيناريوات محتملة أمام "العسكري" بحال فشل الاتفاق مع المعارضة

تباين المواقف بين تيارات "قوى الحرية والتغيير" يخفف الضغط على المجلس العسكري الانتقالي

معتصمون يفطرون معاً في أول أيام شهر رمضان أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم (رويترز)

تباطأت الخطوات السياسية الرامية إلى تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي في السودان، بسبب تباين مواقف المعارضة التي خففت الضغط على المجلس العسكري الانتقالي، إذ تميل أطراف معارضة إلى التفاهم مع العسكر لتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفوضى، بينما تتصلب أخرى في مواقفها ما يهدد تماسك "قوى الحرية والتغيير".

سيناريوات محتملة

وتسربت معلومات بشأن تفكير المجلس العسكري في سيناريوات مختلفة في حال تعثر الاتفاق مع "قوى الحرية والتغيير" حول تشكيل سلطة مدنية، أبرزها مخاطبة الاتحاد الأفريقي لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، حيث يحرص "العسكري" على تجنب تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية والإقليمية. وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي منح المجلس العسكري مهلة 60 يوماً لنقل السلطة إلى حكومة مدنية.
كما نصح سياسيون المجلس العسكري بتنفيذ غالبية مطالب المعتصمين وتشكيل الحكومة والمجلس السيادي بالتنسيق مع ممثلي هؤلاء المعترَف بهم، مع مراعاة تمثيل التنظيمات غير المنضوية تحت مظلة "قوى الحرية والتغيير" وأخذ التمثيل المناطقي والجهوي في الاعتبار، إضافة إلى وجوه من التيار الإسلامي لم يسبق لها أن شاركت في الحكم مع النظام السابق بشقيه الحزبي والتنفيذي، واستثناء الذين شاركوا في الأجهزة التشريعية السابقة كمستقلين ولهم توجه إسلامي من عدم المشاركة.
وكشفت مصادر قريبة من المجلس العسكري، أنه في حال عدم انخراط "قوى الحرية والتغيير" في تنفيذ هذه الخطة سيقدم المجلس استقالته ويدعو آخر حكومة ديمقراطية برئاسة زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إلى تسلم السلطة على أن تقوم الأحزاب المكونة لتلك الحكومة بتشكيل مؤسسات الحكم.

فتح الباب أمام إنقلاب

وذكرت المصادر ذاتها أن السيناريو الأخير يقتضي بسحب نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قوات الدعم العسكري التي يقودها، من الخرطوم، بعدما مارست مهمات حفظ الأمن منذ 11 أبريل (نيسان) الماضي، في حال وصل الحوار بين المجلس والمعارضة إلى طريق مسدود، ما يفتح الباب أمام الفوضى والفراغ الأمني، وقد يشجع ضباطاً في الجيش على التدخل واستلام السلطة عبر انقلاب جديد.

المهدي يرفض وثيقة المعارضة

وفي خطوة تعكس الخلافات بين المعارضين، قال الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة، زعيم تحالف "قوى نداء السودان"، الفصيل الأكبر ضمن "قوى الحرية والتغيير"، إنه يرفض التصعيد ضد المجلس العسكري. وأضاف "علينا أن نفرغ من الفترة الانتقالية للذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة". وأعلن الصادق المهدي عدم اعترافه بالوثيقة الدستورية التي قدمتها "قوى الحرية والتغيير" إلى المجلس العسكري الخميس الماضي، معتبراً ذلك "بمثابة خطف للثورة"، إذ لم يتم التشاور مع الجهة التي يمثلها بشأنها. وكشف المهدي عن موافقته على وثيقة قدمها وسطاء تدعو إلى تشكيل مجلسَين، "الأول سيادي والثاني لشؤون الأمن والدفاع"، معتبراً ذلك حلاً مناسباً. وانتقد تصرفات "قوى الحرية والتغيير"، واصفاً إياها بـ"العبثية".
وطالب زعيم حزب الأمة بتكوين مجلس قيادي لـ"قوى الحرية والتغيير"، معتبراً أن أي تفاوض قبل ذلك لا يمثلهم. وتساءل "ماذا لو صرح المجلس العسكري باستعداده لتسليم السلطة، فلمَن يسلمها؟". وتابع "أنا رئيس الوزراء الشرعي في السودان الذي انقلب عليه نظام عمر البشير".

اعتذار للشعب السوداني

وقدمت "قوى الحرية والتغيير" اعتذاراً إلى الشعب السوداني عن حالة الارتباك التي سادت بسبب البيانات والتصريحات التي أظهرت تبايناً في مواقف الأحزاب التي تشكل التحالف. وجاء الاعتذار بعد اجتماعات مطوّلة، لقوى التحالف أكدت قبول مبدأ الوساطة مع المجلس العسكري، إثر رفض الحزب الشيوعي الفاعل في "قوى الاجماع الوطني" و"تجمّع المهنيين السودانيين" وثيقةً طرحها وسطاء لتقريب المواقف بين المجلس العسكري والمعارضة.
وأكدت "قوى الحرية والتغيير" توحيد قناة التواصل مع الشعب السوداني ومع وسائل الإعلام المختلفة، بحيث تعكس الموقف الموحد الذي يمثل تلك القوى. وأشارت "قوى الحرية والتغيير" إلى وجود مبادرات تهدف إلى تقريب وجهات النظر تمهيداً لتسليم السلطة للمدنيين. وأعربت عن أملها في التوصل إلى اتفاقات تُخرج البلاد من حالة الاحتقان والركود تحقيقاً لأهداف الثورة والتغيير.

إفطار في ساحة الاعتصام

من جهة أخرى، قدم "تجمع المهنيين السودانيين" الإثنين، دعوةً مفتوحة لكل السودانيين والسودانيات لحضور الإفطار الأول من شهر رمضان الكريم وصلاة التراويح في ساحة الاعتصام المستمر في محيط مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم منذ أكثر من شهر للمطالبة بحكومة مدنية.
وزارت "اندبندنت عربية" ساحة الاعتصام، حيث يتجمع ألفا شخص تقريباً غالبيتهم من الشباب والفتيات، في خيم مبردة كبيرة، تم تزيينها لرمضان ورُفعت فوق بعضها لافتات بعنوان "رمضان أحلى في الميدان" أي ساحة الاعتصام. ويمضي بعض الشباب وقتهم في تلاوة القرآن، وآخرون نظموا برامج ترفيهية، وثمة مَن يناقشون مستقبل السودان بعد الثورة. وتنتظم على الجانب الشمالي من ساحة الاعتصام، مطابخ كبيرة مهمتها طهي الطعام وإعداده. وقالت سارة عمر من لجنة إعداد الطعام، إن "هناك 13 مطعماً لإعداد وجبة الإفطار للصائمين كما يوجد مطعمان لذوي الأعذار الشرعية الذين لا يستطيعون الصوم، إلى جانب مواقع في أحياء في أم درمان والخرطوم تبرعت بإعداد إفطار رمضان للمعتصمين"، مشيرةً إلى أن بعض شركات المياه الغازية والعصائر تبرعت بجلب عصائر بشكل يومي. كما يعكف فنانون تشكيليون في ساحة الاعتصام على رسم لوحة جدارية يبلغ طولها 3 آلاف متر، وتحتوي على رسومات تعبّر عن الثورة إلى جانب أفكار أخرى، فضلاً عن توقيعات الثوار المشاركين في ساحة الاعتصام.


90 قتيلاً

من ناحية أخرى، أعلنت "لجنة أطباء السودان" المرتبطة بحركة الاحتجاج الإثنين، أن 90 شخصاً قُتلوا منذ بدء التظاهرات في 19 ديسمبر (كانون الأول) ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، في حصيلة أعلى من تلك التي نشرتها السلطات وتحدثت عن سقوط 65 قتيلاً. وأوضحت "لجنة أطباء السودان"، العضو في "قوى الحرية والتغيير"، في بيان أن أول وفاة وقعت في 20 ديسمبر خلال تظاهرة في مدينة عطبرة (وسط)، حيث نُظمت أولى التجمعات احتجاجاً على قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف في 19 ديسمبر. وتؤكد اللجنة أنها وثقت سقوط 90 شخصاً "قُتلوا على أيدي قوات الأمن" التابعة للنظام. وتوفي آخر متظاهر الأحد متأثراً بجروح أُصيب بها السبت خلال مواجهات مع جنود وقوات شبه عسكرية في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غرب السودان.

 

إحباط محاولة تخريبية

في سياق آخر، ذكرت قوات الدعم السريع الاثنين أنها أحبطت محاولة تخريبية "تستهدف أمن البلاد واستقرارها"، وضبطت أسلحة وذخائر ومتفجرات رقمية وعبوات وأحزمة ناسفة فضلاً عن بطاقات وأختام وملابس عسكرية داخل منزل في ضاحية الطائف شرق الخرطوم، إلى جانب سيارات. ودهمت قوة المنزل حيث خُزنت فيه الأسلحة واعتقلت متهمين. وكشفت "قوات الدعم السريع" أن "المتهمين كانوا بصدد تنفيذ مخطط إجرامي من شأنه زعزعة أمن البلاد واستقرارها في هذا الظرف الحرج".
اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي