Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر ترفع سعر زيت الطعام المدعوم بنسبة 24 في المئة

مراجعة آلية التسعير جاءت بعد أن شهدت الأسواق العالمية ارتفاعاً ملحوظاً في التكاليف

مصر ترفع سعر زيت التموين المدعم عقب زيادات في أسعار الزيوت الخام العالمية (رويترز)

حركت الحكومة المصرية، رسمياً، أسعار زيت الطعام المدعوم على البطاقات التموينية بنسبة 24 في المئة، تزامناً مع ارتفاع أسعار زيوت الطهي عالمياً بنحو 1.3 ألف دولار للطن الواحد في غضون 6 أشهر في الفترة من ديسمبر (كانون الأول) الماضي وحتى الآن.

وأعلنت وزارة التموين المصرية أسعاراً جديدة لزيت الطعام على بطاقات التموين تبدأ في تطبيقها الأول من يونيو (حزيران)، حيث حركت سعر العبوة ذات سعة لتر واحد بقيمة 4 جنيهات (نحو 0.25 دولار أميركي) لترتفع من 17 جنيهاً (نحو 1.08 دولار أميركي) إلى 21 جنيهاً (نحو 1.33 دولار أميركي)، كما استحدثت عبوة جديدة سعة 800 ملي بقيمة 17 جنيهاً لمستحقي الدعم على البطاقات التموينية، وتصل للمستهلك النهائي بسعر يتراوح بين 21 و23 جنيهاً (نحو 1.46 دولار) على أن تسري الأسعار الجديدة من اعتباراً من اليوم.

وأوضحت الوزارة في بيان، الأحد، أن مراجعة آلية التسعير جاءت بعد أن شهدت الأسواق العالمية ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية في أسعار الزيوت الخام، خصوصاً أن مصر تستورد نحو 95 في المئة من احتياجاتها من الزيت الخام.

ولفتت إلى أن إعادة التسعير جاءت لتتناسب مع السعر العالمي بإعطاء تكلفة حقيقية لموردي ومنتجي الزيوت وسعر عادل للمستهلك النهائي حتى لا يتم خلق سوق سوداء لوجود سعرين للسلعة في السوق وخلق طلب زيادة من دون سبب، وجاء هذا التحرك من جانب وزارة التموين لضمان العملية الإنتاجية المستدامة.

 

احتياطي استراتيجي يكفي 5 أشهر

وأكدت الوزارة توافر احتياطي استراتيجي آمن من الزيوت كافٍ لتغطية الاحتياجات التموينية لمدة 5 أشهر علاوة على توافر المادة الخام من الزيوت والزيوت المعبأة، مشيرة إلى أن أسعار الزيوت العالمية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في سعر المادة الخام في الفترة من ديسمبر وحتى مايو (أيار).

وبعد تحريك الحكومة المصرية أسعار زيت البطاقات التموينية المُدعم، قفزت أسعار الزيوت في السوق المحلية (الزيت الحر غير المدعوم من الحكومة) بنسبة وصلت إلى 55 في المئة تقريباً، وفقاً لنائب رئيس غرفة الإسكندرية التجارية، أحمد صقر، إذ أكد أن أسعار الزيوت قفزت في ظل وجود مخزون بسبب زيادة الطلب.

وأضاف لـ"اندبندنت عربية" أن أسعار زيوت الطعام في السوق المحلية قفزت بنسبة تراوحت بين 25 و45 في المئة قائلاً "وصلت في بعض المناطق إلى 55 في المئة"، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع أسعار الزيوت عالمياً، علاوة على ارتفاع تكاليف النقل والشحن والرسوم الجمركية.

إعادة تقييم الأسعار

وحول الرقابة على أسعار الزيوت بالسوق المحلية أشار معاون وزير التموين والتجارة الداخلية، أحمد كمال، إلى أن وزارته اتفقت على تشكيل لجنة عليا للزيوت بعضوية الجهات المعنية ذات الصلة بهذه السلعة الاستراتيجية تجتمع كل ثلاثة أشهر.

وأوضح لـ"اندبندنت عربية" أن هدف اللجنة هو مراجعة موقف الأرصدة والتعاقدات والكميات المتوفرة من الزيوت الخام والمعبأة وإتاحة هذه الكميات بالأسواق بأسعار عادلة لكافة أطراف المنظومة، وفى مقدمتها المستهلك.

وأضاف أنه مع تفشي جائحة كورونا عالمياً، لم تشهد الأسواق المحلية نقصاً في أي سلعة داخل منظومة السلع التموينية، لافتاً إلى أن وزارته تتحمل قيمة دعم عبوة الزيت الليتر بنحو 5 جنيهات (نحو 0.31 دولار) في كل عبوة حتى يُباع بسعر 21 جنيهاً داخل منظومة السلع التموينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أن العبوة ذاتها تُباع خارج منظومة السلع التموينية في الأسواق بأسعار تبدأ من 24 جنيهاً (نحو 1.52 دولار) وتصل إلى 29 جنيهاً (نحو 1.84 دولار) في مناطق أخرى في بعض الأحيان، مؤكداً أن مصر تستهلك نحو 70 ألف طن من الزيوت شهرياً.

وتابع أن الحكومة المصرية تعطي أهمية كبيرة للزيت التمويني باعتباره أحد المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والأرز والفول والعدس، كاشفاً عن أن وزارته ستشتري البذور الزيتية من المزارعين بسعر قد يصل إلى 11 ألف جنيه (نحو 700 دولار) للطن بالنسبة لبذور عباد الشمس، و8.5 آلاف جنيه (نحو 542 دولاراً) لطن فول الصويا، علاوة على العمل الجاد مع السودان لزيادة المحاصيل الزيتية هناك لصالح مصر.

ورصدت الهيئة المصرية للسلع التموينية في تقرير حديث تطور أسعار الزيوت الخام عالمياً في الفترة من ديسمبر الماضي إلى مايو، وأكدت أن أسعار الصويا الخام قفزت خلال تلك الفترة من 13.920 ألف جنيه (نحو 928 دولاراً) إلى 19.265 ألف جنيه (نحو 1227 دولاراً).

كورونا يرفع حرارة الزيت

من جانبه، قال رئيس شعبة الزيوت بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، زكريا الشافعي، إن ارتفاع أسعار الزيوت عالمياً يرجع إلى تذبذب حركة التجارة العالمية كأحد التداعيات السلبية لجائحة كورونا ونتيجة لحالة الإغلاق التي تشهدها عديد من الدول المصدرة للزيوت بسبب الفيروس.

وأكد في تصريحات صحافية محلية أن أسعار الزيوت والسلع الاستراتيجية في السوق المحلية مرتبطة بالأسعار العالمية، إذ تستورد القاهرة نحو 95 في المئة من احتياجاتها من الزيوت.

وأشار إلى أن وتيرة ارتفاع أسعار الزيوت عالمياً مستمرة منذ العام الماضي، إذ ارتفعت خلال عام بنسبة 100 في المئة بعد أن ارتفع سعر الطن زيوت الصويا من 600 إلى 1200 دولار في حين ارتفع سعر طن زيوت النخيل من 500 إلى 1100 دولار للطن، بينما ارتفع سعر طن زيوت عباد الشمس إلى 1450 دولاراً.

4 شركات حكومية تنتج الزيت 

يعمل في إنتاج زيوت الطعام بمصر 4 شركات تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية المملوكة للدولة، وهي الإسكندرية للزيوت والصابون، وطنطا للزيوت والصابون والمياه الطبيعية، وأبو الهول للزيوت والمنظفات (الملح والصودا سابقاً)، والنيل للزيوت والمنظفات، إذ تقوم بتكرير الزيت الخام إلى جانب عصر بعض البذور الزيتية.

وتدعم الحكومة المصرية مجموعة من السلع الاستراتيجية ضمن منظومة السلع التموينية بقيمة إجمالية تبلغ 84.5 مليار جنيه (نحو 5.3 مليار دولار) في العام المالي الحالي ترتفع إلى 87 مليار جنيه (نحو 5.5 مليار دولار) في العام المالي المقبل 2021-2022 يستفيد بها نحو 64 مليون مواطن ممن يمتلكون بطاقات تموينية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد