Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الفطر الأسود" يثير الذعر في مصر

 الحكومة: المرض ليس جديدا وغير معد ونسبة الوفاة 50 في المئة إن لم يعالج مبكرا

وزيرة الصحة المصرية هالة زايد أثناء مؤتمر صحافي (أ ف ب)

شغل مرض "الفطر الأسود" أذهان المصريين في الأيام الأخيرة، بعد تصريح لشقيق سمير غانم، بأنه وراء وفاة الفنان الراحل، وهو ما نفته وزارة الصحة لاحقاً، وضاعفت من المخاوف أنباء تسبب "الفطر الأسود" في اقتلاع أعين مصابين بفيروس كورونا في الهند، وظهر انشغال المصريين بالمرض في وجود عبارات "أعراض الفطر الأسود" و"الفطر الأسود في مصر" ضمن قائمة أكثر 10 عبارات بحثاً على موقع "غوغل" داخل مصر خلال الأيام الماضية.

وعرفت وزارة الصحة المصرية الفطر الأسود، بأنه "مرض فطري نادر الحدوث يصيب الإنسان، كأثر جانبي للضعف الشديد في الجهاز المناعي، ويصيب غالباً الأغشية المطاطية للجيوب الأنفية أو العينين أو الفم أو الأنف أو الأسنان وعظام الوجه، كما يمكن أن يمتد إلى الرئتين والأوعية الدموية"، بحسب تقرير صادر عن قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، نشرته مواقع إخبارية محلية. وأضاف التقرير، "أن النوع الأكثر شيوعاً هو إصابة الجيوب الأنفية والرئة وامتدادها إلى الدماغ، أما الإصابة الجليدة والجهاز الهضمي فهي أنواع أقل شيوعاً من الفطر الأسود".

وتتسبب في المرض أنواع من الفطريات التي تنتمي لعائلة العفنيات، التي تعيش في بيئات رطبة مثل التربة، وكذلك في مواد عضوية متحللة كالأوراق والأسمدة والخشب، وتشير الدراسات إلى أن الفطريات المقاومة للحرارة التي تؤدي للمرض، نادراً ما توجد في الهواء، لكن يشيع وجودها في التربة، ويمكن أن تحدث العدوى نتيجة الاستنشاق أو التلامس أو الابتلاع.

غير معدٍ

وقلل علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية، من المخاوف بشأن "الفطر الأسود"، وقال في تصريحات صحافية، "إن المرض لا يعدي وغير جديد، مؤكداً أنه لا داعي لفزع المواطنين"، وكشف عن رصد الوزارة بعض حالات الإصابة بالفطر الأسود بين عدد محدود من المصابين بفيروس كورونا، مؤكداً اتباع الوزارة إجراءات وقائية ضد المرض عبر وسائل مكافحة العدوى داخل المستشفيات والمنشآت الصحية مثل التعقيم الدوري، إلى جانب استخدام العلاجات المناسبة للمرضى خصوصاً المصابين بكورونا.

وبين عامي 2007 و2017 رصد أحد مستشفيات علاج الأورام إصابة 45 مريضاً بالسرطان بالفطر الأسود، بحسب دراسة علمية أشار إليها رئيس قطاع الطب الوقائي، موضحاً "أنه على مدار عقود لم يسجل في مصر سوى عدد محدود جداً من حالات الإصابة بالمرض، أغلبها بين مرضى السرطان، ويعرف الأطباء العلاجات المناسبة له".

كائنات انتهازية

ووصف عيد، الفطريات المسببة للمرض بـ"الكائنات الانتهازية" التي تبدأ في مهاجمة أنسجة الجسم، عندما يضعف الجهاز المناعي بصورة شديدة، في حين لا تتأثر أجسام الأصحاء بتلك الفطريات الموجودة في البيئة، بفضل حماية الجهاز المناعي لهم، موضحاً "أن الإصابة بالفطر الأسود تظهر عادة لدى بعض المرضى المحتجزين في غرف العناية المركزة، وكذلك من يستخدمون مضادات حيوية لفترة طويلة، ومن يتناولون أدوية تثبت جهاز المناعة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب وزارة الصحة، "فإن الأكثر تعرضاً للإصابة بالفطر الأسود، هم مرضى متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ومرضى السكري المتأثرون بمضاعفات شديدة، والحالات المتأخرة من مرضى السرطان، إضافة للمرضى الذي تلقوا نقلاً للأعضاء، ومدمنو المخدرات المحقونة، إلى جانب مرضى الحروق والجراحات ومستخدمي مادة الكورتيزون بإفراط، والمبتسرين من حديثي الولادة".

وتختلف أعراض الفطر الأسود من حالة لأخرى، وحسب المكان المصاب بالفطريات، بينها السعال وألم في الصدر وضيق التنفس، إلى جانب الحمى والصداع وتورم في جانب الوجه، واحتقان الجيوب الأنفية، وآلام البطن، ونزيف بالجهاز الهضمي وظهور دم في البراز، والجلطات الدموية وتلف الأعصاب، كما قد تحدث بعض المضاعفات مثل فقدان البصر.

إجراءات الوقاية

وأوضح تقرير وزارة الصحة المصرية، "أن العدوى قد تنتقل داخل المنشآت الصحية من خلال استنشاق الفطريات من البيئة الرطبة غير النظيفة، مثل استخدام المياه غير النظيفة المحملة بالفطر أثناء جلسات الأوكسجين وعدم صيانة التكييفات والفلاتر واستخدام الأجهزة الطبية غير المعقمة، كما يمكن أن ينتقل الفطر عبر الاستخدام للضمادات اللاصقة وخافضات اللسان الخشبية من دون استخدام طرق منع نقل العدوى".

وشددت الوزارة، في التقرير الذي أصدرته، على "ضرورة غسل الأطقم الطبية الأيدي بين كل مريض وآخر، وارتداء ملابس الوقاية الشخصية، وتطبيق اشتراطات منع العدوى عند إعادة استخدام الأدوات، وتطهير البيئة المحيطة والاهتمام بالتنظيف الدوري لمرشحات التكييفات. وتطبيق احتياطات التلامس في حال اكتشاف إصابة مريض بالفطر الأسود موجود في محيط مرضى آخرين منقوصي المناعة، لمنع انتقال المرض".

وحول العلاج من الفطر الأسود، أكدت وزارة الصحة "ضرورة السيطرة مبكراً على المرض، لأنه إن لم يتم علاجه مبكراً يسبب معدلات وفاة تتراوح بين 20 و50 في المئة من المصابين بأعراض شديدة، وتختلف بحسب نوع الفطر المسبب للإصابة والجزء المتأثر من الجسم. ويمكن علاج المرضى بالفطر الأسود عبر الأدوية المضادة للفطريات، لمدة تتراوح بين 4 و6 أسابيع، وقد يتطلب العلاج أحياناً إجراء جراحة لاستئصال الأنسجة المصابة أو الميتة، مثل إزالة العينين أو الفك لوقف انتشار العدوى". وكان محمد علي، وكيل مديرية الصحة بمحافظة مطروح (شمال غرب القاهرة)، أعلن تجهيز أول غرف عزل لمصابي الفطر الأسود، كإجراء احترازي، موضحاً في تصريحات تلفزيونية "أنه لم تظهر أي حالات إصابة حتى الآن".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير