Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخلايا الجذعية بين الآمال والمخاوف

أصدرت جمعية دولية توصيات بشأنها لتطوير الإطار الأخلاقي لبحوثها

باحث يعمل على تجارب بخلايا جذعية في جامعة ستانفورد في بالو ألتو (أ ب)

تعتبر البحوث حول الخلايا الجذعية مصدراً للأمل والخوف في آن واحد ويجب وضعها في إطار أخلاقي، خصوصاً أنها تبدو مثل نوع من أنواع الخيال العلمي، وفق ما أكد لوكالة الصحافة الفرنسية المتخصص في أخلاقيات علم الأحياء في جامعة هارفرد، إنسو هيون، الذي شارك في صوغ توصيات الجمعية الدولية لبحوث الخلايا الجذعية التي أعلنت الأربعاء، 26 مايو (أيار).

وجاءت هذه التوصيات في ظل غياب التشريعات بشأن هذا النوع من البحوث في معظم البلدان، وفق هيون الذي أوضح أن لها تأثيراً في العلماء الذي يعملون بموجبها "على الرغم من أننا لا نملك سلطة معاقبة أي شخص" يخرقها.

إرشادات "مرور" علمي

وشبّه هيون عمل التوصيات بعمل إشارات المرور إلى حد ما، قائلاً "عندما يكون اللون أخضر، لا توجد مشكلة، يحتاج الباحثون فقط إلى إعلامنا بأنهم يجرون هذا البحث أو ذاك. عندما يكون اللون برتقالياً، فإنه يتطلب منا أن ننظر فيه. ويشير اللون الأحمر إلى ضرورة عدم إجراء هذا البحث في الوقت الحالي، وهذه هي الحال، على سبيل المثال، مع الاستنساخ البشري التناسلي أو نقل الأجنة المعدلة وراثياً إلى الرحم".

وأضاف، "يعتقد بعض العلماء أن أخلاقيات علم الأحياء تقف في طريق العلوم. لكنني أعتقد، بخلاف ذلك، أنها تفتح الطريق أمامها: من دون إشارات مرور، تحدث اختناقات مرورية وحوادث سير".

تطور الإطار الأخلاقي

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن المخاوف المحيطة بهذه البحوث، قال هيون "يتساءل عامة الناس أحياناً إلى أين ستأخذنا العلوم كمجتمع، سواء أكان ذلك باستخدام تقنية كريسبر (وهي تقنية تعديل جيني تثير آمالاً كبيرة لكنها استخدمت في ولادة أطفال معدلين وراثياً في الصين عام 2018) أو تقنيات أخرى. هذا مصدر قلق مفهوم تماماً".

وتابع، "لكن لا يوجد قائد موحِّد يقود العلوم ويقول كلنا نسير في هذا الاتجاه أو ذاك. كل شيء مشتت، كل فريق يعمل بمفرده وأحياناً تجتمع بحوثهم بطريقة عرضية ويحرزون تقدماً علمياً"، مشيراً إلى أنه "في مجال يتقدم فيه العلم بسرعة كبيرة، يجب أن يتطور الإطار الأخلاقي باستمرار. وعلى الرغم من ذلك، يجب أن نحافظ على مبادئ أخلاقية واسعة يفهمها الجميع".

الفائدة المجتمعية

ورأى هيون أن "الشرط الأساسي هو أن تكون لهذه البحوث فائدة مجتمعية، أي أنها تجعل من الممكن تعزيز المعرفة العلمية. وخلافاً لذلك، ليس لديها سبب لأن تكون موجودة". وعلى سبيل المثال، أشار إلى العلماء الذين يرغبون في صنع هجين بين الإنسان والشمبانزي (تشومان أو هيومانزي)، معتبراً إن هذه البحوث "لا تهدف إلى الإجابة على أي أسئلة علمية. لذلك يجب ألا تكون موجودة".

واستطرد قائلاً، "على أي حال، هذا النوع من البحوث معقد جداً، لذلك من الصعب تخيل شخص ما يقوم بهذا النوع من التجارب في موقف سيارته. وهذا أمر يحد من مخاوفي".

مكافحة الانقراض

ورداً على سؤال عن مجالات لم يجرِ أحد تجارب فيها حتى الآن، قال هيون "أتردد في الإفصاح عنها لأنني لا أريد أن أعطي بعض الأشخاص فكرة القيام بها! إنما ثمة شيء واحد يمكنني التحدث عنه من دون تردد، وهو إنقاذ الأنواع. إنه منظور مثير".

وأوضح، "تحتفظ فرق من العلماء بالعديد من عينات الأنسجة الحيوانية المهددة بالانقراض في أماكن مبرّدة. لنتصوّر أن في إمكاننا، من هذا المنطلق، إنشاء نماذج من الأجنة قادرة على التطور: سيكون الأمر مماثلاً لسفينة نوح إلى حد ما، يمكننا إعادة هذه الأنواع والتكفير عن خطيئة التسبب في انقراضها".

اقرأ المزيد

المزيد من علوم