عقب ارتفاع كبير في أسعار عدد من العملات المشفرة خلال أبريل (نيسان) الفائت، انخفضت قيمتها بأكثر من 40 في المئة في الأسابيع الممتدة منذ أن صرح إيلون ماسك، رئيس شركة "تيسلا" أن مؤسسته لن تقبل بعد ذلك الدفع بواسطة عملة "بيتكوين" المشفرة. والآن، يرجو المستثمرون الملياردير وقف التغريدات في شأن ذلك النوع من العملات الرقمية.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أسمى ماسك مازحاً عملة "دوغ كوين" المشفرة بأنها "خدعة" خلال ظهوره في برنامج "ساتورداي نايت لايف" الكوميدي الذي يُبَث في وقت متأخر. وجاء ذلك مترافقاً مع سلسلة من الحوادث شملت الحملة الصارمة التي تشنها الصين على معاملات العملات المشفرة وتعدينها، ما أدى إلى انهيار أسعار عدد من العملات الرقمية إلى مستويات بعيدة التدني.
وفي مقابلة أجريت أخيراً مع شبكة "سي أن أن بيزنس"، لفت ويليام كويغلي، المدير الإداري لـ"ماغنيتيك"، وهي مؤسسة تستثمر في العملات المشفرة، إلى أنه "يجب ألا تنتبهوا إلى تعليقات إيلون ماسك في شأن أي شيء، ضمن الأجل الأبعد على الأقل".
واستطراداً، يشير عديد من المستثمرين إلى تغريدة ماسك باعتبارها نقطة تحوّل في أكبر انهيار للـ"بيتكوين" خلال العام الحالي، وقد بلغت ذروتها في وقت قريب (من تلك التغريدة) هو منتصف أبريل (نيسان) عند مستوى يقرب من 65 ألف دولار.
وأضاف كويغلي، "حتى وقت قريب جداً، دأبت "تيسلا" على قبول الـ"بيتكوين" في عمليات الدفع. وفهمتُ من هذا وحده أنه (إيلون ماسك) لم يفهم حقاً كيف يفكر في عملة الـ"بيتكوين" المشفرة".
وكذلك شرح كويغلي أن الـ"بيتكوين"، على الرغم من أنها احتوت "قيمة تخزين" جيدة، وبدت مفيدة للغاية بالنسبة إلى الدفعات الكبيرة عبر الحدود، إلا أنها لا تصلح كبديل لأساليب المعاملات العادية.
وأوضح، "لا تنتبهوا إلى ما يذكره إيلون ماسك عن العملات المشفرة لأنه ببساطة ليس خبيراً"، مضيفاً أن تغريدات رئيس "تيسلا" حول "دوغ كوين" لم تكن مسؤولة.
وأضاف، "أعتقد أنها شكلّت أكثر من مجرد مزحة بالنسبة إليه (ماسك)، لكن عديداً من الناس، للأسف، يتبعون ما ينطق به. وربما عندما يتعلق الأمر بالسيارات التي تتسم بالكفاءة في استخدام الطاقة، انظروا إلى ما يفعله، لكن تجاهلوا كل ما يقوله عن بيتكوين والعملات المشفرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ذلك الصدد، انتقل بعض المستثمرين إلى "تويتر" للإعراب عن غضبهم إزاء تغريدات ماسك المتقلبة حول العملات المشفرة، مع الإشارة إلى أنها (التغريدات) حازت القدرة على تحريك أسعار تلك العملات إلى هذا الحد الجامح.
ويوم السبت الماضي، حينما سُئِل ماسك على "تويتر" عن أفكاره حول أشخاص غاضبين منه بسبب موقفه من العملات المشفرة، أجاب بأن "المعركة الحقيقية تدور بين العملات العادية والعملات المشفرة. ومع أخذ العوامل كلها في الاعتبار، أؤيد الثانية".
وفي أعقاب هذه التغريدة، حضّ بعض الخبراء على توخي الحذر، وطلبوا من المستثمرين أن يقوموا بأبحاثهم الخاصة في شأن العملات المشفرة، وأن يتوصلوا إلى النتائج الخاصة بهم بدلاً من "عبادة" ماسك.
في المقابل، حضّت هايدي تشاكوس التي تتخذ من البرتغال مقراً لها، واستثمرت في الـ"بيتكوين" منذ عام 2014 وجمعت أكثر من 44 ألف متابع على "تويتر" خلال ذلك، حضت الناس على التفكير بأنفسهم قبل اتخاذ القرارات في هذا المجال.
وغردت تشاكوس، "تعلموا أن تفكروا بأنفسكم، وتضعوا أموالكم التي كسبتموها بشق الأنفس في مشاريع تظنون أنها تستحق بدلاً من الاستثمار في مشاريع لأن دمية عالمية تصرح بأنها تحبها".
وكذلك نقلت إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" تصريحاً جاء فيه، "أشعر بالسوء لكل من يتخذ قرارات الاستثمار استناداً إلى تغريدات شخص لا يحاول سوى البقاء على صلة وثيقة بالموضوع، وأن يستفيد من منصته".
وفي نفسٍ مماثل، أوضحت ميغان كاسبار، المديرة الإدارية لـ"ماغنيتيك" في تصريح إلى شبكة "سي أن أن بيزنس"، أن المستثمرين بالتجزئة ممن يحاولون الحصول على ربح سريع عبر العملات المشفرة، قد يشترون عملة "دوغ كوين" المشفرة "لمجرد أن ماسك يضخمها".
وأضافت، "ما زلت لا أفهم ما هو منظور ماسك بشأن "دوغ كوين"، ولا أعتقد أن العالم يفهم ذلك أيضاً. لماذا يرى أن هذا يشكل قيمة عظيمة. إن المستثمرين المؤسسين شديدو التفكّر، ولا يشترون "دوغ كوين" لمجرد أن ماسك يضخمها".
© The Independent