ذكرت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير لها، أن الأصول الاسثمارية التقليدية تتجاوز العاصفة التي ضربت العملات المشفرة حتى الآن. ويعكس ذلك احتمال أن انكشاف الصناديق والمحافظ الاستثمارية على العملات الرقمية، يظل محدوداً. وأنهى مؤشر "أم أس سي آي" الذي يُعد معياراً لأداء الأسهم حول العالم، الأسبوع الماضي، على ارتفاع طفيف على الرغم من أن مؤشر "بلومبيرغ كريبتو غالاكسي" هوى بنسبة 40 في المئة، في أسوأ هبوط للعملات المشفرة منذ بداية وباء كورونا في مارس (آذار) من العام الماضي. أما سندات الخزانة وسعر صرف الدولار الأميركي فلم يشهدا تغيراً واضحاً خلال الأسبوع.
محافظ استثمارية
ويقول آدام رينولدز رئيس ساكسو ماركتس في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ، "كل من لديه كمية معقولة من الأصول في محفظته الاستثمارية لن يكون لديه سوى نسبة ضئيلة من مخصصات الأصول المشفرة ... لا أعتقد أنها يجب أن تشكل كثيراً من محفظة أحد، لأن مثل هذه التحركات في أسعارها ستضر بالوضع المالي له".
خسائر غير مسبوقة
وخسرت سوق العملات المشفرة نحو تريليون دولار، من قيمتها غير المسبوقة التي وصلت إلى 2.6 تريليون هذا الشهر، وهو ما أثار تساؤلات حول تأثير فقدان الثروة والشعور بالأضرار على الأسواق بشكل عام. ويتوقع بعض المعلقين أن تعاني العملات الافتراضية أكثر في قادم الأيام مع إغلاق مراكز في "بيتكوين" و"إيثيريوم" واحتمال تشديد سلطات رقابة وتنظيم الأسواق على سوق العملات المشفرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهر تقرير منتصف الأسبوع الماضي من شركة "تشايناليسيز" التي تتابع شبكة "بلوكتشين"، أن أكثر من نصف مبلغ 410 مليارات دولار الذي أنفق على شراء مراكز "بيتكوين" الحالية، تم إنفاقه في الأشهر الـ12 الماضية. وأن نحو 110 مليارات دولار أنفقت على شراء "بيتكوين" بسعر 36 ألف دولار. ويعني ذلك أن أغلب تلك الاستثمارات لن تحقق أي ربح ما لم يكن سعر "بيتكوين" عند 36 ألف دولار أو أعلى.
تقلبات عنيفة
وعلى الرغم من ارتفاع سعر "بيتكوين"، إلا أن التقلبات العنيفة في قيمتها خلال عطلة نهاية الأسبوع جعلت سعرها عند 36500 دولار. وذلك أقل من نصف ما وصلت إليه الشهر الماضي عند سعر 65 ألف دولار. ويقول رينولدز، إن التعامل في أنواع الاستثمارات الأخرى من أسهم وسندات وعملات لم يتأثر بالتذبذب الهائل في سعر العملات المشفرة. كما ذكر فريق الاستثمار في بنك "جيه بي مورغان تشيس" في مذكرة للمستثمرين أن تأثير انهيار العملات المشفرة كان بسيطاً. إلا أن آخرين يرون أنه يجب مراقبة تطورات وضع العملات المشفرة. ففي مذكرة للمستثمرين يقول بن إيمونز، مدير الاستراتيجيات الدولية في شركة الاستشارات "ميدلي غلوبال" في نيويورك، "إن بيتكوين تفرض سطوة على السوق بسبب تذبذبها وتوفر السيولة". وأشار إلى أنه "لا يمكن استبعاد رد الفعل في السوق إذا هبط سعر بيتكوين دون 20 ألف دولار".وكتب بيتر رتزين، كبير الاستراتيجيين في شركة الاستشارات "بي سى إيه"، في مذكرة للمستثمرين يقول، "إن خسائر العملات المشفرة قد تضر في المدى القريب بالأصول التي تجري المضاربة عليها مثل أسهم شركات التكنولوجيا". وأضاف أن "تراجع اهتمام المستثمرين بالعملات المشفرة سيفيد أسواق الأسهم، حيث يعود تركيز المستثمرين على الأسهم".
موجات سابقة
وإذا كانت الموجة السابقة من ارتفاع سعر "بيتكوين" قد رافقها حديث عن احتمال قبولها في النظام المالي التقليدي، فإن موجة الهبوط والتذبذب الأخيرة أظهرت المخاطر التي تواجه المحافظ المنكشفة على العملة المشفرة. وفي تقرير له الجمعة، قال كريستيان موللر-غريسمان، استراتيجي الأصول المتعددة في مجموعة غولدمان ساكس، "إن الهبوط في قيمة بيتكوين إضافة إلى التذبذب الهائل في سعرها يقلل من فائدة استحواذها على نصيب كبير في أي محفظة استثمارية". وأضاف كمثال أن نسبة 5 في المئة لـ"بيتكوين" في محفظة استثمار متعدد 60-40 مع نسبة 20 في المئة من تذبذب العائد بسببها تعد انكشافاً أكبر على المخاطر لأي مستثمر مؤسسي عن نسبة 2 في المئة لسندات الخزانة الأميركية متوسطة الأجل لمدة 10 سنوات.
