Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقدان من حكم نظام بشار الأسد لسوريا

عدل الدستور لانتخابه رئيساً إثر وفاة والده وقمع تحركات المعارضة بالقوة والعنف

إعلان في دمشق لدعم بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية السورية عام 2021 (رويترز)

منذ أكثر من خمسة عقود، تحكم عائلة الأسد سوريا بقبضة من حديد، من عهد الرئيس السابق حافظ، وصولاً إلى نجله بشار، الذي يخوض الأربعاء، 26 مايو (أيار)، انتخابات رئاسية من شأنها أن تمنحه ولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات. إليكم في ما يلي محطات رئيسة خلال حكم نظام بشار الأسد منذ وصوله إلى الرئاسة قبل عقدين.

تعديل الدستور لترئيس الابن

في 17 يوليو (تموز) 2000، أقسم بشار الأسد اليمين أمام مجلس الشعب السوري، بعد أن انتخب رئيساً بنسبة تصويت بلغت 97.29 في المئة، في انتخابات كان المرشح الأوحد فيها، ونظمت بعد شهر من وفاة والده حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من دون منازع لمدة 30 عاماً.

واستبق مجلس الشعب انتخاب الأسد الابن بتعديله في العاشر من يونيو (حزيران)، يوم وفاة الأسد الأب، مادة دستورية، خفض بموجبها الحد الأدنى لسن الترشح للرئاسة من 40 إلى 34 عاماً، في قرار فصّل على قياس الأسد الابن المولود عام 1965.

وبات بشار الأسد قائد الجيش والقوات المسلحة والأمين القُطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا.

في 26 سبتمبر (أيلول) 2000، دعا نحو 100 مثقف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حال الطوارئ السارية منذ عام 1963.

وبين سبتمبر 2000 وفبراير (شباط) 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح، وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير، لكن توقيف 10 معارضين صيف 2001، وضع حداً لما عرف وقتها بـ"ربيع دمشق" قصير الأمد.

اغتيال الحريري

في 14 فبراير 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، في بيروت. واتهمت المعارضة اللبنانية النظام السوري وحلفاءه اللبنانيين بعملية الاغتيال، مطالبة بخروج القوات السورية من لبنان الذي كان خاضعاً لهيمنة دمشق على الحياة السياسية فيه.

دمشق من جهتها نفت أي ضلوع لها في الجريمة، التي تلتها اغتيالات أو محاولات اغتيال استهدفت سياسيين وإعلاميين معارضين لسوريا، لكن تحت ضغط تظاهرات حاشدة في بيروت والمجتمع الدولي، غادر آخر جندي سوري لبنان في 26 أبريل (نيسان) 2005، بعد وجود استمر 29 عاماً.

"إعلان دمشق"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 2005، أطلقت المعارضة السورية التي كانت منقسمة في السابق، "إعلان دمشق" الذي دعا إلى إحداث "تغيير ديمقراطي" و"جذري"، وندد بـ"نظام تسلطي شمولي فئوي".

وكان مئات المثقفين والنشطاء والمحامين والممثلين قد وقعوا اعتباراً من فبراير 2004، عريضة تدعو إلى رفع حال الطوارئ المعمول بها في سوريا.

ورداً على ذلك، ضيقت دمشق الخناق على الناشطين والمثقفين وضاعفت الاستدعاءات الأمنية وحظر السفر ومنع التجمعات. وأطلقت في أواخر 2007 حملة توقيفات طاولت معارضين علمانيين على خلفية مطالبتهم بتعزيز الديمقراطية.

الثورة السورية

في 15 مارس (آذار) 2011، انطلقت تظاهرات سلمية مناوئة للنظام، في إطار ما سمي حينها "الربيع العربي". فقمع النظام هذه التظاهرات بعنف، واصفاً إياها بأنها "تمرد مسلح تقوم به مجموعات سلفية".

وفي أبريل، اتسعت رقعة الاحتجاجات التي سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح رافقه إلى جانب صعود المسلحين المعارضين، ظهور مجموعات متطرفة. وسعى النظام إلى سحق التمرد، فخاض حرباً ضد مسلحين معارضين اعتبر تحركهم "إرهاباً مدعوماً من الخارج". وبدأ عام 2012 استخدام الأسلحة الثقيلة، ولا سيما المروحيات والطائرات.

واتهم الغرب مراراً النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما نفته دمشق على الدوام.

الدعم الإيراني والروسي

في عام 2013، أقرت ميليشيات "حزب الله" اللبنانية بانخراطها في القتال إلى جانب قوات النظام، وأرسلت الآلاف من عناصرها إلى سوريا. كما أصبحت إيران الحليف الإقليمي الأكبر للنظام.

وفي 30 سبتمبر 2015، وبعد أن تراجعت قوات النظام على جبهات كثيرة، بدأت روسيا تدخلها العسكري في النزاع السوري، بعد أن شكلت داعماً رئيساً لدمشق في مجلس الأمن منذ اندلاع المعارك.

وكان تدخل روسيا نقطة تحول في النزاع السوري، إذ تمكن النظام بفضله من استعادة زمام المبادرة وتحقيق انتصارات استراتيجية في مواجهة الفصائل المعارضة والمتطرفين. وبفضل هذا الدعم، بات النظام يسيطر حالياً على نحو ثلثي مساحة البلاد.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2019، شنت قوات النظام بدعم روسي آخر عملية عسكرية واسعة لها في محافظة إدلب ومحيطها الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة، على رأسها هيئة تحرير الشام (المعروفة بجبهة النصرة سابقاً).

ومنذ اندلاعه، أوقع النزاع السوري أكثر من 388 ألف قتيل وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

قضية رامي مخلوف

في صيف عام 2019، وضع النظام يده على "جمعية البستان"، التي يرأسها رجل الأعمال البارز رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، والتي شكلت "الواجهة الإنسانية" لأعماله خلال سنوات النزاع. كذلك حلت دمشق مجموعات مسلحة مرتبطة بمخلوف.

وفي ديسمبر، أصدرت حكومة النظام سلسلة قرارات بالحجز الاحتياطي لعدد من كبار رجال الأعمال، بينهم مخلوف وزوجته وشركاؤه. وبعد سنوات بقي فيها بعيداً عن الأضواء، خرج مخلوف إلى العلن في سلسلة مقاطع مصورة وبيانات مثيرة للجدل، وجه خلالها انتقادات حادة للنظام السوري.

أزمة اقتصادية خانقة

وتشهد سوريا اليوم أزمة اقتصادية خانقة أفرزتها 10 سنوات من حرب مدمرة، وفاقمتها العقوبات الغربية، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع سوريون كثر، بينهم رجال أعمال، أموالهم.

وتشهد سوريا في 26 مايو انتخابات رئاسية، هي الثانية منذ اندلاع النزاع المدمر، من شأنها أن تمنح بشار الأسد ولاية رابعة.

وسارعت قوى غربية عدة إلى التشكيك بنزاهة الانتخابات، التي يعتبرها خصوم الأسد "شكلية".

المزيد من متابعات