Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجارة العالم تنمو 10 في المئة بالربع الأول... لكن سلاسل التوريد في مأزق

توقعات بأن تقفز إلى 6.6 تريليون دولار مع نشاط قطاع السلع والمعادن والأغذية

إضطرابات تشهدها التجارة العالمية في أزمة غير مسبوقة بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد (رويترز)

كشف تقرير حديث، أن الاضطرابات التي تشهدها سلاسل التوريد والإمدادات في الوقت الحالي "طبيعية"، بخاصة وأن تداعيات ومخاطر فيروس كورونا المستجد شكلت تحدياً غير مسبوقة للعالم نظراً لتأثيره على سلسلة التوريد العالمية.وأوضح التقرير أن شريحة كبيرة من سكان العالم اضطرت إلى إغلاق العمليات واتخاذ القرارات التي تؤثر على البشر وسبل عيشهم، مما يترك الناس بلا حول ولا قوة، وهو ما يطرح تساؤلاً حول ما الذي كان يمكن أن يفعله المستهلكون بشكل مختلف؟ بحسب ما ذكره جيم رايس، نائب مدير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مركز النقل والخدمات اللوجستية، وفقاً للتقرير الذي أعدته صحيفة "ذا نيو إنديان أكسبريس".وقال "رايس"، إنه "بالمقارنة مع الاضطرابات الأخرى، فإن جائحة فيروس كورونا المستجد فريدة من نوعها... فقدان القدرات الأساسية السبع للصمود.. كما أن الحصول على المواد والنقل والقدرة على الاتصال والتحويل والموارد البشرية والتدفقات المالية والتوزيع للعملاء والمستهلكين، هو أكثر بكثير من أي كارثة أخرى.

 التوريد والمخاطر

وأضاف: "هناك طرق لا حصر لها يمكن أن تتأثر بها سلاسل التوريد... لكن هل يمكن للمنظمات التخفيف من كل مصدر من مصادر المخاطر المالية والاستراتيجية والتشغيلية... لقد تسببت الجائحة في خسائر فادحة في النقل والتمويل وجميع قدرات المرونة... لكن لحسن الحظ، أُعيد إنشاء العديد من هذه القدرات باستخدام موارد على الإنترنت".فيما قالت جانات شاه، مديرة المعهد الهندي للإدارة في أودايبور، إن "الاضطرابات جزء لا مفر منه من الحياة... يمكن أن يكون الافتقار إلى الاضطرابات أمراً مقلقاً. قال شاه إن المشكلة مع فيروس كورونا هي أنها مختلفة في الحجم والنطاق والإطار الزمني... بعض القطاعات مثل الضيافة والسفر ستتأثر بشدة. ومع ذلك، هناك بعض المنظمات متوسطة الحجم، التي كانت سريعة الحركة وسريعة الاستجابة للاحتياجات الناشئة وسط الوباء".

تعاف بنسبة 10 في المئة في تجارة السلع

كان مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد"، قد كشف في تقرير حديث، أن التجارة في السلع خلال الربع الأول من عام 2021 كانت أعلى من مستوى ما قبل الجائحة، لكن التجارة في الخدمات ظلت أقل بكثير من المتوسطات. وأوضح أن تعافي التجارة العالمية من أزمة فيروس كورونا المستجد سجل رقماً قياسياً في الربع الأول من عام 2021، حيث ارتفع بنسبة 10 في المئة على أساس سنوي و4 في المئة على أساس ربع سنوي. وأظهر التقرير، أن استمرار الانتعاش "الـمثير للإعجاب" خلال الربع الأول من عام 2021 مدفوعاً بأداء الصادرات القوي لاقتصادات شرق آسيا، التي سمح نجاحها المبكر في التخفيف من الوباء بالانتعاش بشكل أسرع والاستفادة من الطلب العالمي المزدهر على المنتجات ذات الصلة بالتداعيات التي خلفتها جائحة فيروس كورونا المستجد. وأشار الخبير في الـ"أونكتاد"، أليساندرو نيسيتا، إلى أن التجارة العالمية سجلت تعافياً أسرع من الركود الناجم عن الوباء مقارنة بالركود التجاري الأخيرين. لافتاً إلى أن الأمر استغرق أربعة أرباع بعد بدء الركود الناجم عن الجائحة حتى تعود التجارة العالمية إلى مستويات ما قبل الركود، وبحلول الربع الخامس أي الربع الأول من عام 2021، كانت التجارة العالمية عند أعلى مستويات ما قبل الأزمة، مع زيادة بنحو 3 في المئة مقارنة بالربع الرابع من عام 2019.وعلى النقيض من ذلك، استغرق الأمر 13 ربعاً للتجارة العالمية للتعافي من ركود عام 2015، والذي نتج عن التغيرات الهيكلية في اقتصادات شرق آسيا وانخفاض أسعار السلع الأساسية، وتسعة أرباع للتعافي من ركود عام 2009 الناجم عن الأزمة المالية العالمية.وأوضح التقرير أن قيمة التجارة في السلع في الربع الأول من عام 2021 كانت أعلى من مستوى ما قبل الجائحة، لكن التجارة في الخدمات لا تزال أقل بكثير من المتوسطات. فيما ظلت التجارة العالمية في المنتجات المرتبطة بفيروس كورونا قوية خلال الربع الأول من عام 2021.

انتعاش أقوى للسلع

وفق التقرير، تشير اتجاهات الاستيراد والتصدير لبعض الاقتصادات التجارية الرئيسة في العالم إلى أنه مع استثناءات قليلة، تعافت التجارة في الاقتصادات الرئيسة من خريف عام 2020. ومع ذلك، فإن الزيادات الكبيرة ترجع إلى القاعدة المنخفضة لعام 2020، ولا تزال التجارة في العديد من الاقتصادات الرئيسة أقل من متوسطات عام 2019. وأكد أن الاتجاه نحو انتعاش أقوى للسلع مقارنة بالخدمات شائع في جميع الاقتصادات الكبرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهر الـ"أونكتاد"، أن أفضلية أداء الصين والهند وجنوب أفريقيا نسبياً من الاقتصادات الرئيسة الأخرى خلال الربع الأول من عام 2021. ولفت إلى تسجيل صادرات الصين، على وجه الخصوص، زيادة قوية ليس فقط عن متوسطات عام 2020 ولكن أيضاً فيما يتعلق بمستويات ما قبل الجائحة، وفي المقابل، ظلت الصادرات من روسيا أقل بكثير من متوسطها لعام 2019.وأشار إلى أن انتعاش التجارة لا يزال متفاوتاً، لا سيما بين البلدان النامية، مع انتعاش الصادرات من شرق آسيا بشكل أسرع. لافتاً إلى أن اقتصادات شرق آسيا هي أيضاً وراء انتعاش التجارة بين البلدان النامية (التجارة بين الجنوب والجنوب)، وعند استبعاد أرقام التجارة من الاقتصادات النامية في شرق آسيا، تظل التجارة بين بلدان الجنوب أقل من المتوسطات.وأوضح التقرير أنه خلال الربع الأول من عام 2021، ظلت قيمة الصادرات أقل من المتوسطات للبلدان التي تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقالية من بينها الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا. مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من زيادة صادرات أميركا الجنوبية مقارنة بالربع الأول من عام 2020، فإنها ظلت من دون متوسطات عام 2019. وخلال الربع الأول من عام 2021، كانت قيمة الواردات والصادرات السلعية للبلدان النامية أعلى بكثير مقارنة بالربع الأول من عام 2020 والربع الأول من عام 2019 لتسجل نمواً بنسبة 16 في المئة.

نمو كبير في قطاعات المعادن والأغذية

التقرير أشار إلى استمرار التجارة في الانتعاش خلال الربع الأول من العام الحالي، وليس فقط في القطاعات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، مثل المستحضرات الصيدلانية والاتصالات ومعدات المكاتب، ولكن أيضاً في قطاعات أخرى مثل المعادن والأغذية الزراعية. في المقابل، استمر قطاع الطاقة في التخلف وظلت التجارة الدولية في معدات النقل أقل بكثير من المتوسطات. ورجح استمرار التجارة في النمو في عام 2021، على أن يظل النمو قوياً في النصف الثاني من العام. وأضاف: "من المتوقع أن يظل نمو التجارة أقوى في شرق آسيا والبلدان المتقدمة، بينما لا يزال متخلفاً بالنسبة للعديد من البلدان الأخرى".وتشير التوقعات الإجمالية لعام 2021 إلى زيادة نسبتها 16 في المئة عن أدنى نقطة في عام 2020 (19 في المئة للسلع و8 في المئة للخدمات). ومن المتوقع أن تصل قيمة التجارة العالمية في السلع والخدمات إلى 6.6 تريليون دولار في الربع الثاني من عام 2021، أي ما يعادل زيادة سنوية تبلغ نحو 31 في المئة مقارنة بأدنى نقطة في عام 2020 ونحو 3 في المئة بالنسبة إلى فترة ما قبل الجائحة. مستويات 2019.وتعتمد التوقعات الإيجابية إلى حد كبير على الحد من القيود الوبائية، والاتجاه الإيجابي المستمر في أسعار السلع الأساسية، والقيود العامة من السياسات الحمائية التجارية والظروف المالية والاقتصادية الكلية الداعمة. وتابع: "مع ذلك، من المتوقع أن تدعم حزم التحفيز المالي، لا سيما في البلدان المتقدمة، بقوة انتعاش التجارة العالمية طوال عام 2021". وأضاف: "يجب أن ترتفع قيمة التجارة العالمية أيضاً بسبب الاتجاهات الإيجابية عبر أسعار السلع الأساسية... لكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن كيفية تشكيل أنماط التجارة على مدار العام".

اقرأ المزيد