Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفد أميركي في طرابلس يعكس تجدد اهتمام واشنطن بالملف الليبي

دعم وزيرة الخارجية المنقوش وشدد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها

المنقوش وهود خلال المؤتمر الصحافي المشترك في طرابلس في 18 مايو الحالي (أ ف ب)

أرسلت الإدارة الأميركية رسالتَين هامتَين حول موقفها من الملف الليبي، باتخاذ خطوتين لافتتَين في أسبوع واحد، تكشفان رغبتها في وضع ليبيا محط اهتمامها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة. الخطوة الأولى، كانت ترقية سفيرها في ليبيا ريتشارد نورلاند إلى مرتبة "مبعوث خاص"، قبل إرسال أرفع مسؤول من واشنطن إلى طرابلس منذ عام 2014، ألا وهو مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، جوي هود.

وحمل هود رسائل بارزة من حكومته لأطراف الأزمة داخل ليبيا وخارجها، كشف عنها في تصريحاته من العاصمة الليبية، التي تركزت حول نقطتَين محوريتَين، الأولى أنه لا تراجع تحت أي ظرف عن إجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الحالي، والثانية أنه لا بد من تنفيذ اتفاق خروج القوات الأجنبية من ليبيا في أقرب وقت.

وجاءت التحركات الأميركية تجاه الملف الليبي، بعد عودة التوتر بين أطراف الأزمة في البلاد أخيراً، سياسياً وعسكرياً، وتعثر تنفيذ كثير من بنود خريطة الطريق للحل السياسي، على رأسها إخراج القوات الأجنبية من البلاد.


زيارة في توقيت حرج

وأجرى وفد أميركي برئاسة النائب الأول لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جوي هود، زيارةً خاطفة إلى طرابلس، الثلاثاء 18 مايو (أيار) الحالي، حيث التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة الموحدة عبد الحميد الدبيبة ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وناقش معهم التطورات الأخيرة على الساحة الليبية، التي تشهد توتراً سياسياً هو الأخطر منذ انتخاب السلطات التنفيذية الجديدة.

وبدأ الوفد الأميركي زيارته بلقاء المنفي، بحضور سفير الولايات المتحدة إلى ليبيا، مبعوثها الخاص إليها ريتشارد نورلاند، وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية.

واستعرض الاجتماع، بحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، "العلاقات الثنائية بين البلدين ومسار العملية السياسية في ليبيا ومساعي المصالحة الوطنية وتعزيز وقف إطلاق النار".

والتقى الوفد الأميركي بعد رئيس المجلس الرئاسي، رئيس الحكومة الدبيبة ووزيرة الخارجية المنقوش. وقالت المنقوش خلال مؤتمر صحافي مشترك عقدته في العاصمة طرابلس، مع هود، إنها أكدت للوفد الأميركي على "ضرورة دعم الولايات المتحدة لحكومة الوحدة الوطنية لتحقيق أهداف خريطة الطريق السياسية، في مقدمتها إجراء الانتخابات في موعدها المحدد". وأضافت أنه "لتحقيق أهداف خريطة الطريق هذه، يجب أن توفر السلطة التنفيذية الشروط اللازمة لإجراء انتخابات تعزز الشرعية السياسية في البلاد، عبر معالجة جملة قضايا، مثل بسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي الليبية، وإنهاء الوجود الأجنبي، وتوفير الأمن للمواطن وإنهاء حالة النزاع المسلح". وتابعت المنقوش "من ضمن هذه القضايا أيضاً، توحيد مؤسسات الدولة وتحرير القرار السيادي الوطني من أي إكراه مادي أو معنوي، داخلي أو خارجي، وتحسين الخدمات والأداء الاقتصادي".


تنسيق المواقف الدولية

وبينت وزيرة الخارجية الليبية أنه "تم التأكيد خلال اللقاء مع وفد واشنطن على ضرورة التنسيق وتعزيز المواقف الدولية تجاه الأزمة الليبية، من خلال إنشاء مجموعة استقرار ليبيا برئاسة ليبية".

وقالت إن حكومتها "دعت واشنطن إلى المساعدة في الضغط على المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته واحترام قرارات الأمم المتحدة ودعم وقف إطلاق النار وتنفيذ نتائج اللجنة العسكرية 5+5".

وأشارت المنقوش إلى "أهمية افتتاح السفارة والقنصلية الأميركية في طرابلس وبنغازي، لما لذلك من أهمية في توجيه رسالة إيجابية تدعو إلى دعم ليبيا واستقرارها".


واشنطن ترفض التدخلات الخارجية

من جانبه، ركز هود في كلمته خلال المؤتمر الصحافي على رفض بلاده "أي تدخل خارجي  في الشؤون الليبية". وأضاف أن "الولايات المتحدة تدين بشدة استمرار وجود الجماعات المسلحة والتدخلات الخارجية في ليبيا".

وتابع النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأميركي، "ناقشت مع وزيرة الخارجية كيفية دعمنا لحكومة الوحدة الوطنية، وهدفنا هو إقامة انتخابات عادلة ونزيهة دون أي تدخل خارجي".

ودعا "جميع الأطراف الداخلية والخارجية لتنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل"، قائلاً إن "هذا يشمل سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة".

وأشار إلى أن "خريطة الطريق المتفق عليها بين الأطراف الليبية مهمة جداً لإجراء الانتخابات والمصالحة الوطنية، ونتطلع إلى رؤية القاعدة الدستورية لهذه الانتخابات قريباً".

ورد هود على طلب المنقوش إعادة فتح السفارة الأميركية لدى طرابلس قائلاً، إن "إعادة فتح السفارة الأميركية في طرابلس يتطلب وقتاً وإجراءات، لكن هذا هدفنا ونحن ملتزمون بالعودة وسننسق مع حكومة الوحدة الوطنية بهذا الخصوص".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


زيارة دعمت موقف المنقوش

من جهة أخرى، اعتبر مراقبون أن زيارة الوفد الأميركي إلى العاصمة الليبية في هذا التوقيت، لم يحمل رسائل بخصوص الانتخابات المحلية والتدخل الخارجي فقط، بل كان من ضمن أهدافه دعم موقف الوزيرة المنقوش، في وجه الحملة الشرسة التي تعرضت لها أخيراً، والتي وصلت إلى حد التهديد المسلح احتجاجاً على موقفها من القوات الأجنبية في ليبيا، من قبل كيانات سياسية ومسلحة في طرابلس.

وقضت المنقوش السنوات التسع التي سبقت تعيينها على رأس وزارة الخارجية، في الولايات المتحدة، ومنحتها الحكومة الأميركية منحاً دراسية بارزة، أهمها "منحة التفوق الخاصة".

ورأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جمال الشطشاط، أن "هدف الزيارة الأول هو دعم المنقوش وإن لم يكن معلناً". وأضاف أن "الزيارة حملت رسائل واضحة للكتائب المسلحة في طرابلس، بأن أي محاولة للاعتداء على المنقوش أو إقصائها من منصبها أو حتى الانقلاب على العملية السياسية، مرفوض تماماً من قبل واشنطن. وأعتقد أن الموقف الذي توتر أخيراً في طرابلس سيعود إلى الهدوء بعد هذه الزيارة".

وكان السفير الأميركي لدى ليبيا، الذي رُقي أخيراً لمنصب المبعوث الأميركي الخاص في طرابلس، ريتشارد نورلاند، دعم بشكل كامل في بيان موقف وزيرة الخارجية الليبية الداعي إلى سحب القوات الأجنبية من ليبيا دون استثناء، وذلك إبان الحملة التي شُنّت عليها بعد ذلك.

وقال الباحث في الشأن السياسي كامل المرعاش، إن "الزيارة الأميركية الخاطفة تدل على تعرض جهود واشنطن لإعادة الاستقرار في ليبيا إلى الخطر، ما جعل إجراء الانتخابات في موعدها محل شك". وأضاف أن "الزيارة الأميركية تأتي بعد الهجوم على مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي، ورفض كيانات في العاصمة، قرارات المجلس الرئاسي بشأن التعيينات في أجهزة أمنية حساسة، في محاولة من هذه العناصر للسيطرة عليها".

في المقابل، حذر المرعاش من محاولات واشنطن لـ"الانفراد بالملف الليبي" التي بدأت بترقية سفيرها نورلاند إلى منصب مبعوث خاص، قائلاً، إن "عواقب الممارسات الأميركية هذه ستزيد أمد الأزمة وتعمق الانقسامات الدولية، ما يصعب على الأطراف المحلية التوصل إلى تسويات ترضي الجميع".

المزيد من العالم العربي