Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تحشد قوات برية على الحدود مع غزة

تحويل الرحلات المتوجهة إلى مطار بن غوريون وجلسة مرتقبة لمجلس الأمن الجمعة

تحشد إسرائيل قوات برية على طول الحدود مع قطاع غزة، اليوم الخميس، فيما أطلقت حركة "حماس" وابلاً من الصواريخ على جنوب إسرائيل مع استمرار أعنف قتال في سنوات من دون نهاية تلوح في الأفق.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يجري حشد قوات قتالية على الحدود مع القطاع وإن إسرائيل في "مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية". والخطوة تعيد للأذهان توغلات مماثلة تمت خلال حربين دارتا في 2008-2009 وفي 2014.

وأضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس "رئيس الأركان يتفقد تلك الاستعدادات ويعطي توجيهات... لدينا مقر وحدة عسكرية وثلاث كتائب للمناورة في غزة تهيئ نفسها لهذا الموقف وحالات طارئة أخرى".

ومساء الأربعاء، دوت صافرات الإنذار في تل أبيب وترددت أصوات اعتراض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في الأرجاء، مما دفع آلاف الإسرائيليين إلى المخابئ.

وبحلول فجر اليوم الخميس استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة، ودمرت خلالها بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق في وسط مدينة غزة.

وجددت قوى عالمية دعوات التهدئة، بينما استمرت موجة من العنف بين اليهود والأقلية العربية داخل إسرائيل في الانتشار في عدة مدن وبلدات وشملت هجمات على كُنس يهودية واشتباكات بين يهود وعرب في الشوارع.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن 67 شخصاً قُتلوا في القطاع منذ تصاعد العنف يوم الاثنين. وفي إسرائيل، قال الجيش إن سبعة قُتلوا.

وأعلنت سلطات مطار بن غوريون أنه تم تحويل مسار جميع الرحلات المتوجهة إلى هذا المطار الدولي في تل أبيب إلى مطار رامون (جنوب) حتى إشعار آخر بسبب إطلاق الصواريخ من غزة. ولن يشمل القرار الرحلات المغادرة من المطار.

وألغت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها من وإلى تل أبيب اليوم الخميس لتكون أحدث شركة طيران دولية تتجنب السفر إلى إسرائيل. وقالت الخطوط الجوية البريطانية "سلامة وأمن زملائنا وعملائنا أولوية، ونواصل مراقبة الموقف عن كثب".

1500 صاروخ

وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الخميس، أن نحو 1500 صاروخ أطلِق من قطاع غزة على مختلف المدن الإسرائيلية منذ بدء التصعيد العسكري بين "حماس" وإسرائيل، مساء الإثنين.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وأفاد مصدر أمني فلسطيني وكالة الصحافة الفرنسية بأن القتيل هو محمد عمر سعيد النجار (36 عاماً)،  وقتل النجار خلال اشتباك مع الجيش الإسرائيلي قرب بلدة مادما القريبة من نابلس في الضفة الغربية حيث أصيب جنديان، بحسب تقرير أولي من الجيش الإسرائيلي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن قائد كتائب القسام في غزة من بين كبار القادة الذين قتلوا من "حماس"، وأضاف في بيان، "هذه مجرد البداية. سنوجه للإرهابيين ضربات لم يتخيلوها".

وابل من الصواريخ

وبعد فترة وجيزة من هذا الإعلان، أطلق الفلسطينيون وابلاً من الصواريخ على مدينة أسدود الإسرائيلية، وقالت وسائل إعلام، إن الجيش يستعد لزخات أخرى على منطقة تل أبيب.

وذكر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) أن من بين قتلى الضربة القيادي المخضرم باسم عيسى، قائد لواء غزة في كتائب القسام، وجمعة طلحة مسؤول تكنولوجيا الصواريخ في "حماس" و13 عضواً في فريق تصنيع الأسلحة بالحركة.

وأكدت حركة "حماس" الأنباء، وقالت في بيان، "تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى أبناء شعبنا وأمتنا في كل مكان استشهاد القائد القسامي المجاهد باسم عيسى، قائد لواء غزة في كتائب القسام، وثلة من إخوانه القادة والمجاهدين"، لكن البيان أضاف أن "من خلفهم آلاف من القادة والجند يواصلون المسير ويحملون الراية ويذيقون العدو الويلات".

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" "المواجهة مع العدو مفتوحة".

ولقي إسرائيلي حتفه بصاروخ مضاد للدبابات انطلق من غزة وسقط على عربة قرب الحدود، بحسب ما قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، وقُتل شخصان بصاروخ أصاب سيارتهما في بلدة اللد القريبة من تل أبيب.

وشهدت بلدات يسكنها مزيج من العرب واليهود في إسرائيل توتراً وتظاهرات بسبب العنف الدائر في غزة والتوتر بالقدس، وبعد إضرام النيران في كنيس يهودي في اللد، نشرت الشرطة تعزيزات أمنية وأعلنت فرض حظر التجوال.

تحذير من حرب أهلية

وفي موقف إسرائيلي لافت، حذر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من نشوب حرب أهلية بين عرب البلاد ويهودها.

وقطع البث على تلفزيون القناة 12 الواسعة المشاهدة اتصال من الرئيس ريفلين الذي أطلق نداء، "رجاء أوقفوا هذا الجنون"، أضاف، "نتعرض لخطر الصواريخ التي تطلق على مواطنينا وشوارعنا، ونشغل أنفسنا بحرب أهلية لا معنى لها في ما بيننا".

تدمير مبنى من 14 طابقاً

ودمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى مكوناً من 14 طابقاً في مدينة غزة، في وقت يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف للقطاع لليوم الثالث، ويضم برج الشروق المدمر مكاتب تلفزيون الأقصى وإذاعة صوت الأقصى التابعين لحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، وذكر المراسلون أن طائرات إسرائيلية أطلقت صاروخين "تحذيريين"، ثم ثمانية صواريخ أدت إلى تدمير كلي للبرج وألحقت أضراراً جسيمة في عدد من البنايات المجاورة.

وفور سقوط صاروخي التحذير غادر سكان البرج شققهم، ويحوي البرج الذي يبعد مئات الأمتار عن مقر المجلس التشريعي في غرب مدينة غزة، شققاً سكنية ومكاتب ومحالاً تجارية.

وبعد دقائق على تدمير البرج، أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس "130 صاروخاً" في اتجاه مدن عسقلان وسديروت ونتيفوت في إسرائيل، "رداً على قصف برج الشروق، وكرد أولي على اغتيال ثلة من قادة القسام"، وفق ما أعلنت في بيان مقتضب.

لا تقدم

وذكر مصدر فلسطيني أن جهود مصر وقطر والأمم المتحدة بشأن التوصل إلى هدنة لم تحقق أي تقدم حتى الآن لإنهاء القصف المتبادل الذي اندلع هذا الأسبوع بعد تصاعد حدة التوتر خلال شهر رمضان والاشتباكات في القدس الشرقية.

عاجلاً وليس آجلاً

أميركياً، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، معبراً بعد محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن الأمل في أن تنتهي الاشتباكات العنيفة مع الفلسطينيين قريباً، وقال بايدن للصحافيين، "أتطلع وآمل في انتهاء ذلك (العنف) عاجلاً وليس آجلاً، لكن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها عندما تستهدف آلاف الصواريخ أرضها".

وكرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، 12 مايو، دعوته إلى "إنهاء العنف" بين إسرائيل والفلسطينيين أثناء مكالمة هاتفية مع نتنياهو، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "وزير الخارجية كرر دعوته للأطراف كافة إلى خفض تصعيد التوترات وإنهاء العنف"، وأشارت الوزارة إلى "حاجة الإسرائيليين والفلسطينيين للعيش بأمان" و"التمتع بالقدر نفسه من الحرية والأمان والازدهار والديمقراطية".

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن وزير الخارجية الأميركي أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس محمود عباس، وقال إن واشنطن "تبذل جهوداً مع كل الأطراف المعنية للوصول للتهدئة"، ولفتت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن بلينكن ندد في الاتصال بالهجمات الصاروخية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان بلينكن أعلن أنه كلف هادي عمرو نائب مساعده لشؤون إسرائيل والفلسطينيين، بالتوجه إلى المنطقة على الفور واللقاء مع قادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وقال بلينكن إن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقة للغاية بشأن ما يجري في القدس وغزة".

قلق عميق

كما تباحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس لدعوة "جميع الأطراف المعنية" إلى "اتخاذ خطوات لاستعادة الهدوء".

بدورها، دعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر إلى "التهدئة، بعد توتر واشتباكات مستمرة منذ أكثر من 10 أيام بعد ما حاول مستوطنون إبعاد عائلات فلسطينية عن المدينة"، وقالت بورتر، "نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد التوتر في القدس، بشأن عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية، كثير منهم، بالطبع، يعيشون في منازلهم منذ أجيال"، وأضافت، "مع الدخول في فترة حساسة، سيكون ضرورياً التشجيع على تهدئة التوتر وتجنب مواجهة عنيفة".

دعوة لجلسة علنية لمجلس الأمن

وسط هذه الأجواء، دعت تونس والنرويج والصين إلى عقد جلسة طارئة جديدة، الجمعة، في مجلس الأمن الدولي بشأن التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، ستكون علنية هذه المرة، بحسبما قالت مصادر دبلوماسية.

وهذه الجلسة التي يُتوقع أن يشارك فيها الإسرائيليون والفلسطينيون، ستكون الثالثة لمجلس الأمن منذ الإثنين، وعقد مجلس الأمن، الأربعاء، اجتماعاً طارئاً مغلقاً ثانياً حول التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين.

وصرح دبلوماسي طلب عدم كشف هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن فكرة عقد اجتماع ثالث في أقل من أسبوع دفع بها الفلسطينيون.

وكتب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور في رسالة وجهها إلى كبار مسؤولي المنظمة "يجب على المجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن التحرك من دون تأخير لمطالبة إسرائيل بوقف هجماتها على السكان المدنيين الفلسطينيين" ووقف "خططها للتهجير القسري والتطهير العرقي لفلسطينيي مدينة" القدس.

وقال دبلوماسي طالباً عدم كشف هويته إن الهدف من الاجتماع الجديد لمجلس الأمن ليس زيادة "الاجتماعات وصياغة النصوص"، بل "محاولة المساهمة في السلام ووجود مجلس للأمن قادر على الدعوة إلى وقف إطلاق النار". ولم يستبعد مبادرات أخرى من دول عربية في الأمم المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة رفضت صباح الأربعاء، كما فعلت الإثنين، اقتراحاً تقدم به تونس والنروج والصين لتبني إعلان يدعو إلى "وقف للتصعيد وضبط النفس ووقف لإطلاق النار واستئناف للمفاوضات".

وقال دبلوماسيون طلبوا عدم كشف هوياتهم إن إسرائيل ترفض تدخل مجلس الأمن في النزاع والولايات المتحدة أكبر داعميها، تؤيدها في ذلك.

ذكرت مصادر عدة أن 14 من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن تؤيد تبني النص الذي اقترح الأربعاء.

وقال مصدر مطلع على المناقشات طلب هو أيضاً عدم كشف هويته إن "الولايات المتحدة تعمل بشكل نشط في الكواليس على مستوى دبلوماسي مع جميع الأطراف وفي المنطقة من أجل خفض للتصعيد"، موضحاً أنه "في الوقت الحالي سيكون لبيان المجلس نتائج عكسية".

اجتماع عاجل للجنة الرباعية

من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى عقد اجتماع عاجل للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط سعياً إلى إنهاء التصعيد المستمر منذ أسبوع بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في موسكو، إن "المهمة الأكثر إلحاحاً تتمثل في عقد اجتماع للجنة الرباعية للوسطاء الدوليين، روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة من جهته أن الأمم المتحدة ملتزمة تماماً بإحياء الرباعية من أجل وقف التصعيد.

القلق تجاه العنف

وقالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، إن المحكمة تعبر عن القلق إزاء تصاعد العنف في الشرق الأوسط واحتمال ارتكاب جرائم حرب هناك، وكتبت بنسودا على "تويتر"، "أتابع بقلق بالغ تصاعد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وكذلك في غزة ومحيطها، وربما ارتكاب جرائم تندرج تحت نظام روما الأساسي" للمحكمة الجنائية الدولية.

وقالت بنسودا إن جرائم حرب ارتُكبت أو تُرتكب بالضفة الغربية وقطاع غزة، وخصت بالذكر كلاً من قوات الدفاع الإسرائيلية والجماعات الفلسطينية المسلحة مثل "حماس".

المزيد من الشرق الأوسط