Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انخراط حركة "حماس" في معركة القدس يهمش دور الرئيس الفلسطيني

يرى البعض أن عباس لا يؤمن بنهج المجابهة مع إسرائيل بل يسعى إلى إعادة إطلاق المفاوضات

على وقع الغارات الجوية الكثيفة على غزة وإطلاق عشرات الصواريخ من القطاع باتجاه المدن الإسرائيلية، أسهم دخول حركة "حماس" العسكري غير المسبوق على خط معركة القدس في تهميش دور السلطة الفلسطينية وتقديم الحركة نفسها كقائد للشعب الفلسطيني عبر الردّ الصاروخي "نُصرةً للقدس".
وأجّجت الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والقدس احتجاجات شعبية غير مسبوقة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى المدن الفلسطينية في الداخل كحيفا وعكا ويافا واللد وبلدات المثلث والجليل.
وأشار محللون إلى أن تلك التحركات وحّدت الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم حتى داخل إسرائيل وهو أمر يحصل للمرّة الأولى منذ نكبتهم عام 1948.

سحب البساط
ومع بدء التصعيد في قطاع غزة، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على "أهمية صمود ووحدة شعبنا في مواجهة العدوان الذي يطال كل أبنائنا في غزة والضفة، وفي القلب منها القدس الشريف". لكن تلك الاحتجاجات وتدخّل حركة "حماس" العسكري سحب البساط من تحت عباس لمصلحة منافسه الأول على الساحة السياسية والوطنية.
ومن المقرر أن يترأس "أبو مازن" مساء الأربعاء 12 مايو (أيار) الحالي، اجتماعاً "مهماً وعاجلاً" للّجنتَين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح" لبحث التطورات.
وعادةً ما يدعو عباس إلى اجتماع للقيادة الفلسطينية بمشاركة حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وشخصيات مستقلة لكن هذه المرة جاء الاجتماع بشكل مصغّر.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني إن الاجتماع "سيبحث في التطورات السياسية والميدانية واتخاذ خطوات لحماية الشعب الفلسطيني من العدوان المتواصل في القدس وقطاع غزة".
وشدد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "نقل المعركة إلى غزة بهدف الخروج من مأزقه السياسي، إثر عدم تمكّنه من تشكيل حكومة، والهروب من إجراءات محاكمته بقضايا فساد".
رسالة خطية
ومع أن جهود تحقيق التهدئة في قطاع غزة ترعاها مصر وقطر والأمم المتحدة عبر اتصالات مع "حماس" وإسرائيل، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن وجّه الثلاثاء 11 مايو، رسالة خطية إلى عباس شدد فيها على ضرورة "تهدئة الأزمة الحالية"، بحسب المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إيميلي هورن. وأضافت أن الرسالة "جاءت ردّاً على تهنئة عباس لبايدن لفوزه في الانتخابات"، مشيرةً إلى أنها "جزء من التواصل المستمر للإدارة مع القيادة الفلسطينية في شأن مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الجهود القائمة لتهدئة العنف واستعادة الهدوء".

شعب سبق قيادته
في السياق، اعتبر الأمين العام لـ"المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي ما يجري "غير مسبوق، فهناك للمرة الأولى نضال وطني لجميع الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، وشعب سبق قيادته في التحرك"، مضيفاً أن ذلك أثبت "فشل مسار أوسلو ونهج المفاوضات، وأدى إلى تغيير معادلة الردع وموازين القوى".
وطالب البرغوثي باجتماع عاجل للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية "لتشكيل قيادة سياسية موحّدة تعكس التنوّع في الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "اللجنة التنفيذية الحالية لمنظمة التحرير لا تمثّل الشعب الفلسطيني على الرغم من أن مؤسسة منظمة التحرير هي ممثل الفلسطينيين". ودعا إلى "قرار وطني موحّد وتفعيل قيادة المقاومة الشعبية السلمية".
كذلك، أشار القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عمر شحادة إلى أن "الهبّة الشعبية في القدس وانتقالها إلى كل المدن الفلسطينية وانضمام غرفة المقاومة الفلسطينية الموحّدة في قطاع غزة (بقيادة حماس) إلى الصراع بإطلاق الصواريخ، أدت إلى تراجع نفوذ الرئيس عباس وتقليل مساهمته في القرار الوطني".
وأوضح أن تلك المتغيرات "ساعدت على تراجع قوة عباس في ظل تمسّكه بنهج أوسلو والمفاوضات والتعويل على دور أميركي لإطلاق عملية سياسية تعيد المفاوضات مع إسرائيل". وأضاف أن رئيس السلطة "فشل في التقاط اللحظة التاريخية، وغيابه أسّس لانتهاء تدريجي لدوره إذا لم يسارع إلى التخلي عن نهج أوسلو وصياغة برنامج سياسي فلسطيني جديد"، لافتاً إلى أن "الغرفة المشتركة للمقاومة في غزة تتحوّل إلى لاعب رئيس، ما سيؤدي إلى انتقال تدريجي للقرار الفلسطيني إلى القطاع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


موقف "فتح"

في المقابل، حمّل المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي إسرائيل المسؤولية لوحدها عن العدوان على الفلسطينيين في القدس وقطاع غزة، مشدداً على أن "الفلسطينيين لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم بأي وسيلة". وأضاف أن "المقاومة الوطنية تتصدّى للعدوان الحالي ولها الحق في ذلك".
وحول الاتهامات بمحاولة "حماس" أخذ القيادة من منظمة التحرير، أشار القواسمي إلى أن حركة "فتح" لا يعنيها ذلك، مؤكداً أن "الفلسطينيين متحدون في تصدّيهم للعدوان الإسرائيلي".
وأردف أن "كل فلسطيني يتحرك ميدانياً وسياسياً لمواجهة العدوان إن في غزة أو القدس"، قائلاً إن "الرئيس عباس تحرك منذ اللحظة الأولى عبر إجراء اتصالات عربية ودولية والمطالبة بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي والجامعة العربية".
نهج عباس
من جهة أخرى، اعتبر مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية هاني المصري أن "الرئيس عباس لا يؤمن بنهج المجابهة مع إسرائيل ولا حتى يريد مقاومة سلمية"، مضيفاً أن "كل ما يسعى إليه هو توفير الأرضية لبدء عملية سياسية تعيد إطلاق المفاوضات".
واعتبر أن "ذلك النهج الذي يتّبعه عباس أسهم في غياب السلطة الفلسطينية عن المشهد الحالي وأفقدها الشرعية الثورية".
وأوضح المصري أن "حركة حماس تستغل غياب القيادة لملء الفراغ عبر الدخول في معركة القدس"، مشيراً إلى أن "ذلك يأتي كالتزام وطني ومحاولة للخروج من مأزقها في حُكم قطاع غزة".

المزيد من الشرق الأوسط