Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السياسة تلقي بظلالها على مسلسلات رمضان في مصر

"الاختيار 2" و"القاهرة كابول" و"هجمة مرتدة" تتصدى لقضايا مختلفة بين مواجهة الإرهاب وصناعة التطرف

الفنان أحمد عز والفنانة هند صبري في مسلسل هجمة مرتدة (الحساب الرسمي للمسلسل على فيسبوك)

ألقت السياسة بظلالها على عدد كبير من المسلسلات الرمضانية المصرية التي تُعرض هذا العام، كما يمكن القول إن نسبتها فاقت الأعوام الماضية.
وأول هذه المسلسلات هو مسلسل "الاختيار 2" الذي قد يراه البعض معبراً عن سياسة وأحداث مصرية داخلية، لكنه وصل إلى جمهور الوطن العربي منذ عرض أولى حلقاته. وتعرض الجزء الأول من هذا المسلسل لبطولة ضابط الجيش المصري أحمد منسي وزملائه في مكافحة الإرهاب بينما يتطرق الجزء الثاني لبطولات أكثر لرجال الشرطة المصرية في المجال ذاته في مصر إضافة إلى كشف الخلايا النائمة، كما يرصد مزيداً من الأحداث داخل سيناء والقاهرة وغيرهما.
وتدور أحداث المسلسل بشكل أدق حول فريق من القوات الخاصة بالداخلية (الشرطة) التي تضم الضابطين زكريا يونس (كريم عبدالعزيز) ويوسف الرفاعي (أحمد مكي)، ويتعرض لضابط الأمن الوطني محمد مبروك، الذي يجسد شخصيته الممثل إياد نصار. وكان مبروك متخصصاً في تاريخ "جماعة الإخوان"، والذي كان يرصد أكبر ملف معلومات لاثبات التهم التي توجَّه إليهم، قبل أن يتم اغتياله.
 


وعرضت حلقات سابقة تفاصيل فض اعتصام رابعة العدوية وكذلك أحداث قسم كرداسة وأحداث مهمة أخرى جرت في الفترة التي أعقبت سقوط حكم الإخوان المسلمين مباشرةً. ولا يزال المسلسل يعرض لنماذج جديدة من "الوطنية والخيانة" ويبقي الاختيار الشخصي هو الفيصل.
وبشكل سياسي أكثر بُعداً، يظهر أحمد عز في مسلسل "هجمة مرتدة" الذي يتحدث عن أحد ملفات الاستخبارات المصرية، وكيفية تجنيد الشباب من قبل المنظمات المعادية في الدول الأجنبية.

أما مسلسل "القاهرة كابول" فكان شديد التأثير منذ حلقاته الأولى، حيث عرض بشكل درامي مميز نماذج مختلفة من المشكلات السياسية والدينية وكيفية صناعة الإرهاب ومراحل التطرف الديني، الذي يصل إلى العنف والقتل وتهديد استقرار الدول.

ويتطرق المسلسل كذلك إلى مشكلة الإعلام وتناوله للأحداث السياسية. ويلعب دور بطولة خالد الصاوي وطارق لطفي وفتحي عبد الوهاب وحنان مطاوع ونبيل الحلفاوي.

وأوضح الناقد الفني أحمد النجار أن "الدراما أصبحت منذ سنوات قليلة وسيلة من وسائل الوعي السياسي والتوضيح في ظل التضليل الذي تمارسه بعض الجهات الإعلامية الأجنبية ووجود قنوات تحرّض على الفتنة وتقلب الحقائق، ومن هنا بزغت الدراما لتكون وسيلة وعي ضد التضليل، بخاصة بعد نجاح مسلسل "الاختيار" في جزئه الأول وقدرته على إيصال حقائق مهمة للناس قد يعجز الإعلام والتحليل عن توصيلها. والشعب المصري والعربي قد يستلهم معلوماته بشكل أكبر وأسرع من خلال الدراما والفن". وأضاف النجار "يبدو أنه أصبح ضمن الخطة الدرامية الرمضانية، وجود أعمال توعوية، وهذا يعني تحولاً في الفكر الإنتاجي الذي أصبح يؤمن بإمكانية عمل دراما واقعية وسياسية قوية وفي الوقت ذاته جذابة جماهيرياً، وهذا خروج عن النطاق المعتاد حيث كان يتخوف المنتج من وضع أي عمل سياسي ضمن خطته. إضافة إلى أن تصدي الدولة للإنتاج في الفترة الأخيرة يسّر عقبات عدة، مثل توفير الأماكن الطبيعية والمعدات الحربية لإظهار العمل بشكل صادق وطبيعي، ما أضفى جاذبية وثقل وشفافية على الدراما".
واعتبر النجار أن "مسلسل الاختيار 2 حقق نجاحاً كبيراً لكنه قد يكون أقل من نجاح الجزء الأول، ومع ذلك يُحسَب للدراما السياسية الرمضانية أنها احتلت موقعاً مميزاً ضمن برامج التلفزيونات العربية، على الرغم من أنها شأن محلي بنسبة كبيرة، لكن عرضها في الوطن العربي يعني أن السياسة المصرية وتأثيراتها تهم جمهوراً كبيراً عبر الدول العربية، وتعني أيضاً أن الفن إذا تم توظيف السياسة فيه، يصبح لغةً عالمية وإن تحدث عن شؤون دول داخلية".


ورأى النجار أن "النموذج السياسي الأمثل في مسلسلات رمضان هو مسلسل "القاهرة كابول" الذي يضع السياسة في رسائل غير مباشرة على الإطلاق، إذ تناول مشكلات تنظيمَي داعش والقاعدة والإسلام السياسي ومعركة المتطرفين مع السياسة والقوى الأمنية، إضافة إلى الإعلام وسطوته وقوته في نقل الحقائق أو تشويهها".
أما مسلسل "هجمة مرتدة" لأحمد عز فقال عنه النجار إنه "قضية استخبارات تعودنا على أمثالها في أعمال رمضانية ووطنية بارزة مثل رأفت الهجان وجمعة الشوان والحفار والسقوط في بئر سبع وهو شكل درامي يحبه الناس ويستفيدون منه كثيراً".
وقال الناقد طارق الشناوي إن "هذا العام به زخم سياسي كبير وحقيقي في الدراما الرمضانية، وهناك تنوع في القضايا سواء داخلياً أو خارجياً".
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وأكد الشناوي إعجابه بمسلسل "القاهرة كابول"، معتبراً أنه "حقق نجاحاً منذ أولى حلقاته، لأن القضية التي التقطتها عين الكاتب عبد الرحيم كمال، لها بُعدها المصري والعربي والعالمي، وهي غير مباشرة وقوية، حيث برع في مزج السياسة بالدين، وتمكن من السرد المحكم لسياق الأحداث والشخصيات، لأن ما يكتبه استجمعه من زاوية رؤية مسبقة. ونوّع كمال وجهات النظر في العمل فنحن نرى أكثر من رؤية وكل شخص مؤمن برؤيته ويعتقد أنها الحقيقة المطلقة، ويرفض أن يسمح لأحد بالمراجعة". وأضاف الشناوي أن "القاهرة كابول ومخرجه استطاعا تسكين الممثلين، وإيجاد انسجام بينهم".
ونجح المسلسل في تقديم التناقض الفكري بين أبطاله وحجم العاصفة الخاصة بالتناقض الفكري، ومع ذلك لم ينحاز إلى وجهة نظر خاصة، بل ترك الأمور من دون أحكام والتزم الحياد الدرامي ليترك للمشاهد حرية الاختيار.

المزيد من سينما