Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البريطانيون مستعدون لقبول "شهادات التطعيم" بعد زوال الجائحة

حصري: نحو ثلث المستطلعين يعتقدون أن رئيس الوزراء بوريس جونسون يتسرع في إنهاء الحجر الصحي

أغلبية البريطانيين لا تعارض "شهادة تطعيم كورونا" وتود أن تظل تلك الوثيقة سارية المفعول حتى بعد زوال خطر كورونا (رويترز)

أشار استطلاع رأي حديث في المملكة المتحدة، إلى أن غالبية البريطانيين على استعداد لإبراز شهادات أو جوازات المرور الخاصة بلقاح "كوفيد- 19" عند ركوب الحافلات والتسوق والذهاب إلى العمل، مقابل العودة إلى شكل من الحياة الاعتيادية، بعد الحجر الذي فرضه احتواء فيروس "كورونا".

وفي استنتاج لافت يتنافى مع افتراضات شائعة حول "نفور" البريطانيين من البطاقات الشخصية، يبدو أن نحو نصف المستطلعين مستعدون للاحتفاظ بشهادة المناعة ضد "كوفيد"، واستعمالها حتى بعد زوال جائحة "كوفيد- 19".

كذلك أظهر الاستطلاع نفسه، بتكليف من "اندبندنت"، أن قلقاً يعتري الناس تجاه ما اعتبروه تسرعاً في خروج البلاد من الإغلاق، وفق خطة بوريس جونسون. فقد قال ثلثهم تقريباً (تحديداً 32 في المئة)، إن الرفع النهائي للقيود ينبغي أن يؤجل إلى ما بعد التاريخ المقرر، أي بعد 21 يونيو (حزيران) المقبل.

في المقابل، يرغب 18 في المئة فقط من السكان في تقريب موعد رفع قيود "كورونا"، ويعتقد 29 في المئة أن رئيس الوزراء قد اختار التوقيت المناسب.

وللتذكير، فقد واجهت خطط رئيس الوزراء الرامية إلى اعتماد "شهادة كوفيد"، معارضة شديدة في البرلمان البريطاني، مع توقيع أكثر من 70 عضواً برلمانياً، من بينهم 40 نائباً من "حزب المحافظين"، على تعهد يقضي بمعارضة تلك الشهادات بوصفها "مثيرة للانقسام وتمييزية"، فيما ندد زعيم "حزب العمال" كير ستارمر بتلك "الشهادات"، واصفاً إياها بـ"غير البريطانية".

على المنوال نفسه، حذر ديفيد ديفيس، الوزير السابق المحافظ والناشط في مجال الحريات المدنية، من أن شهادات تطعيم "كورونا" ستصبح بمثابة "بطاقة شخصية صحية"، ما يهدد بانتهاكات خطيرة لخصوصية المعلومات الشخصية الحساسة، بحسب وصفه.

بيد أن الاستطلاع الذي اشتمل على أكثر من ألفي مشارك واضطلعت به مجموعة الاستطلاعات "سافانتا كوريس" Savanta ComRes، أظهر أن التأكد من "حالة كوفيد" بغية السماح بزيارة المسارح والملاهي الليلية والملاعب الرياضية وأماكن العمل والحانات، وحتى المتاجر، يحظى بقبول لدى غالبية كبيرة من سكان بريطانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال 53 في المئة، إن شهادة تطعيم "كورونا" يجب أن تظل سارية بشكل ما، حتى بعد انتهاء خطر كوفيد 19، فيما ذكر 33 في المئة فقط أن موضوع الشهادات ينبغي أن ينتهي بمجرد القضاء على الجائحة.

وبعد ما رفضت رئاسة الوزراء استثناء الدخول إلى متاجر الملابس من شهادات التطعيم، حذر تجار البيع بالتجزئة من أن جوازات المرور لن تكون "مناسبة ولا مفيدة" في ضبط الدخول إلى المتاجر الكبرى التي تكافح في سبيل التعافي من سنة خلت من المبيعات.

لكن أكثر من نصف المستطلعين (تحديداً 56 في المئة)، قالوا إن إظهار المتسوقين جواز المرور الخاص بالتطعيم قبل دخول متجر ما، سيكون خطوة مقبولة، فيما لم يستسغه أقل من الثلث (32 في المئة).

وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية استثنت التنقل في الحافلات والقطارات من إلزامية جوازات المرور الخاصة باللقاح، يعتقد 58 في المئة تقريباً من البريطانيين أنها مقبولة كشرط لاستخدام وسائل النقل العام، فيما يرفضها 29 في المئة.

الاستطلاع تناول أيضاً مسألة شائكة تتعلق بأرباب العمل، وما إذا كان ينبغي السماح لهم بمطالبة موظفيهم بإثبات يؤكد خضوعهم للتطعيم، فقال نحو 65 في المئة إنهم على استعداد لإبراز شهادة "حالة كوفيد" الخاصة بهم من أجل دخول أماكن عملهم، وفي المقابل لم تحظ الفكرة بقبول لدى الربع تقريباً (24 في المئة).

بالنسبة إلى الرحلات الجوية الدولية، من شبه المؤكد، وفق خطة الحكومة البريطانية، أن يطلب من المسافرين تقديم مستندات تثبت أنهم إما أخذوا اللقاح، أو خضعوا، أخيراً، لاختبارات رصد للفيروس وأعطت نتائج سلبية (عدم الإصابة)، أو اكتسبوا مناعة عبر التقاطهم عدوى "كوفيد- 19" ولدت في دمائهم أجساماً مضادة للمرض.

في الحقيقة، يبدو أن عموم الناس على استعداد للاستجابة لتلك الشروط، إذ حاز شرط الحصول على جوازات سفر "كورونا" لركوب الطائرة قبول 75 في المئة من المستطلعين، فيما عارضه 16 في المئة فقط.

كذلك لقي استخدام شهادات التطعيم تأييداً قوياً، ربما في شكل تطبيق رقمي على الهواتف الذكية، لدخول الحفلات الموسيقية والمسارح (إذ حصد موافقة 67 في المئة من المستطلعين فيما عارضه 21 في المئة فقط). في ما يخص النوادي الليلية: 66 في المئة لصالح الجوازات و22 في المئة معارض لها، كذلك الشأن بالنسبة للملاعب الرياضية (66 في مواجهة 22 في المئة).

وأوضح تقرير حكومي صدر الأسبوع الحالي أن أي مخطط لإصدار شهادات مرور خاصة بلقاح "كورونا" سيشمل تلك الأماكن، على الأرجح، ذاكراً أنه "ربما يؤدي دوراً" في التخفيف من المخاطر التي يطرحها وجود أعداد كبيرة من الناس على مقربة من بعضهم بعضاً.

الأكثر إثارة للجدل، أنه من غير المستبعد أن يترك لمشغلي الحانات والمطاعم خيار التحقق الاختياري من "حالة كوفيد" بالنسبة إلى الرواد عند باب الدخول، مقابل التراخي في إجراءات التباعد الاجتماعي في الداخل.

واللافت أنه لم يظهر بين المشاركين في الاستطلاع سوى إشارات قليلة تتعلق بمعارضة "نقاط التفتيش"، إذ يتقبل 65 في المئة استعمال جوازات مرور اللقاح لدخول المطاعم، بينما لا يحبذها 24 في المئة. أما بالنسبة إلى الحانات والبارات، فتحظى الشهادات بموافقة 63 في المئة من المستطلعين، مقابل رفض 24 في المئة منهم.

وربما ليس مستغرباً أن كبار السن، المعروف أنهم أكثر عرضة للإصابة بأشكال خطيرة من "كوفيد- 19" أو الوفاة بسببه، كانوا أكثر توجساً مقارنة بالشباب بشأن رفع قيود "كورونا"، وأشد حرصاً أيضاً على تقبل الخضوع لعمليات تدقيق عدة متعلقة بشهادات التطعيم.

في صفوف من تخطوا الـ65 عاماً، اعتقد 10 في المئة فقط أن خروج المملكة المتحدة من الإغلاق ينبغي أن يأتي في موعد أقرب من 21 يونيو المقبل، وقال 38 في المئة منهم إنه لا بد من تأجيله إلى وقت لاحق.

مقارنة مع ذلك، يود أكثر من ربع (تحديداً 26 في المئة) الفئة العمرية بين 25 و34 عاماً أن ينتهي الإغلاق في موعد مبكر، فيما عبر 23 في المئة فقط عن رضاهم لاستمرار الحجر حتى موعد أبعد من التاريخ الذي حدده رئيس الوزراء.

في صفوف من تجاوزوا الـ55 عاماً، حازت جوازات المرور المتصلة باللقاح قبولاً لدى الأغلبية الساحقة، وجاء ذلك على الشكل التالي، في الحانات (72 في المئة)، والمطاعم (72 في المئة)، والطائرات (83 في المئة)، وأماكن العمل (73 في المئة)، والمسارح والحفلات الموسيقية (75 في المئة)، والنوادي الليلية (76 في المئة)، والفعاليات الرياضية (73 في المئة).

ولكن في الفئة العمرية بين 18 و34 عاماً، سجل قبول أدنى لاستخدام الشهادات في الحانات (56 في المئة)، والمطاعم (62 في المئة)، والطائرات (68 في المئة)، وأماكن العمل (62 في المئة)، والمسارح والحفلات الموسيقية (59 في المئة)، والنوادي الليلية (58 في المئة)، والملاعب الرياضية (62 في المئة).

تحدث في هذا الشأن كريس هوبكينز، المدير المساعد لدى "سافانتا كومريس" فقال إنه "لا يبدو أن البريطانيين ينفرون بصورة جماعية من القيود، وقد بدوا دائماً راضين إلى حد ما عن سرعة رفع القيود المفروضة".

من وجهة نظر هوبكينز، "بينما ثمة بلا شك رغبة في العودة إلى الحياة الاعتيادية، يدرك الناس ضرورة أن يكون هذا النهج منطقياً، ويسعده أن تضع الحكومة البريطانية الوسائل اللازمة لضمان العودة الآمنة إلى الحياة الطبيعية، حتى وإن اقتضى ذلك الحصول على جوازات مرور خاصة بالتطعيم. ويبدو أن الناس يستسيغون الفكرة على نحو كبير".

© The Independent

المزيد من صحة