Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إحصائيات تكشف أرقاماً صادمة عن الطلاق في السودان

660 ألف حالة في الخرطوم والضائقة المعيشية السبب الرئيسي

فيروس كورونا وتأثيره في الاقتصاد أدى إلى تضاعف نسب الطلاق (رويترز)

إحصائية صادمة صدرت من السلطة القضائية في السودان كشفت عن وقوع 7 حالات طلاق في الساعة الواحدة، ليرتفع بذلك عدد الحالات في عام واحد إلى أكثر من 60 ألف حالة، وسجلت ولاية الخرطوم وحدها بحسب الإحصائية 22 ألف حالة في 2020، ولم يقتصر ارتفاع الحالات على العاصمة فقط بل سجل عدد من الولايات أعداداً هائلة تفوق كل واحدة على حدة الخمسة آلاف حالة. 
 
الأسباب والدوافع
 
شهد السودان في الفترة الأخيرة انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، وتفاقمت الحالة الاقتصادية عقب ثورة ديسمبر (كانون الأول)، التي قامت ضد نظام البشير في 2018، فقد كشفت الحكومة الانتقالية عن حجم الفساد والتخريب الاقتصادي الذي تركته الحكومة السابقة، ومن ثم أتت جائحة كورونا التي تسببت في الإغلاق الجزئي ثم الكامل، وصاحب ذلك تعطل في حركة البيع والمواصلات ما أدى إلى إبطاء عجلة التنمية. كل تلك المشكلات أدت إلى انهيار عدد كبير من الأسر.

وقال المحامي خالد عبد النبي لـ "اندبندنت عربية"، إن "نسب الطلاق ربما تكون أعلى من ذلك لأن هنالك حالات لا تصل للمحاكم أصلاً ويتم الطلاق ودياً، والتي تصل المحاكم تصل بسبب تعنت الزوج". 

وعن أسباب الطلاق يضيف عبد النبي أن "الطلاق له أسباب بحسب قانون الأحوال الشخصية، وهي الضرر وعدم إنفاق الزوج وغيابه لسنوات طويلة، وهذه أكثر الأسباب شيوعاً والتي تطلب الزوجة بموجبها الانفصال، وأيضاً الضرر والأذى الذي يقع على الزوجة معنوياً ونفسياً بمختلف أنواعه. أما الأسباب التي أدت إلى تضاعف نسب الطلاق أخيراً هي كورونا وتأثيرها في الاقتصاد وفقدان البعض لوظائفهم". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن التوقعات والمستقبل اعتبر عبد النبي أن الإغلاق غير المدروس بسبب كورونا ربما يزيد الأزمة ويؤدي إلى وقوع المزيد من حالات الطلاق، خصوصاً أن بعض الأزواج يجلسون مع بعضهم البعض في المنزل لفترة طويلة مما يخلق المشكلات التي تنتهي أحياناً بالانفصال، خصوصاً في دول العالم الثالث والتي تأثرت أكثر من غيرها".
 
تأثير سلبي 

حالات الطلاق الكثيرة التي وقعت في السودان أدت إلى تضرر آلاف الأطفال بسبب الإهمال والنزاعات بين الأبوين في مسألة الحضانة. في هذا السياق قالت القانونية مي الفاتح لـ"اندبندنت عربية"، إن "الأطفال هم أكثر الأطراف تضرراً من الطلاق، ومحاكم الأسرة تضج بمشكلات النفقة والحضانة والسفر، والقانون همه الأول الطفل وسلامته النفسية وعدم إدخاله في المشكلات وتعقيدات الطلاق بقدر الإمكان، لذلك يبادر القضاة دائماً بالإصلاح بين الطرفين و إقناعهم بالتراجع عن الطلاق". 
 
ضرر بالغ
 
الانفصال يتضرر منه كل أطراف العائلة وليس الزوجان فقط، وذلك بحسب المتخصصة النفسية إزدهار محمد، التي اعتبرت أن الأطفال الذين ينشأون في أسرة من غير أب أو أم يعانون في الغالب من مشكلات نفسية وخوف من المجتمع وانعدام الثقة في الذات والآخرين، خصوصاً الانفصال الذي لا يتم بهدوء، وقد لاحظنا تفاقم مرض الرهاب الاجتماعي والاكتئاب وأمراض نفسية أخرى وسط المراهقين، وعند البحث عن الأسباب نجد أن هناك حالات طلاق داخل أسرهم". 

وعن لجوء السيدات للطلاق تقول إزدهار "في الماضي كانت المرأة تُجُبر على مسامحة الزوج، وينظر للمطلقة نظرة سلبية ويرفض المجتمع تقديم يد العون لها بل في بعض الأحيان ينبذها، ولكن الآن اختلف الوضع واختفت النظرة السوداوية للمطلقة على أنها عالة على المجتمع مما جعل السيدات اللواتي يجدن تعنيف من أزواجهن ينفصلن، وأيضاً الاستقلال المادي يجعل السيدة تطلب الطلاق بقلب قوي في حالة حدوث مشكلات بينها وبين زوجها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير