Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وسائل الإعلام الأميركية خسرت ترمب ولم تربح بايدن

تراجع مفاجئ في نسبة المشاهدة مع انخفاض جمهورها

انخفاض جمهور "سي أن أن" بأكثر من النصف (أ ف ب)

هل غياب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أو الحضور البارد للرئيس الحالي جو بايدن، هو سبب تراجع متابعة الجمهور وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية؟

يتردد هذا السؤال مع تدني مستوى المشاهدة في الولايات المتحدة، وقد يكون جوابه مزدوجاً، إذ تزامن التراجع مع خروج ترمب من البيت الأبيض ودخول بايدن. وفيما حُرم ترمب من استخدام "تويتر"، لا يبدو بايدن من روّاد هذا العالم، إضافة إلى تحفظه الإعلامي.

تجسد شبكة "سي أن أن" هذا التراجع المفاجئ في نسبة المشاهدة مع انخفاض جمهورها بأكثر من النصف بين ديسمبر (كانون الأول) 2020 والنصف الأول من مارس (آذار) الحالي، في "أوقات الذروة" للمتابعة بين الثامنة والنصف والعاشرة ليلاً، بحسب بيانات شركة "نيلسن".

منافستاها "أم أس أن بي سي" و"فوكس نيوز" في وضع أفضل، لكنهما سجلتا تراجعاً، مع أن خطيهما التحريري متعارضان، فالأولى ضد ترمب والثانية معه.

وعلى صعيد الصحافة، فقدت "نيويورك تايمز" نحو 20 مليون زائر لموقعها الإلكتروني بين يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) في الولايات المتحدة، وصحيفة "واشنطن بوست" نحو 30 مليوناً، بحسب بيانات مكتب "كومسكور".

ضحية التناقض

ويقول أستاذ الإعلام في جامعة هارفرد في ولاية كونيتيكت، آدم كيارا، "لا تزال هناك كارثة كبرى جارية يجب أن تبقي الناس أمام شاشاتهم"، وهي الوباء. ويعتبر أن تراجع الجمهور يظهر أن "الناس كانت مهتمة بأخبار الرئيس ترمب أكثر مما هي مهتمة بما يحصل اليوم".

وظهر الرئيس السابق، الذي يقيم حالياً في فلوريدا، مرات عدة منذ مغادرته السلطة وأجرى مقابلات، وبعدما حرم من منصبه الرسمي وحسابه على "تويتر"، لم يعد لديه المنصة التي كانت تجعل منه محور الانتباه الدائم لوسائل الإعلام.

ويضيف كيارا، "لقد أفاد الشبكات وجذب النقرات والاشتراكات والمشاهدين، وكنا نتوقع أن يهبط ذلك في أحد الأيام".

ويعتقد أستاذ التواصل السياسي في جامعة بوسطن، توبي بيركوفيتز، أن وسائل الإعلام هي ضحية التناقض بين ترمب ذي الطبع الذي يصعب توقعه والمحب لإثارة الجدل، وبايدن "الرجل الممل" الذي اختار طوعاً نهجاً مخالفاً لسلفه في مجال التواصل الإعلامي.

ويقول عميد كلية الاتصالات في جامعة هوفسترا، مارك لوكاسيفيتز، "لا أعتقد أن السبب هو رحيل ترمب وحسب". ويرى تأثير السأم في شأن المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا، وآفاق الخروج بشكل وشيك من الوباء.

ويضيف، "سواء تعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية أو الوباء، فقد شهدنا فترة كانت الأخبار خلالها ضرورية لحياتنا". ويتابع، "هذه المسائل الصحية لم تختف اليوم، لكن الأمور بدأت تهدأ".

وعلى الرغم من هذا التراجع الملحوظ في نسب المتابعة، إلا أن وسائل الإعلام الوطنية الرئيسة في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل دخول ترمب الحملة في العام 2015. ولا يزال جمهور محطة "سي أن أن" أكثر من الضعفين مقارنة مع كل سنة 2014، أما "أم أس أن بي سي" فقد ارتفعت نسبة مشاهدتها بثلاثة أضعاف.

ويؤكد لوكاسيفيتز أن "القنوات الإخبارية تحتفظ بحصة أكبر مما كانت عليه نسب متابعتها من قبل الأميركيين قبل سنوات، على حساب القنوات العادية التي فقدت نشراتها ملايين المشاهدين"، ومع أنها حرمت من ترمب وباتت تنافسها محطات صغيرة محافظة مثل "أو آيه أن" و"نيوزماكس"، لم تفقد "فوكس نيوز" إلا بعض النقاط من نسب المتابعة منذ يناير.

كيف سيعود ترمب؟

أما الصحف المحلية، فقد استفادت من هذه الفترة لتسريع تحولها الرقمي، وقامت الآن بالتحقق من صحة نموذجها الجديد المبني أساساً على الاشتراكات عبر الإنترنت.

وخلال أربع سنوات فقط، أي طول فترة ولاية ترمب في البيت الأبيض، ضاعفت صحيفة "نيويورك تايمز" بمقدار 2.6 عدد مشتركيها، وتجنبت أزمة الصحافة المكتوبة التي لا يزال يعاني منها قسم كبير من هذا القطاع.

وقالت مديرتها ميريديث كوبيت ليفين خلال عرض النتائج السنوية في مطلع فبراير، إن "وتيرة الأخبار ستختلف والجمهور سيتقلب، لكن مهما كان الأمر أظن أننا في موقع جيد لمواصلة النمو".

ويبقى تهديد منصة جديدة مرتقبة خاصة بترمب، أعلن عنها الرئيس السابق بنفسه الإثنين، لكن من دون أن يعطي أية تفاصيل على الرغم من أنها ستكون على الأرجح شبكة تواصل اجتماعي وليست وسيلة إعلام.

ويذكّر لوكاسيفيتز بأن الرئيس السابق "يحتفظ بقدرة هائلة على جمع الأموال وله تأثير كبير على الحزب الجمهوري"، مضيفاً "وإذا قرر استخدامها في وسيلة إعلامية، فذلك سيكون له وزنه على المدى القصير على الأقل".

المزيد من منوعات