Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ستعيد حزمة بايدن الغليان في الأسواق؟

صغار المستثمرين سينفقون شيكات الدعم النقدي المباشر على شراء الأسهم

الرئيس الأميركي جو بايدن صادق على خطة تحفيز اقتصادي بقيمة 1.9 تريليون دولار (أ ف ب)

تتوقع الأسواق موجة جديدة من النشاط والارتفاع مع بدء مصلحة الضرائب الأميركية في إرسال شيكات الدعم النقدي المباشر للأسر الأميركية بقيمة 1400 دولار. وتلك هي الموجة الثالثة من الدعم النقدي المباشر للأميركيين التي تأتي ضمن حزمة التحفيز الاقتصادي لإدارة الرئيس جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار، والتي رفعت إجمالي الدعم الحكومي للاقتصاد منذ بدء أزمة وباء فيروس كورونا إلى نحو 5 تريليون دولار. 

وعاد النشاط بالفعل لمنتديات محادثات الإنترنت، مثل "ريديت" وغيرها، التي اشتهرت مطلع العام بوضع رسائل حول تداول الأسهم شجعت ملايين المتعاملين الأفراد مستثمري التجزئة على شراء أسهم شركات غير معروفة تعد "أسهم خردة" فارتفعت قيمتها وخسرت الصناديق التي راهنت على انخفاض قيمة تلك الأسهم. كما نشطت شركات تداول الأسهم أونلاين مثل روبين هود وغيرها.

وفي مسح أجراه "دويتشه" بنك، ونشرت نتائجه وسائل إعلام مثل وكالة "بلومبيرغ" وصحيفة "فاينانشيال تايمز" وشبكة "سي إن بي سي" وغيرها، قال الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة إنهم يخططون لاستخدام ما بين ثلث ونصف المبالغ التحفيزية تلك في شراء الأسهم. وبدأ ذلك يثير قلق المحللين ومستشاري الاستثمار من المبالغة في تقييمات الأسهم عبر مستثمري المنتديات.

ضخ النقد في السوق

وقال جيم ريد، مسؤول الأبحاث الاستراتيجي في "دويتشه" بنك: "من المهم الإشارة إلى أن القدر الأكبر من قيمة شيكات التحفيز ستجد طريقها إلى سوق الأسهم ... وكان السبب في الارتفاع الهائل الأخير في استثمار التجزئة جيل صغير السن أغلبه يستثمر في الأسهم لأول مرة ولا يخشى من المخاطرة". وأشار ريد إلى أن هذه المجموعات من مستثمري التجزئة صغار السن "يلجؤون للاقتراض لتعظيم العوائد وأيضاً الخسائر".

وتتراوح التقديرات في مسح "دويتشه" بنك لكمية الإنفاق على الاستثمار في الأسهم من شيكات التحفيز ما بين 37 في المئة إلى 50، بحسب الفئة العمرية. وشمل المسح أساساً شركات سمسرة الأسهم عبر الإنترنت ووجهت أسئلته لمن يملكون حسابات تداول على تلك الشركات.

كذلك نشر مكتب الإحصاء الرسمي للولايات المتحدة مسح "دخل الأسر" الذي أشار إلى أن نسبة 15 في المئة على الأقل ممن تلقوا شيكات التحفيز استخدموا قدراً من تلك الأموال في الإدخار أو الاستثمار في الأسهم.

ويقول المحللون في بنك "أوف أميركا" إن هناك بالفعل زيادة في تداول الأسهم ونشاط مستثمري التجزئة مرتبط بشيكات التحفيز النقدي المباشر.

واستناداً إلى تفاصيل حزمة التحفيز الاقتصادي لإدارة بايدن، يقدر جيم ريد أن نحو 30 مليار دولار منها يمكن أن تنفق على تداولات الأسهم. ويقدر هؤلاء المحللون أنه بعد سنوات من ضعف ضخ النقد في أسواق الأسهم، تشهد الآن عمليات ضخ كبيرة ربما تؤدي إلى موجة غليان في قيمة الأصول المالية.

وقال سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في شركة الاستشارات "سي أف آر إيه ريسيرتش"، إن الشيكات "قد تقدم دفعة" قصيرة الأجل "للسوق الذي بدا منهكاً وكان عرضة لعمليات البيع". كما قال إريك ليو، المؤسس المشارك بشركة "فاندا ريسيرتش" المتخصصة في تعقب تدفقات صغار المستثمرين في الولايات المتحدة: "من المؤكد تقريباً أن تؤدي شيكات التحفيز المالي إلى مزيد من عمليات الشراء من قبل صغار المستثمرين. كما يظل الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي قوياً". 

نماذج مختلفة

وتحدث تقرير لوكالة "بلومبيرغ" عن نماذج مختلفة للمستثمرين الصغار الذين ينوون استخدام قدر من شيكات التحفيز التي تصلهم في تداول الأسهم.

وقالت الممثلة الأميركية إيانا هالي (28 سنة): "من المحتمل أن أضع نصف الأموال تقريباً في الاستثمار بالأسهم". وأضافت في مقابلة مع بلومبيرغ: "أريد أن أدرس السهم الأكثر منطقية، والذي سيمكنني من الحصول على الاستفادة القصوى لأموالي. ما زلت جديدة على عالم سوق الأسهم، ولهذا أحاول التعرف على الأشياء".  

وفي حالة أخرى، أنفق تايلر هوبكنز، فني الكمبيوتر البالغ من العمر 26 سنة والذي يعمل في منطقة مدرسية على بعد ساعة من شرق لوس أنجليس، حوالي نصف المبالغ التحفيزية السابقة على الأسهم، بما في ذلك أسهم "غيم ستوب"، وفي العملات المشفرة. كما يخطط تايلر لشراء المزيد من الأسهم المفضلة لدى صغار المستثمرين عند وصول الدفعة التحفيزية الأخيرة إلى حسابه المصرفي. وقال لبلومبيرغ: "لقد كنت أشتري العملات المشفرة والأسهم منذ فترة، ولكن المبالغ التحفيزية ساعدتني في دفع بعض الفواتير ووضع البقية في الاستثمار".

وعن تلك الأموال الجديدة في أسواق الأسهم، ومجموعات مستمثري التجزئة المتأثرين برسائل المنتديات على الإنترنت، قالت كيمبرلي وودي مديرة محافظ في "غلوبالت إنفيستمنتس": "يمكنك القول إنه أمر شبيه بصب البنزين على النار. الكثير من الأشخاص يشتركون في أمر ولكنهم حقاً لا يعرفون ما الذي يفعلونه". 

أسهم تقليدية

وبحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، لا تقتصر موجة الارتفاع المحتملة على الأسواق الأميركية في "وول ستريت" بنيويورك بل ستنتقل للأسواق الرئيسية مثل سوق لندن وفرانكفورت وغيرهما.

وإذا كانت المخاوف الآن تتركز على أسهم الشركات الصاعدة والشركات التكنولوجية، كما حدث مطلع العام، فإن محللي الأسواق يلحظون زيادة الاستثمار في أسهم تقليدية لم تكن غالباً محط اهتمام المستثمرين الجدد. ومن بينها أسهم البنوك وشركات النفط والطاقة.

وتعد البنوك الأكثر تأثراً بالتذبذب في السوق، لذا يعتقد بعض المحللين أن تدفق الاستثمارات عليها ليس من قبل الصناديق كما هو الحال تقليدياً. ويخشى أن يكون جيل مستثمري التجزئة الصغار وراء ذلك الارتفاع الحالي في استثمار الأسهم التقليدية.

على سبيل المثال، شهد مؤشر "إن إس سي آي"، وهو مؤشر لأسهم المقرضين (من بنوك ومؤسسات مالية) في الأسواق العالمية ارتفاعاً في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 30 في المئة. وفي الأسهر القليلة منذ بداية هذا العام أضاف المؤشر نحو 20 في المئة أيضاً.

ويعني ذلك أن قدراً من التدفقات المالية في الأسواق لا يقتصر على الشركات التكنولوجية أو التي تشهد أسهمها تذبذباً شديداً، بل يضخ أيضاً في أسهم بنوك وشركات كبرى.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد