Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكمامات البلاستيكية تهدد بمخاطر بيئية هائلة

يستخدم منها ثلاثة ملايين في الدقيقة و129 ملياراً في الشهر

تتفكك الكمامة بعد رميها إلى عدد كبير من الجسيمات متناهية الصغر (غيتي)

أسفر الطلب الهائل على الكمامات في السنة التي انقضت منذ اكتساح جائحة فيروس كورونا الكرة الأرضية، عن إنتاج هائل من الكمامات الاستخدام الواحد. وحاضراً، تسود خشية من أن تصير هذه الكمامات التي لا يُتخلص منها على النحو المناسب، تهديداً كبيراً للعالم البري.

وطبقاً لتقدير دراسات حديثة، يستخدم البشر الآن 129 مليار كمامة كل شهر. وباحتساب 31 يوماً في الشهر، يعني ذلك متوسط استخدام يبلغ 2.8 مليون كمامة في الدقيقة في كوكب الأرض كله.

ويحذر الباحثون من أن الحجم الهائل من الكمامات، بعناصرها البلاستيكية، يمثل تهديداً بيئياً متنامياً، ويحضون على اتخاذ إجراءات لمنع تلك الكمية من أن تصبح المشكلة البلاستيكية التالية.

وأوضح إلفيس جينبو شو، عالم السموم البيئية في "جامعة جنوب الدنمارك" والأستاذ جيونغ جيسون رين خبير الهندسة المدنية والبيئية في "جامعة برنستون" البريطانية، أن "كمامات الاستخدام الواحد عبارة عن منتجات بلاستيكية، لا يمكن أن تتحلل بيولوجياً بسهولة، لكنها قد تتفكك إلى جسيمات بلاستيكية أصغر حجماً، أو على وجه التحديد البلاستيك متناهي الصغر والنانوي المنتشر على نطاق واسع في المنظومات البيئية".

"الإنتاج الهائل من الكمامات التي يمكن التخلص منها يماثل إنتاج القوارير البلاستيكية المقدر بنحو 43 مليار قارورة شهرياً".

وأشار الخبيران إلى عدم وجود توجيه رسمي بإعادة تكرير الكمامات، بخلاف الزجاجات البلاستيكية التي يعاد تكرير نحو 25 في المئة منها، ما يزيد من احتمال التخلص من الكمامات بطرق غير ملائمة.

وإذا لم يجرِ التخلص من الكمامات القابلة للرمي، بإعادة التكرير على غرار ما يحصل مع نفايات بلاستيكية أخرى، فقد تنتهي إلى الانتشار في البيئة وأنظمة المياه العذبة والمحيطات. وعلى ذلك النحو، يكون باستطاعتها توليد عدد كبير من الجسيمات متناهية الصغر (أصغر من خمسة ملليمترات) في غضون أسابيع، كما يمكن أن تتجزأ إلى مواد بلاستيكية نانوية (أصغر من مايكرومتر واحد).

وفي الصيف الماضي، حذر علماء الأحياء البحرية من أن التخلص غير اللائق من النفايات المرتبطة بالجائحة يعني أن "كمامات أكثر من قناديل البحر" قد تملأ البحر المتوسط قريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر السياسي الفرنسي إيريك بوجيه، الذي يمثل إقليم الألب البحري، أن الجسيمات النانوية البوليبروبيلينية [نوع من البلاستيك] الهشة تدخل في تركيبة هذه الكمامات التي تحمي البشر، لكنها تحمل خطر المساس بمنظوماتنا البيئية وتنوعها البيولوجي في شكل صارخ".

وحذر العالمان جينبو شو وجيونغ جيسون رين من أن تركيب الكمامات يعني تفككها بسرعة بالغة إلى جسيمات خطيرة متناهية الصغر.

وقد لفتا أيضاً إلى أن "تفكك الكمامة في البيئة قد يؤدي إلى إطلاق قدر أكبر من البلاستيك متناهي الصغر، وهو أسهل وأسرع من المواد البلاستيكية الضخمة كالأكياس".

وأكد الباحثان أنهما لا يعرفان بالضبط كيف تسهم الكمامات في العدد الكبير من الجسيمات البلاستيكية المكتشفة في البيئة، ببساطة لأن لا بيانات متوفرة عن تفكك الكمامات في الطبيعة.

وأوضح الدكتور جينبو شو: "نعلم أن الكمامات التي يمكن التخلص منها قد تتراكم على غرار نفايات بلاستيكية أخرى، وتطلق أيضاً مواد كيميائية وبيولوجية مضرة، كـ"بيسفينول أي"، ومعادن ثقيلة، إضافة إلى عن جراثيم متناهية الصغر قد تسبب الأمراض. وقد تولد تلك الأمور تأثيرات سلبية غير مباشرة في النباتات والحيوانات والبشر".

وحض الباحثان السلطات على وضع سلال قمامة مخصصة للكمامات وحدها بغرض جمعها والتخلص منها، ولفتا إلى أن الوسائل الأخرى المستخدمة في الحد من أثر الكمامات يمكن تتمثل في استخدام عدد أكبر من الأشخاص كمامات قطنية قابلة لإعادة الاستخدام، وتطوير كمامات قابلة للتحلل البيولوجي يمكن التخلص منها، وتنفيذ إدارة معيارية للنفايات مخصصة للتخلص من الكمامات.

 

البحث منشور في دورية "حدود العلوم والهندسة البيئية"

© The Independent

المزيد من بيئة