Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثيون يرفضون خطة "أميركية سعودية" لوقف الحرب في اليمن

ليندركينغ يؤكد أن البلاد ستدخل في صراع وعدم استقرار أكبر إذا لم تستجب الجماعة للحوار

بعد ساعات من تنديد أوروبي بالمواجهات الدامية في محافظة مأرب اليمنية، قال المبعوث الأميركي الخاص باليمن تيم ليندركينغ، الجمعة، إن "خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في اليمن مطروحة الآن على الحوثيين لعدد من الأيام"، وتلقى "دعماً من السعودية"، قبل أن تعلن جماعة الحوثي رفضها المقترح الذي اعتبرته "مؤامرة"، وأنه "لم يأتِ بجديد" و"يمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام".

وبحسب ليندركينغ، الذي تحدث لمجلس الأطلسي، فإن الجماعة "تعطي الأولوية فيما يبدو للهجوم العسكري لانتزاع السيطرة على مأرب".

وأوضح المبعوث، الذي يحمل خطة لإنهاء النزاع الذي يدخل عامه السادس بين قوات الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية وقوات الحوثي المدعومة من إيران، "لدينا الآن خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بعناصر من شأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المزري في اليمن، وهذه الخطة معروضة على قيادة الحوثيين لعدد من الأيام".

استئناف المساعدات

وقال ليندركينغ "بشكل مأساوي ومربك إلى حد ما بالنسبة إلي، يبدو أن الحوثيين يعطون الأولوية لحملة عسكرية للسيطرة على مأرب... بدلاً من وقف الحرب ونقل المساعدات إلى الشعب اليمني".

وأضاف "الولايات المتحدة والأمم المتحدة تحثان الحوثيين على الرد"، مشيراً إلى أنه "إذا لم تتمكن الأطراف من إحراز تقدم الآن، فسوف تدخل البلاد في صراع وعدم استقرار أكبر". وقال "سأعود على الفور عندما يكون الحوثيون على استعداد للحوار".

وفي الوقت الذي تعاني فيه مأرب (شمال شرقي العاصمة صنعاء)، من صراع دام وتصعيد للحرب لا يزال مستمراً منذ 7 فبراير (شباط) الماضي، أعلن ليندركينغ أن "الولايات المتحدة ستستأنف تمويل المساعدات الإنسانية إلى شمال اليمن"، وستعمل مع "حكومتي اليمن والسعودية لإيجاد طريقة لإيصال الوقود إلى اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفاقمت الحرب من الأوضاع الإنسانية في البلد الذي يعتمد غذاؤه على الواردات، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

"المؤامرة" الأميركية

وبعد ساعات من نداء المبعوث الأميركي، أعلن رئيس الوفد الحوثي محمد عبدالسلام لقناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، أنهم يرفضون المقترح لأنه "لا يتضمن وقفاً للحصار ولا وقف إطلاق النار، بل التفافات شكلية تؤدي إلى عودة الحصار بشكل دبلوماسي". وأضاف "من الشروط المطروحة في المبادرة تحديد وجهات مطار صنعاء وإصدار التراخيص عبر تحالف العدوان، وأن تكون الجوازات غير صادرة من صنعاء".

وقال إن "السفن النفطية يشتريها تجار يمنيون بأموالهم وتحصل على تصريح أممي، ويأتي تحالف العدوان ليمنعها من الوصول تعسفياً".

وربط عبدالسلام استجابة جماعة الحوثي لوقف الحرب بإنهاء "الحصار". وقال، "حينها سنرحب بالمقترح وبهذه الخطوة"، معتبراً أن الخطة الأميركية "مؤامرة" لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هو عليه الآن، مضيفاً "قبلنا بكل الشروط التي اقترحتها الأطراف الأخرى لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وعندما لم يجدوا أي حجة للاستمرار في الحصار قالوا إنها لا تصل إلى مستحقيها".

بيان غربي

ودعت المواجهات الدامية في مأرب حكومات غربية لإصدار بيان مشترك، قالت فيه "نحن، حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، نندد بالهجوم الحوثي المتواصل على مدينة مأرب والتصعيد الكبير في الهجمات التي يشنها ويعلنها الحوثيون ضد السعودية".

لكن على الرغم من الإدانات المتتالية، يواصل الحوثيون حملة على منطقة مأرب الغنية بالغاز بهدف انتزاع السيطرة على آخر معقل للحكومة في شمال البلاد.

وفي حين يتحدث الحوثيون عن انتصارات في المواجهات، أكد الجيش اليمني في بيان أن "قواته أحرزت تقدماً في المعارك الدائرة ضد ميليشيات الحوثي"، مشيراً إلى أن "مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية كسروا هجوماً للحوثيين في جبهة ماس شمال غربي مأرب، وشنوا هجوماً معاكساً تمكنوا من خلاله من تحرير عدد من المواقع".

لماذا مأرب؟

ويرى مراقبون يمنيون أن التصعيد الحوثي غير المسبوق على مأرب يأتي نتيجة للأهمية "السياسية والعسكرية التي تحظى بها المحافظة الصحراوية بالنسبة إلى الحكومة الشرعية، التي ترى فيها آخر قلاعها العسكرية والسياسية والاقتصادية في الشمال اليمني".

وتضم المحافظة التي يعيش فيها زهاء المليونين نسمة، مقر وزارة الدفاع ومركز القيادة والسيطرة وعدداً من المناطق العسكرية التي تتفرع منها ألوية قتالية مختلفة، منها المنطقة العسكرية الثالثة، التي تجمع مأرب وشبوة.

كما تضم المنطقة العسكرية السابعة، التي تتمركز فيها واحدة من أهم قيادات تحالف دعم الشرعية داخل اليمن، ومراكز تدريب قوات الجيش ومخازن الإمداد والتموين ومطار صافر الترابي الذي يستخدمه التحالف لإمداد الجيش بحاجاته من المؤن والعتاد.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار