Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الجيش الوطني" يتقدم على محور العزيزية و"قوات الوفاق" ترد جوا لعرقلته

تنسيق فرنسي – إيطالي بشأن الأزمة الليبية ... والمسماري يعتبر مكالمة ترمب اعترافاً بدور حفتر في مكافحة الإرهاب

هزّت هجمات جوية وانفجارات، خلال ليل السبت 20 أبريل (نيسان) وفجر الأحد، العاصمة الليبية طرابلس. فكانت ساعات تصعيد لهجوم بدأه قبل أسبوعين الجيش الوطني الليبي على المدينة التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

وقال مراسل لرويترز وعدد من السكان إنهم شاهدوا طائرة تحلق لأكثر من عشر دقائق فوق العاصمة في ساعة متأخرة من مساء السبت وإنها أحدثت طنينا قبل إطلاق النار على مناطق عدة.

وبعد منتصف الليل حلقت طائرة لأكثر من عشر دقائق قبل أن يهز انفجار قوي الأرض.

وكان سكان قد تحدثوا عن هجمات لطائرات مسيرة في الأيام الماضية، ولكن لم يرد تأكيد، وكان دوي الانفجارات الذي سُمع في المدينة أقوى من الأيام الماضية.

وأغلقت السلطات المطار الوحيد العامل في طرابلس لتقطع بذلك الاتصالات الجوية في مدينة يقطنها نحو 2.5 مليون نسمة. وما زال المطار في مدينة مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق مفتوحاً.

وكان الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر قد بدأ هجوما قبل أسبوعين ولكنه لم يستطع اختراق الدفاعات الجنوبية للحكومة.

وإذا تأكد شن طائرة مسيرة هجوما فإن ذلك سيشير إلى حرب أكثر تطوراً. وقال سكان ومصادر عسكرية إن الجيش الوطني الليبي استخدم حتى الآن بشكل أساسي طائرات قديمة سوفياتية الصنع تفتقر نيرانها إلى الدقة وتعود إلى سلاح الجو الذي كان موجوداً خلال حكم معمر القذافي، الذي أطيح به في 2011، إلى جانب طائرات هليكوبتر.

"غارات لطائرات الوفاق" وبني وليد تنضم للجيش

وأعلن المسماري أن طائرات تابعة للقوات الموالية لحكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج خرجت من مدينة مصراتة وشنت ثلاث غارات جوية على قاعدة الوطية جنوب طرابلس وخمس غارات على مدينة غريان التي سيطر عليها الجيش منذ أسابيع.

كما بُثّ فيديو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أعلنت فيه الوحدات العسكرية في مدينة بني وليد الانضمام بكامل عتادها وأفرادها إلى قوات "الجيش الوطني". وتكمن أهمية هذا الحدث في موقع تلك المدينة على حدود مصراتة من الجنوب، وتشرف عليها مباشرة. ويشوب علاقة المدينتين عداء وصراعات قديمة وحديثة، ووضع الجيش قدميه فيها، أي وضع شوكة في خاصرة أهم مدينة في معركة حسم الصراع على طرابلس، وأكثرها عتاداً وتجهيزاً من الناحية العسكرية.

على الصعيد السياسي، لفت وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي إلى أهمية اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالدور المهم لحفتر في مكافحة الإرهاب.

وقال ميلانيزي في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان "لا يوجد حل عسكري للقضايا السياسية المعقدة في ليبيا"، مضيفاً أن "أي هدف لا يمكنه تبرير اندلاع نزاع مسلح".
ورداً على سؤال عن التقارير المتكررة بشأن دعم فرنسا للمشير حفتر، جدد لودريان الموقف الفرنسي المطالب بوقف فوري للنار والحوار السياسي، معتبراً أن "عدم الاستقرار يمهد للإرهاب ومن المهم أولاً استعادة الاستقرار".
وأشار إلى أن "الأزمة يمكن أن تصبح خطرة لأن عناصر التدهور موجودة. لذلك تعمل فرنسا وإيطاليا عن كثب على هذه القضية لأنه لن يكون هناك تقدم في ليبيا من دون اتفاق فرنسي -إيطالي راسخ".
وتعهد الوزيران اتخاذ مبادرات بشأن القضية الليبية لكنهما لم يكشفا عن تفاصيل، موضحين أنها ستكون موضوع اجتماع في روما بين كبار الدبلوماسيين من البلدين.
 
 
تأزم الوضع الإنساني
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية في ليبيا السبت، إحصاءً جديداً لضحايا معركة طرابلس قائلة إن 220 شخصاً قُتلوا وأُصيب 1066، خلال أكثر من أسبوعين منذ اندلاع الاشتباكات قرب طرابلس. وقالت المنظمة، في تغريدة عبر حسابها الرسمي في "تويتر" إن "من المدنيين الذين قُتلوا في ليبيا، عمالاً صحيين ونساءً وأطفالاً".
على الصعيد الإنساني، كانت الأمم المتحدة نقلت الجمعة، 163 لاجئاً من ليبيا إلى النيجر المجاورة، مشيرةً إلى أنه "لا يزال هناك ثلاثة ألف لاجئ عالقين في مراكز احتجاز قريبة من مواقع القتال"، في حين فشل مجلس الأمن الخميس للمرة الرابعة في الاتفاق على إصدار قرار أو بيان بشأن ليبيا، بسبب استمرار الانقسام بين أعضائه.
طرابلس تشعل الشموع
من جانبها، أعلنت الشركة العامة الليبية للكهرباء السبت، انقطاع الخدمة عن مناطق خلة الفرجان وبعض الأحياء في مشروع الهضبة، نتيجة الاشتباكات الدائرة في جنوب العاصمة. وقالت شركة الكهرباء في بيان إن دائرة نقل جهد 30 ك.ف الرابطة من محطة 220 التبة إلى محطة تحويل 11/30 ك.ف المدفعية، أُصيبت جراء الاشتباكات الدائرة في جنوب العاصمة، وهذا ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المناطق.
 
مسار سياسي متسارع
وإذا كان الوضع الميداني يشهد جموداً، فإن المسار السياسي بدا متسارعاً داخل ليبيا وخارجها خلال اليومين الماضيين، وتصدرت المباحثات السياسية المكالمة التي أثارت جدلاً واسعاً، التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع المشير حفتر الجمعة، وبحثا خلالها "جهود مكافحة الإرهاب" وفق بيان صادر عن البيت الأبيض.
وإذا كانت "حكومة الوفاق" اختارت التلميح من دون التصريح المباشر احتجاجاً على المكالمة، فإن "الجيش الوطني" رحّب بها وبنتائجها صراحةً على لسان الناطق الرسمي باسمه اللواء أحمد المسماري، الذي قال "الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقائد الجيش المشير خليفة حفتر يعبر عن اقتناع واشنطن بالدور المحوري للجيش في الحرب ضد الإرهاب". وأوضح المسماري أن "المكالمة الهاتفية بين ترمب والمشير حفتر سيكون لها أثر إيجابي في المعركة ضد المتطرفين".
دعم أميركي - بريطاني
في سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية مايك بومبيو، ونظيره البريطاني جيريمي هانت، أكدا "التزامهما مواصلة الجهود الدبلوماسية لتجميد الوضع الحالي على الأرض والعودة إلى العملية السياسية في ليبيا".
الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا دعا من جهته، إلى "تجنب أن تصبح منطقة المتوسط مسرحاً لصراع قوى إقليمية ودولية على ليبيا". وأكد ماتاريلا في مقابلة نُشرت الجمعة أن "على الاتحاد الأوروبي أن يمارس ثقله السياسي بشكل كامل لتهيئة الظروف الملائمة للسلام والاستقرار والتنمية واحترام حقوق الإنسان". وأضاف "يجب ألا تعود منطقة المتوسط كما كانت الحال في عهد الحرب الباردة، لتكون مسرح تنافس بين القوى الإقليمية أو العالمية، وبشكل خاص إذا كانت هذه القوى هي دول أوروبية".

انتخابات في وقت عصيب

وبعيداً من ساحة الحرب، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في سبع بلديات ليبية لاستقبال الناخبين. وذكرت اللجنة المركزية للانتخابات البلدية في تغريدة عبر حسابها الرسمي في "تويتر" إن مراكز الاقتراع في "براك الشاطئ، إدري الشاطي، والرحيبات، وأوباري، والقرضة الشاطئ، والشويرف، وزلطن"، فتحت أبوابها في التاسعة من صباح السبت، لاستقبال الناخبين، مشيرةً إلى أن استقبال المقترعين سيستمر حتى السادسة مساءً. وأشاد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في وقت سابق اليوم، بما وصفه بـ"الإصرار" على إجراء الانتخابات البلدية في ليبيا، وعلى المشاركة فيها، "على الرغم من الأزمنة العصيبة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي