Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا صعدت أسعار النفط فوق 60 دولارا؟

تفاؤل المستثمرين بشأن الطلب العالمي عزز الانتعاش بعد عام من اضطراب الأسواق

صعود النفط لأعلى مستوى منذ عام يعزز التفاؤل بارتفاع الطلب العالمي في 2021 (أ ف ب)

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً جديداً هو الأعلى منذ عام، وذلك بفضل تحسن تفاؤل المستثمرين بشأن تحسن الطلب، وذلك مع تحول الاقتصاد العالمي نحو تسجيل نمو متوقع بعد الانكماش خلال العام الماضي. 

وزادت أسعار سعر خام برنت القياسي بنسبة 0.78 في المئة ليسجل 60.08 دولار للبرميل عند الساعة 13 و50 دقيقة بتوقيت غرينتش، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.16 في المئة إلى 57.51 دولار للبرميل.

وفي ظل هذا الصعود قد تواجه الأسواق "امتحاناً" نحو التماسك بانتظار ما يقرره المنتجون في اجتماع مارس (آذار) المقبل، لمعرفة الخطوة التالية التي يتطلع إليها المراقبون، والتي سوف تتركز على تعزيز التعاون لاستقرار الأسواق، وتوفير الإمدادات المطلوبة للتعافي.

الأسعار والانتاج

محللون يرون في ارتفاع الأسعار الحالية فرصة لرفع الإنتاج لعدد من البلدان التي تعاني من الأزمات، في الوقت ذاته، قد تستفيد شركات الإنتاج الصخري من هذا التحول أيضاً، على الرغم من أن معظم هذه المؤسسات غارقة في الديون ومشكلات الإنتاج، لكن المحللين يستبعدون قدرة هذه الشركات الأميركية على العودة إلى نشاطها السابق في ظل ظروفها الصعبة. ويميل مختصون إلى أن الامتثال الجيد لدول "أوبك بلس" في خطة خفض الإنتاج يعد قاعدة قوية للاستقرار، لكن كيف هو المستقبل إن استمرت الأسعار في الصعود؟

فهل يصبح وصول خام برنت عند مستوى 60 دولاراً (وهو مستوى لم تشهده الأسواق منذ أكثر من سنة) امتحاناً لتماسك المنتجين؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

إلى ذلك تؤكد "بلومبيرغ" في تقرير لها بأن بعض الدول في تحالف "أوبك بلس" قد ترغب في العودة إلى استعادة حصتها في السوق التي تخلت عنها من خلال تخفيضات العرض بسرعة أكبر مما هو مريح للسعودية وغيرها، أما باقي أعضاء "أوبك بلس"، فليس لديهم كثير من البدائل وسيضطرون للاستجابة لمطالبها. إنهم يتذكرون جيداً ما حدث في المرة الأخيرة التي فشلوا فيها في إبقاء روسيا في وضع جيد، فقد بدأت عملية إنتاج مجاني للجميع، شهدت هبوط الأسعار إلى ما دون 20 دولاراً للبرميل. وهو أمر لا يريده أحد.

تفاؤل المستثمرين

في الوقت ذاته يرى مختصون نفطيون، أن تحسن الأسعار القياسي يعكس تفاؤل المستثمرين بشأن تعافي الطلب وسط انتعاش الأسواق مع توالي إطلاق اللقاحات وانخفاض سرعة انتشار الإصابات بكورونا، وزيادة الطلب بسبب انخفاض درجات الحرارة خلال موسم الشتاء الحالي. 

 ويشير المحللون في جانب آخر من تعليقهم إلى أن أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة تستفيد من ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتمرير حزمة تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار، فضلاً عن اتفاق "أوبك بلس" الذي يشهد زيادة في حجم التخفيضات الإضافية للسعودية بمقدار مليون برميل يومياً على مدار شهرين بنهاية مارس الحالي.    

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إنه إذا تم إقرار الحزمة بأكملها "فسنعود إلى التوظيف بشكل كامل العام المقبل". 

وتعطي البيانات المرتبطة بمعدل انتقال العدوى جرعة أمل إضافية في وقت شهد الأسبوع الماضي أقل معدل للعدوى منذ أكتوبر (تشرين الأول)، فيما بدأت الحكومات تنظيم برامج التطعيم. 

وتواصل الأسعار الارتفاعات الإيجابية بعد أن سجلت زيادة بنسبة 1 في المئة عند تسوية التعاملات في جلسة الجمعة، لتسجل مكاسب أسبوعية 9 في المئة، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي منذ أكتوبر الماضي. 

حيث ارتفعت أسعار النفط منذ نهاية أكتوبر بعد التوصل إلى لقاحات "كورونا"، وبعد أن تعهدت السعودية بزيادة تخفيضات الإنتاج.  

وتعهدت دول مجموعة "أوبك بلس" بتصفية فائض الإنتاج الذي تسبب به الوباء، لكن لا تزال هناك مخاوف بشأن الطلب في المستقبل القريب، مع انتشار سلالات جديدة من الفيروس في الولايات المتحدة ومناطق أخرى حول العالم تتصارع مع الإغلاقات المفروضة.

مستجدات تشجع التعافي

وفي هذا الشأن، قال محمد الشطي، المختص في الشؤون النفطية، إن أسعار نفط خام "برنت" وصلت لمستوى الستين دولاراً للبرميل، وبلا شك فإن مستويات هذه الأسعار تعكس تطوراً ملحوظاً في أساسيات السوق مدفوعاً بمستجدات تشجع على تسريع وتيرة تعافي الأسواق.

وتابع الشطي بأن هذه المستجدات تشمل التوصل إلى لقاح للوقاية من كورونا وبدء انتشار استخدامه في العالم، وهو ما يعني عودة الحياة الطبيعية للأسواق وتعافي التنقل بأنواعه براً وجواً وبحراً، وهو ما يعني أيضاً تسريع النمو الاقتصادي، مضيفاً أن ذلك كان له الأثر في مؤشرات إيجابية من الاقتصاد الأميركي في عدة جوانب بالنسبة إلى طلبات الوظائف والبورصة والحزم المالية في هذا الخصوص لتحفيز النشاط الصناعي والاقتصاد من آثار الجائحة.

تحول إستراتيجية "أوبك بلس" 

وتحدث الشطي، أن الأسعار تحسنت أيضاً بدعم التحول في إستراتيجية "أوبك بلس" من خلال تأجيل الزيادة المقررة إلى شهر أبريل (نيسان) مع تثبيت مستويات الإنتاج لشهر فبراير (شباط) ومارس، مع زياده مقررة لا تتجاوز 65 ألف برميل يومياً لروسيا وكازاخستان، وقيام السعودية بمبادرة غير مسبوقة بخفض فعلي في إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً، أضف إلى ذلك اجتماعاً شهرياً وزارياً لـ"أوبك" يهدف إلى طمأنة الأسواق ودراستها والوقوف عليها وتقييم جهود إعادة التوازن إليها، مضيفاً، "هذا أوجد حالة استثنائية من التفاؤل دفعت بالأسعار إلى الأعلى، وشجعت بيوت الاستثمار للإقبال على الشراء وساعدت البورصات والأسواق المالية.  

وأشار أيضاً إلى ارتفاع الطلب الصيني على الوقود واستمرار السحوبات من المخزونات النفطية. 

وحول مدى انعكاس وصول الأسعار فوق 60 دولاراً على عودة إنتاج النفط الأميركي، أجاب المختص  الشطي "إن الشركات الأميركية تعاني من الديون وإعادة هيكلة ودمج، بالتالي من غير المتوقع أن تكون العودة سريعة ومثل هذه الاستثمارات تأخذ وقتاً، والغالبية تتوقع توسع الشركات الأميركية نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل". 

وأشار إلى "أن السوق على الرغم من ذلك تعيش حالة من عدم اليقين حول مدى فاعلية تطعيمات كورونا أمام السلالات الجديدة، وأيضاً الشكوك بشأن استمرار "أوبك بلس" في الاتفاق". 

دوامة المضاربات

من جهته، يرى المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي، أن الارتفاع الحالي في أسعار النفط لا يعدو كونه الدخول في دوامة من المضاربات، لأن الأسعار الحالية أعلى من العقود الآجلة للخام، ولم تحدث تطورات جديدة من شأنها زيادة الأسعار.

 وأفاد بأن العوامل القوية في أسواق النفط لا تزال غائبة، حيث لا تزال تداعيات جائحة "كورونا" مستمرة، إلى جانب عودة بعض الإغلاقات أمام حركة الطيران ما يجعل الحجم الحقيقي للطلب العالمي على الخام ضعيفاً حتى الآن، علاوة على ضعف الدولار الأميركي، وآمال المزيد من التحفيز الاقتصادي في الولايات المتحدة. 

وأضاف كامل الحرمي، أنه من غير المحتمل أن يستمر سعر البرميل فوق 60 دولاراً وقتاً طويلاً، ليعاود الهبوط إلى مستوي 55 دولاراً، موضحاً أن قرارات "أوبك بلس" إلى جانب الدعم القوي الذي تلقته الأسعار من الخفض الطوعي من السعودية بواقع مليون برميل يومياً خلال شهري فبراير  ومارس، سينتهي تأثيره مع نهاية الشهر المقبل. 

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز