بعثت جولة القاذفات الأميركية مجدداً فوق الخليج رسائل طمأنة لدول الإقليم، وأخرى تنذر إيران بعواقب زعزعتها استقرار المنطقة وأمن حلفاء واشنطن.
جاء ذلك في وقت نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصدر عسكري أميركي قوله إن تحرك القوة الاستراتيجية في المرة الأولى منذ مجيء الإدارة الجديدة إلى البيت الأبيض، كان بهدف تحذير القوى المعادية من استغلال الفترة الانتقالية في واشنطن للقيام بأي أعمال من شأنها تهديد الاستقرار في المنطقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحلّقت القاذفة الأميركية من طراز "بي-52" اليوم الأربعاء فوق منطقة الخليج، في ثالث عرض قوة موجه إلى خصوم الولايات المتحدة وخصوصاً طهران، منذ مطلع العام.
وأقلعت القاذفة القادرة على حمل أسلحة نووية من قاعدة باركسدايل الجوية في لويزيانا (جنوب الولايات المتحدة) وأظهرت صورة نشرتها القيادة المركزية للجيش الأميركي مقاتلات "إف - 15" تابعة لسلاح الجو السعودي، حلّقت في تشكيل مع المقاتلة الاستراتيجية.
وأضاف بيان القيادة المركزية "ترمي هذه المهمة إلى إثبات قدرة الجيش على نشر قوات جوية في أنحاء العالم كافة لردع أي هجوم محتمل وإظهار التزام الولايات المتحدة أمن المنطقة".
لا تغيير في سياسة واشنطن العسكرية
وهي ثالث طلعة في المنطقة تنفذها قاذفات "بي-52" منذ بداية السنة، لكنها الأولى منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض الذي لا يبدو راغباً في تغيير استراتيجية واشنطن العسكرية في الشرق الأوسط، لكنه أبدى استعداداً لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم مع طهران.
وعلى الرغم من خفض الجيش الأميركي وجوده العسكري في العراق وأفغانستان في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، بحيث بات عديد القوات في كل بلد 2500 عسكري، فإن البنتاغون يبدي اهتماماً بالغاً بالوضع في العراق لثني إيران عن مهاجمة قواته في هذا البلد.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية "الولايات المتحدة لا تريد المواجهة لكنها ستكون في أقصى جاهزية للرد على أي احتمال في أنحاء العالم كافة ومصممة على ذلك".
وكانت الخارجية الأميركية دانت الأحد الماضي محاولة هجوم فاشل لميليشيات الحوثيين على الرياض، مؤكدة دعمها للسعودية ضد الاعتداءات التي تستهدف أراضيها ومحاسبة المتورطين في تقويض الاستقرار.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن بلاده تدين بشدة الهجوم الأخير على الرياض، موضحاً أن واشنطن تجمع معلومات عن الهجوم الذي يبدو أنه كان محاولة لاستهداف المدنيين.
من جهتها، أصدرت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بياناً مشتركاً في اليوم التالي (الاثنين الماضي)، دانت فيه أيضاً تعرّض العاصمة السعودية الرياض لمحاولة شن هجوم بالصواريخ، ناهيك عن دول الخليج ومصر وتركيا وعدد من الدول العربية.
وعادة ما تعلن جماعة الحوثي إطلاق صواريخ باليستية ومقذوفات وطائرات مسيّرة باتجاه أراضي السعودية، التي تقود تحالفاً عسكرياً لمساندة الحكومة الشرعية في اليمن، ضد الجماعة المدعومة إيرانياً منذ مطلع عام 2015.