Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفيات نايتنغيل الميدانية البريطانية خارج الخدمة بسبب نقص الطواقم الطبية

لا توجد كوادر لتشغيل المنشآت التي بلغت تكلفتها 220 مليون جنيه إسترليني بالشكل المناسب

أحد المستشفيات الميدانية المشيد مؤخرا في بريطانيا لاستقبال المصابين بكورونا (غيتي)

 

تشير تقارير إلى أن معظم مستشفيات نايتنغيل الميدانية السبعة التي كانت الحكومة أقامتها للتعامل مع مصابي كورونا لم تقم حتى الآن بمعالجة المصابين خلال الموجة الثانية من العدوى – على الرغم من الارتفاع الكبير في عدد الحالات في لندن وباقي أنحاء المملكة المتحدة.

وفي حين أن علاج مرضى كوفيد-19 متواصل في مستشفى نايتنغيل إكستير Exeter منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، تم إفراغ مستشفى نايتنغيل الرئيس في لندن من الأسرّة وأجهزة التنفس الصناعي، بينما يحذر الأطباء من عدم وجود كوادر كافية لتشغيل المرافق على النحو الذي كان مخططاً له في الأصل كوحدات عناية مركزة مصغرة.

وطلبت هيئة خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا "إن إتش إس" NHS  من مؤسسات الرعاية بدء الاستعداد لاستخدام المرافق الفائضة خلال الأسابيع المقبلة، إلا أن الرؤساء فشلوا في تفسير كيفية تأمين موظفين للعمل فيها، حسبما أوردت صحيفة "ذا تيليغراف".

ترد هذه الأنباء بعد يوم حزين سجلت فيه الإصابات في المملكة المتحدة رقماً قياسياً، حيث تجاوزت حالات فيروس كورونا الأربعين ألفاً (41385) في يوم واحد للمرة الأولى منذ تفشي المرض في مارس (آذار)، متبوعة بأخبار عن أن المستشفيات البريطانية الآن تؤوي مصابين بالفيروس أكثر مما استقبلت طوال العام.

وكشفت أحدث البيانات الصادرة عن هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا، التي تمت مشاركتها مع رؤساء الهيئة في بريطانيا واطلعت عليها "اندبندنت" يوم الاثنين، أن عدد مرضى فيروس كورونا الذين كانوا يتلقون علاجاً في جميع مرافق الهيئة يوم الاثنين بلغ 20407، مقارنة بـ 18974، وهو أعلى رقم سجل في السابق يوم 12 أبريل (نيسان).

وتخضع العاصمة لندن لضغوط بشكل خاص مع ارتفاع الإصابات فيها إلى 4957 - بزيادة قدرها 47 في المئة في أسبوع واحد وأكثر من 200 في المئة منذ رُفعت حالة الإغلاق الوطني الثانية في 2 ديسمبر (كانون الأول).

إضافة إلى ذلك، لم يُعرف بعد تأثير "إلغاء الاحتفال بعيد الميلاد" هذا العام، وذلك بسبب الفارق الزمني بين التقاط العدوى ودخول المرضى إلى المستشفيات، لكن في الحالتين، هناك قلق لدى الكوادر الطبية، عبّرت عنه الدكتورة إيفون دويل، المديرة الطبية في هيئة الصحة العامة في إنجلترا بالقول: "مستوى العدوى شديد الارتفاع هذا يزيد من مخاوفنا في وقت وصلت مستشفياتنا إلى أضعف حالاتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهتها، صرحت سافرون كورديري، نائب الرئيس التنفيذي لمزوّدي هيئة خدمات الصحة الوطنية، للصحافيين أنه من المرجح أن يكون هناك "انتشار أكبر" قبل أن يبدأ الوضع بالتحسن في ظل انتشار النوع الجديد من الفيروس، لكنها حذرت من أن الخدمة الصحية لا يمكنها ببساطة "استحضار موظفين من الفراغ" ليعملوا في مستشفيات نايتنغيل الفارغة حالياً.

وقد بلغت تكلفة المواقع - التي بُنيت هذا العام للتعامل مع تفشي فيروس كورونا - حوالى 220 مليون جنيه إسترليني (أي حوالى 290 مليار دولار أميركي)، وأُشيد بها باعتبارها نعمة لإنقاذ هيئة خدمات الصحة الوطنية عندما افتُتحت في أبريل الماضي.

على كل حال، يقول رؤساء هيئة خدمات الصحة الوطنية الآن إن القوى العاملة المطلوبة غير متوفرة لاستخدام المنشآت - حتى لو أرادوا ذلك.

ووفقاً لصحيفة "ذا تيليغراف"، فإن مستشفى نايتنغيل في لندن - الموجود في مركز إكسيل للمعارض -  لم يستقبل مرضى يوم الاثنين فقط، بل تم إفراغه بالكامل، إذ اختفت الأسرّة وأجهزة التنفس الصناعي. وأظهرت الصور أن ألواح التقسيم التي تفصل بين الأسرّة كانت مكدسة في الخارج، بينما رميت اللافتات التي تحدد اتجاه حركة سيارات الإسعاف على الأرض.

وقال أحد المقاولين الذين ساعدوا في تجهيز وإنشاء المستشفى للصحيفة إن تفكيك المنشأة "أمر مثير للاشمئزاز"، بينما أوضح أحد زملائه، وهو شخص كان يعمل في الموقع قبل أسبوعين، إنه تم "نزع" المرافق الموجودة في داخله.

ويقال إن مواقع مستشفيات نايتنغيل الميدانية الأخرى في برمنغهام وساندرلاند، فارغة من المرضى لكنها في وضعية الاستعداد (ستكون جاهزة للفتح في غضون 72 ساعة إذا لزم الأمر)، في حين أن منشأة مانشستر مفتوحة لتقديم "رعاية صحية غير مرتبطة بكورونا"، أما مستشفى هاروغيت فيستخدم كـ"مركز تشخيص متخصص"، وموقع بريستول مخصص لتقديم "خدمات رعاية صحية محلية".

على كل حال، فإن المشكلة كما حدث مراراً وتكراراً، متعلقة بالتوظيف. ووجّهت الدكتورة أليسون بيتارد، عميدة كلية العناية المركزة الطبية، تحذيراً إلى وسائل الإعلام اليوم، قائلة: "يمكننا بناء المنشآت ويمكننا الحصول على المعدات والمواد الاستهلاكية بشكل سريع نسبياً، لكن الأمر يستغرق سنوات عدة لتدريب الموظفين على القيام بعمل ما، وستكون المدة أطول بالنسبة إلى الرعاية المركزة".

في هذه الأثناء، قال الدكتور نيك سكريفن، الرئيس الأسبق لجمعية الطب الوجيز إن الأمر "لا يقتصر" فقط على "استخدام مستشفى نايتنغيل، إذ لا توجد كوادر لتشغيله على النحو المقصود منه في الأصل".

وأضاف: "بإمكان المستشفيات أن تلعب دوراً إذا استُخدمت ربما كوحدات نقاهة للمرضى الذين يتعافون، لكنني أكرر، أين نجد الطاقم المتخصص؟... ببساطة لا تمتلك هيئة خدمات الصحة الوطنية القدرة على الاستغناء عن أي من موظفيها".

© The Independent

المزيد من صحة