Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يضاعف معاناة مرضى التوحد في الأردن

8 آلاف مصاب من دون علاج بسبب إجراءات الحظر

جلسة علاجية في أحد مراكز التوحد في العاصمة الأردنية عمان (مركز السعادة لمعالجة التوحد)

واجه المصابون بالتوحد في الأردن خلال جائحة كورونا تحديات كبيرة ضاعفت معاناتهم بعد زيادة أعراض القلق وفرط النشاط ونقص الانتباه التي رافقتهم.
فبعد أشهر طويلة من الإغلاقات وحظر التجوال، ومع افتقار الأردن إلى المراكز المتخصصة، وجد نحو 8 آلاف مصاب ومصابة بالتوحد في جميع أنحاء البلاد، أنفسهم حبيسي المنازل ومن دون علاج.

ومع إغلاق المراكز الصحية المتخصصة، على قلتها، ساءت حال كثيرين من المصابين بهذا المرض، وأصبحت كارثية بشكل فاقم الخلل في نموهم النفسي.

عبء على الأهالي

ويلقي التوحد وهو اضطراب في التطور الطبيعي للطفل، عبئاً ثقيلاً على الأهالي مع الصعوبة التي يواجهها طفلهم من حيث التواصل الاجتماعي واكتساب مهارات التعلم. وحوّل هذا الأمر كثيراً من المنازل الأردنية إلى مراكز متخصصة لمعالجة التوحد.
ويطالب أهالي هذه الفئة بدمج أبنائهم في المدارس الحكومية وتوفير مراكز خاصة فيها للتعامل معهم، إذ إن كل المراكز التي تُعنى بهم، مراكز خاصة ذات كلفة عالية.
وتشرح والدة الطفلة رنيم إحدى المصابات بالتوحد حجم المعاناة التي تعرضت لها خاصة خلال الفترة الأولى من انتشار الجائحة العالمية وتقول "طفلتي الصغيرة التي تبلغ من العمر 9 سنوات وتعاني من طيف التوحد، عانت كالبقية من الحظر الذي منعنا من الوصول إلى المدارس ومراكز التعلم الخاصة، فأصبحت تعاني من ضغوطات نفسية وعصبية، وتراجعت حالتها إلى الأسوأ بدلاً من تحقيق تقدم". وتضيف والدة رنيم" في حالة التوحد، جزء من العلاج هو الخروج من المنزل والتعامل مع الناس والمشي بالشوارع والأحياء والحياة الاجتماعية بكل جوانبها، إضافة للذهاب إلى مدرستها وتلقي جلسات النطق والعلاج الوظيفي، وهي أمور لم تكن متوفرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حلول بديلة

ووفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، فإن التوحد يُعد أسرع أمراض الإعاقة انتشاراً في العالم، ويُصاب به واحد على الأقل من كل 150 طفلاً من الجنسين.
ويرى اختصاصيون في علاج التوحد أن أبرز ما واجهه أهالي المصابين خلال الحجر الصحي هو الحرمان من الروتين اليومي لعلاج أطفالهم، والمتمثل في الخروج إلى أماكن اللعب والحدائق العامة والنشاط الحركي عموماً. وما يصعّب المهمة على الأهالي، هو تعلق أطفالهم بمعلميهم أو المشرفين على حالاتهم، خصوصاً أن هؤلاء أكثر دراية وصبراً حتى من الأهل. لكن هذه الجائحة دفعت البعض للجوء إلى مواقع إلكترونية متخصصة لتعويض هذا النقص عن طريق متابعة جلسات تعليمية إلكترونية.
كما اضطُر البعض للسيطرة على النظام الغذائي لأطفالهم المصابين لعدم توفر كثير من المنتجات الغذائية الخاصة بهم.

 تكلفة مرتفعة

ومع عدم وجود علاجٍ شافٍ للتوحد، تبرز معاناة الأهالي لجهة الكلفة الباهظة، ما بين رسوم المراكز المتخصصة والأدوية والأطعمة الخاصة التي تصل في بعض الأحيان إلى 1000 دولار شهرياً.

ويوجد في الأردن 12 مركزاً للتوحد، تقدم خدمات تدريبية وتأهيلية وتعليمية، وخدمات إيواء ورعاية صحية، وإرشادات للأردنيين والعرب أيضاً من المصابين بذلك المرض.

ويبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن نحو مليون ومئتي ألف شخص، يشكلون 11 في المئة من إجمالي عدد السكان. أما عدد ذوي الإعاقة ممَن هم على مقاعد الدراسة فيبلغ 23 ألفاً، وبنسبة تصل إلى 5 في المئة من عدد الطلاب.

المزيد من صحة