Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصريحات رئيس الوزراء المغربي حول سبتة ومليلية تغضب إسبانيا

مدريد تستدعي سفيرة الرباط والعلاقات بين البلدين تشهد جمودا خلال السنوات الأخيرة

سبتة ومليلية تقعان في الشمال المغربي وتخضعان للسيادة الإسبانية (أ ب)

استدعت الخارجية الإسبانية السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، لاستيضاحها بشأن تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني حول مدينتي سبتة ومليلية.

واعتبر رئيس الحكومة المغربية في مقابلة مع قناة "الشرق" أن أولوية بلاده في الوقت الحاضر هي قضية الصحراء التي اعترف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب بالسيادة المغربية عليها، أخيراً، مشدداً على كون "سبتة ومليلية من النقاط التي من الضروري أن يُفتح فيها النقاش... إن الجمود هو سيد الموقف حالياً"، مؤكداً أن هذا الملف "معلق منذ خمسة إلى ستة قرون، لكنه سيفتح في يوم ما".

وأبلغت وزيرة الخارجية الإسبانية كريستينا غالاش، سفيرة المغرب أن "إسبانيا تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة ووحدة أراضي بلدنا".

في حين أكد زعيم الحزب الشعبي بابلو كاسادو أن الحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز ضعيفة، مضيفاً أن الانقسام الداخلي والضعف الدولي لحكومة حزب الاشتراكيين وبوديموس يكلفان الدولة الإسبانية الكثير.

وهاجم رئيس حزب "فوكس" اليميني المتطرف، سانتياغو أباسكال، المغرب وقال في تغريدة على "تويتر" إن "سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان في أفريقيا، قبل أن يكون المغرب موجوداً"، مضيفاً أن المدينتين "ستبقيان إسبانيتين، إذا صار المغرب غير موجود".

وتقع المدينتان في الشمال المغربي، وتخضعان للسيادة الإسبانية، إثر احتلال مدينة سبتة في القرن السادس عشر، ومليلية في القرن السابع عشر، حيث اتجه المغرب عدة مرات للمطالبة بإنهاء احتلال المدينتين، وذلك كلما عاودت السلطات الإسبانية مطالبة بريطانيا بإعادة جبل طارق.

ظرفية مهمة

من جانبه اعتبر المحلل السياسي المغربي بلال التليدي، أن تصريحات رئيس الحكومة المغربية جاءت في ظرفية مهمة يخوض فيها المغرب معركة دبلوماسية وسياسية بشأن قضية الصحراء، مؤكداً أن الجانب الأميركي يدرك بشكل دقيق حساسية موقف إسبانيا من قضية الصحراء، وأن ملف الصحراء يتجه نحو التسوية عبر تثبيت مقترح المغرب بالحكم الذاتي.
 
وأشار إلى احتمال أن يكون المغرب قد استخدم هذه الورقة للضغط على إسبانيا، في سبيل إنهاء ملف الصحراء لصالح المغرب، خصوصاً في ظل العدد الكبير من القنصليات التي افتتحت في مدينتي الداخلة والعيون.

توجس إسباني

تأتي هذه الأزمة في وقت غير مناسب بالنسبة لإسبانيا المتوجسة من تعمق التقارب الأميركي المغربي، وذلك إثر اعتراف ترمب بسيادة المغرب على الصحراء، وكذلك تجديد الاتفاق مع إسرائيل، وهو ما زاد من قوة المغرب على الساحة السياسية الدولية، في وقت تستقبل فيه المملكة استثمارات ضخمة، بما فيها منطقة الصحراء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالتالي أصبحت إسبانيا توجد في موقف ضعف، أمام تزايد النفوذ المغربي بالمنطقة نتيجة الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الأميركي، وعلى الرغم من أنها عبرت عن معارضتها لخطوة ترمب؛ معتبرة أن تسوية قضية الصحراء يجب أن تمر فقط عبر الأمم المتحدة، إلا أن إسبانيا أضحت تخفف من لهجتها تجاه المغرب، ساعية إلى كسب وده مع توالي الأحداث التي تصب لصالحه، حيث أكد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، الأربعاء، أن علاقات التعاون والتنسيق مع المغرب ممتازة على جميع الأصعدة، مؤكداً عدم وجود أي إشكال بين البلدين.

تغير موازين القوى

وأدى الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء، إلى تقوية موقف المملكة على حساب جبهة البوليساريو التي تتنازع معها السيادة على الإقليم، في وقت تعالت فيه أصوات من الداخل الإسباني تدعو الجبهة إلى تقبل الوضع الجديد، وبالتالي بدأ الدعم الإسباني للجبهة يتراجع، أخيراً، ومن جهة أخرى أصبحت إسبانيا ترى في التقارب الكبير بين الولايات المتحدة والمغرب تهديداً لمكانتها مع أميركا، حيث اعتبر حزب فوكس اليميني المتطرف أن الخطوة الأميركية تؤكد عدم أهمية إسبانيا على المستوى الدولي، معتبراً أن الموقف الأميركي من الصحراء، يدل على أن إسبانيا فقدت أهميتها بالنسبة لأميركا، التي أصبحت تعتبر المغرب شريكاً موثوقاً به أكثر من إسبانيا نفسها. 

وتتوجس إسبانيا من احتمال إبرام اتفاق تجاري بين بريطانيا والمغرب، إثر خروجها من الاتحاد الأوروبي، والذي من شأنه أن يشكل ضرراً اقتصادياً على إسبانيا في المجالين الفلاحي والبحري.

دعوة إلى الواقعية 

من جانبه دعا البرلماني السابق، عادل بنحمزة، إسبانيا إلى التحلي بالواقعية، وأن تغير نظرتها إلى المغرب بدل النظرة الاستعمارية البائدة، معتبراً أن عليها الإقرار بأن المغرب شريك أساسي، لكن من دون أن تفقد الذاكرة وتقفز على حقائق التاريخ، وأولها أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان محتلتان، وعلى مدريد أن تتذكر باستمرار أن مغربية المدينتين لا تسقط بالتقادم، وأن عليها القطع مع الازدواجية في مواقفها، فهي تدعي سيادتها على سبتة ومليلية، وفي نفس الوقت تطالب بجبل طارق من بريطانيا. 

علاقات متأزمة أصلاً

وتعرف العلاقات المغربية الإسبانية جموداً خلال السنوات الأخيرة، نتيجة دعم السلطات الإسبانية لتصور جبهة البوليساريو بخصوص حل أزمة الصحراء، وكان آخر مظاهر ذلك التشنج في علاقة البلدين تأجيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية إلى فبراير (شباط) المقبل، بعد أن كان مقرراً في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إثر تحركات إسبانية اعتبرها المغرب معادية لوحدته الترابية، تضم مدافعة بعض الأحزاب اليمينية على مبدأ تقرير المصير في منطقة الصحراء، وهو الطرح الذي تطالب به جبهة البوليساريو، ويعارضه المغرب الذي يربط حل نزاع الصحراء بمقترح منح الحكم الذاتي للأقليم تحت السيادة المغربية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير