Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر تخطط لدعم موقفها حول الصحراء الغربية في الدوائر الأميركية

مصادر: لا قيمة لقرار ترمب المخالف للقوانين الدولية والعيون تترقب رد فعل إدارة بايدن

تسعى الجزائر إلى التأثير على القيادة الأميركية الجديدة بشأن قضية الصحراء الغربية (غيتي)

يأخذ التوتر الجزائري - المغربي أبعاداً منوعة، فزيادة على المعارك الدبلوماسية والإعلامية والإلكترونية، جاء الدور على جماعات الضغط التي لجأت الجزائر متأخرة لتحريكها بهدف دعم موقفها في قضية الصحراء الغربية.

رد فعل 

في رد فعل على نجاح الرباط في اعتراف ترمب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، قالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، إن الجزائر أعدت مخططاً مع جماعات الضغط المتعاقدة معها في واشنطن، وأشارت إلى أنه تم تجديد عقد الطرفين في مايو (أيار) 2020 بمبلغ يقارب الـ 30 ألف يورو شهرياً، موضحة أنه حينها ربما لم يتخيل عضو اللوبي الأميركي ديفيد كين أن إدارة ترمب ستتخذ بعد بضعة أشهر خياراً غير ملائم تماماً للجزائر، من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، في قرار رافقه وعد باستثمارات أميركية تصل إلى 3 مليارات دولار، وتسليم معدات عسكرية أميركية بمليار دولار، في مقابل إعلان المغرب اتفاق سلام مع إسرائيل، مما جعل الأولى الشريك المميز للولايات المتحدة في شمال أفريقيا.

وأبرز التقرير الفرنسي أن اللوبي الأميركي المتعاقد مع الجزائر ستكون أمامه مسؤولية تعزيز الدور الإقليمي للجزائر، وأشارت إلى أن عمل ديفيد كين سيكون على جانبين رئيسين، هما إقناع الأميركيين بأهمية الجزائر في مجال الدفاع، وإحباط الضغط المغربي المؤثر في واشنطن.

وتابع أنه بسبب قلقها بشأن النشاط الروسي في المنطقة، ستحاول الولايات المتحدة فصل الجزائر إلى حد ما عن موسكو، ومن غير المرجح أن يتغير هذا النهج مع وصول جو بايدن إلى السلطة، مما قد يضعف عمل مجموعات الضغط التي تراهن عليها الجزائر.

الموقف الأميركي الرسمي

في السياق ذاته، يعتبر السياسي الجزائري أنور هدام، المقيم بالعاصمة الأميركية واشنطن، في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، أن "مقالات كهذه تدل ربما عن جهل أصحابها بالساحة السياسية الأميركية، إذ إن قرار ترمب الأخير حول الساقية الحمراء وواد الذهب ومقايضته بفلسطين، مخالف للقوانين الدولية ولا قيمة له على المستوى الأميركي". وقال، "ننتظر دخول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض وتسلم طاقمه إدارة البلد حتى نتعرف عن الموقف الأميركي الرسمي من القضية".

ويتابع هدام أن جماعات الضغط هي جزء دستوري من المشهد السياسي الأميركي، "لكن المشكلة في جهل بعض دولنا بهذا المشهد وطريقة صنع القرار في أميركا"، موضحاً أن جماعات الضغط المعتبرة واعية بعدم جدوى قرار كهذا من رئيس منتهية ولايته، والقرار النهائي يعود للرئيس والكونغرس وليس لجماعات الضغط. وأضاف أنه "ربما تريد الجزائر من هذه اللوبيات العمل على تقريب وجهات النظر مع الرئيس الجديد".

جماعات الضغط تتحرك 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحاولت جماعة الضغط التي راهنت عليها الجزائر استدراك فشلها في "منع" قرار ترمب، فهاجم ديفيد كين، الرئيس المنتهية ولايته ترمب، ووزير الخارجية مايك بومبيو، والمستشار جاريد كوشنير، على صفحات "واشنطن تايمز"، ووصف القرار بـ "صفقة غير أخلاقية ومخزية تشوه إرث الرئيس"، مشيراً إلى أن "المغرب ينفق ملايين الدولارات على جماعات الضغط لمنع الولايات المتحدة من الوقوف إلى جانب الصحراويين".

كما دخل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في صراع مع الرئيس ترمب، بسبب تأييده إجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو الذي شارك في تطوير خطة المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية جيمس بيكر العام 2003، التي نصت على إنشاء سلطة مؤقتة مستقلة. وقال في حديثه لمجلة "فورين بوليسي"، إن خطوة ترمب "تنهي ثلاثة عقود من دعم الولايات المتحدة لتقرير المصير من خلال استفتاء يسمح للصحراء الغربية بتقرير الوضع المستقبلي لأراضيها"، مضيفاً أن "أفضل ما يمكن أن يفعله بايدن، هو عكس القرار في شأن السيادة المغربية على الصحراء الغربية، وسيؤدي ذلك إلى الحد من ضرر عدم استشارة الجزائر أو موريتانيا"، وأكد أن قرار دونالد ترمب يشكل تهديداً لاستقرار المنطقة.

التأثير في القيادة الأميركية الجديدة

ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبدالوهاب حفيان، أن المغرب يعتبر أكثر دولة في الشمال الأفريقي إنفاقاً على اللوبيات، بخاصة "الأيباك" في الولايات المتحدة الأميركية، مما مكنها من اعتراف ترمب بمغربية الصحراء الغربية، الأمر الذي جعل الجزائر تنتهج الطريق نفسه في دعم لوبي أميركي، بهدف التأثير في القيادة الجديدة، والاعتراف بعدم شرعية قرار ترمب استناداً إلى القرارات الأممية. 

ويواصل حفيان أن الخطوة الجزائرية طبيعية في الأعراف الدبلوماسية، بحكم أن اللوبيات من الفواعل غير الرسمية في بناء العلاقات غير الدولية، مضيفاً أنها تحركت متأخراً، لكنه أفضل من الجمود الذي كان سائداً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير