Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة تخذل مشردي لندن ما سيخلف موتى في أوساطهم

كشف تحليل جديد عن وجود نقص قدره 24 مليون جنيه إسترليني في التمويل اللازم لتوفير مساكن طارئة لأولئك الذين ينامون في العراء خلال أكثر أشهر الشتاء برودة

أحد المشردين ينام في العراء في لندن (أ ف ب وغيتي)

هذا شتاء فريد من نوعه، وأولئك الذين يواجهون مشكلة التشرد هم الأكثر عرضة للخطر من الطقس البارد وفيروس كورونا. والمصاعب التي يعاني منها الأشخاص الذين يبيتون في العراء كل شتاء هي أشد حدة في العام الحالي، لأن المشاكل الصحية الراهنة تعني أن مئات الأشخاص الذين بلا مأوى في العاصمة لندن هم عرضة بصورة خاصة لتأثيرات كوفيد-19.

نعرف حق المعرفة ما هو الشيء الذي يجب أن يحصل بغية الإبقاء على المشردين في أمان، لأننا قد فعلنا ما هو مطلوب في وقت سابق من العام الحالي حين قادت لندن الحملة الوطنية لتوفير أماكن إقامة آمنة، من النوع المستقل الذي يتوفر فيه كل المرافق الضرورية، لكل من كان ينام في العراء عندما ضربت الجائحة البلاد. وما يمنعنا من تكرار التجربة في هذا الشتاء هو فقط رفض الوزراء تمويل مقار الإقامة الآمنة هذه.

في واحدة من أصعب السنوات التي مرت بها مدينتنا في التاريخ القريب، كان تجاوب الجمعيات الخيرية في لندن والمجالس البلدية والمجموعات الدينية والمؤسسات التجارية و"سيتي هول" (دار بلدية لندن الكبرى وعمدة لندن)، استثنائياً، ونعرف بأنه أدى إلى إنقاذ الأرواح.

منذ مارس ( آذار)، قامت الحكومة المحلية في لندن بجهد جماعي رائد على مستوى العالم بالتعاون مع جمعيات خيرية، ما أدى إلى توفير أماكن إقامة فيها شروط السلامة لما يزيد على 6 آلاف شخص بلا مأوى في أنحاء العاصمة، بمن فيهم ما يزيد على 1700 ممن يمكثون في فنادق تمولها دار البلدية "سيتي هول".

كان من نتائج ذلك الإبقاء على بعض المعرّضين للقسط الأكبر من الخطر في لندن في أمان، وتجنب ما يقدر بحوالى 7 آلاف إصابة و90 حالة وفاة، فضلاً عن منع العدد الكبير من حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوساط الأشخاص الذين بلا مأوى التي شهدتها مدن أخرى حول العالم.

لقد بذلنا أيضاً جهدنا لضمان أن لا تكون هذه المساعدة قصيرة المدى بل أن تمثل فرصة للناس كي يغيروا حياتهم جذرياً. ومن خلال نهج "باقون في الداخل على الدوام" الذي اتبعته، قدمنا الدعم اللازم لـ 3 آلاف شخص كي ينتقلوا من أماكن الإقامة المخصّصة لحالات الطوارئ إلى أخرى حتى لا ينتهي الأمر بهم على قارعة الطريق من جديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على الرغم من جهود مدينتنا، نعلم أن بضع مئات من الأشخاص سيبيتون ليلتهم هذه في العراء، كما أن آلافاً سيجدون أنفسهم في الأشهر المقبلة بلا مأوى في شوارع العاصمة.

إن التمويل الذي أعلنت الحكومة المركزية أخيراً، على شكل صندوق نقدي للشتاء بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني (حوالى 13 مليون دولار أميركي) علاوة على 15 مليون جنيه بموجب برنامج "بروتيكت" Protect، هو أقل بكثير من التمويل المطلوب. وقد كشف تحليل جديد صدر عن دار البلدية "سيتي هول" عن وجود نقص قدره 24 مليون جنيه (حوالى 32 مليون دولار) في التمويل اللازم لتوفير مساكن طارئة لأولئك الذين في العراء في لندن خلال أكثر أشهر الشتاء برودة. وعلى الرغم من أننا في هذه المرحلة المتأخرة، فمن الضرورة أن تعيد الحكومة التفكير بالأمر وتوفر التمويل اللازم.

يتوجب على الوزراء أيضاً أن يحددوا التمويل والتغييرات اللازمة في السياسة بما يساعد على إبقاء الناس دائماً وأبداً في مأمن من التشرد والنوم على قارعة الطريق. في هذا السياق، هناك فجوة على وجه الخصوص في الدعم المقدم للمشردين من غير البريطانيين، الأمر الذي حملني على دعم محاولة لتعليق الاستثناءات القائمة على أساس الهجرة التي تحرم الأجانب من الحصول على المساعدات المخصصة للمشردين ومن الرعاية الاجتماعية التي ينالها من هم في وضعهم. كما أيدت أيضاً قلب الخطط الرامية إلى اتخاذ النوم في العراء سبباً لطرد الشخص المعني من بريطانيا، والتي تفتقر إلى الرحمة، رأساً على عقب. وجنباً مع الكثير من قادة مجلس لندن البلدي، أوضحت أننا في "سيتي هول" لن نتعاون مع إجراءات وحشية من هذا النوع تؤدي إلى نتائج معاكسة.

ستستمر لندن في هذا الشتاء في فعل كل ما نستطيع، من خلال الموارد التي في حوزتنا، للحفاظ على سلامة من يعيشون في العاصمة بلا مأوى. ونحن نواصل العمل على توفير أماكن إقامة فندقية مستقلة، مع إعطاء الأولوية في الحصول عليها للأشخاص الذين في العراء وبأوضاع صحية حرجة، وإتاحة الفرصة لإجراء الاختبارات السريعة. لقد عملنا على جعل الملاجئ الليلية الشتوية آمنة وسنواصل تأمين أماكن إقامة في ظروف الطقس القاسية حين تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر. وها أنا أُطلق حملة لجمع التبرعات للجمعيات الخيرية المعنية بالمشردين الشباب والعاملة في العاصمة، بهدف تقديم مساعدات إضافية لشباب لندن المشردين الذين نالوا النصيب الأكبر من الضرر بسبب التداعيات الاقتصادية لتفشي وباء كورونا.

مع ذلك، للحفاظ على سلامة الجميع خلال هذا الشتاء، نحن في أمسّ الحاجة إلى المزيد من الجهود الحكومية المكثفة لتوفير التمويل وتخصيص مكان إقامة آمن لكل من في العراء. 

© The Independent

المزيد من آراء