Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تبون يبعث برسائل طمأنة وتهديد من ألمانيا

ظهر علناً للمرة الأولى منذ نحو شهرين على دخوله المستشفى لتلقي العلاج من فيروس كورونا

ظهر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأحد، عبر التلفزيون العام للمرة الأولى منذ نحو شهرين على دخوله المستشفى في ألمانيا لتلقي العلاج من فيروس كورونا المستجد.
وقال تبون (75 عاماً) الذي بدا نحيلاً، في كلمة إلى الشعب الجزائري ألقاها غداة الذكرى الأولى لانتخابه "بدأت مرحلة التعافي التي قد تأخذ بين أسبوع وأسبوعين وثلاثة أسابيع، لكن إن شاء الله سأسترجع كل قواي البدنية".

وعلى الرغم من مرضه لم يترك تبون التطورات في الإقليم من دون تعليق، إذ اعتبرها "تطورات متوقعة"، في حين يعتقد أنه إشارة إلى عقد عديد من الدول العربية اتفاق سلام مع إسرائيل، بما فيها جاره المغرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتناول الرئيس النزاع الحدودي بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها بلاده، مشيراً في هذا السياق إلى أن "الجزائر أقوى مما يتوقع البعض"، ما يعني انسجام تصريحاته مع تنديد وزارة الخارجية الجزائرية باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وبعدما أثار غيابه الطويل شائعات وأخباراً مضللة. وأضاف تبون في الفيديو الذي نشر على حسابه على "تويتر"، ونقله التلفزيون الجزائري العام "موعدنا قريب على أرض الوطن، لنواصل بناء الجزائر الجديدة".
ويعود آخر ظهور علني للرئيس الجزائري إلى 15 أكتوبر (تشرين الأول) حين التقى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.
وقد أعلنت السلطات الجزائرية مرات عدة أن الرئيس سيعود إلى البلاد قريباً.
وفي بيان صدر في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اكتفت الرئاسة الجزائرية بالإعلان أن تبون دخل "طوعياً" في حجر خمسة أيام عقب الاشتباه في إصابة مسؤولين كبار في الرئاسة والحكومة بفيروس كورونا.
وفي 28 من الشهر نفسه، أشارت الرئاسة إلى أن تبون نقل إلى ألمانيا "لإجراء فحوص طبية معمقة، بناءً على توصية الطاقم الطبي".
 

طريق مسدود
ومنذ توليه السلطة في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2019 عبر تبون عن إرادته في الإصلاح لوضع أسس "جزائر جديدة"، لكنه يجسد اليوم بلداً في طريق مسدود ومؤسسات متوقفة.
وأعاد غياب رئيس الدولة، الجزائر إلى ما كانت عليه في نهاية عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، عندما ظل في الحكم من دون قدرته على الحركة على الحركة والكلام بعد إصابته بجلطة دماغية عام 2013، حتى أطيح من السلطة في أبريل 2019 إثر انتفاضة شعبية أصبحت معروفة بالحراك الجزائري.
وأدى التململ السياسي - الذي لن تضع حداً له بالضرورة عودة تبون - إلى مطالبة بعض الأصوات بتطبيق المادة 102 من الدستور، المتعلقة بشغور منصب رئيس الجمهورية، من أجل تجنب أزمة مؤسسية.
ومن صلاحيات المجلس الدستوري إقرار حالة عدم قدرة رئيس الدولة على ممارسة مهامه "بسبب مرض خطير ومزمن"، وعلى البرلمان المصادقة على ذلك.
وفي هذه الحال، فإن رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قودجيل البالغ 89 عاماً، وهو من قدامى المحاربين في حرب الاستقلال، يصبح رئيساً مؤقتاً لمدة أقصاها تسعون يوماً، يتم خلالها انتخاب رئيس جديد.
ومن دون أن يذكر الرئيس تبون الذي غادر البلاد في 28 أكتوبر الماضي، دعا رئيس الوزراء عبد العزيز جراد، السبت، الجزائريين، إلى "تضامن حقيقي لمجابهة التحديات المحيطة بالبلاد، محذراً من أن الجزائر "مستهدفة".
أما الجيش، العمود الفقري للنظام الجزائري، فقد ظل إلى الآن صامتاً.

لم يوقع أي مرسوم منذ شهرين
من الناحية الرسمية، لا يزال تبون يمسك بزمام الدولة، لكنه لم يمارس أياً من صلاحياته منذ نحو شهرين، فهو لم يوقع مرسوم إصدار الدستور الجديد، المشروع الرئيس لبرنامجه الانتخابي، ولم يوقع على قانون المالية لعام 2021.
وتم انتخاب تبون خلال اقتراع قاطعه أغلب الجزائريين، وبالتالي أصبح يعاني انعدام الشرعية، فمد يده أولاً إلى "الحراك المبارك"، كما سماه، ثم وعد ببناء اقتصاد "قوي ومتنوع" قادر على الحد من اعتماد الجزائر المفرط على المحروقات.
"وعلى الرغم من العراقيل الأولى، كان يمكن لتبون أن يخلق شرعية من خلال إطلاق مشاريع كبرى للتجديد السياسي والاقتصادي والمؤسسي، فلم يستطع، أو لم يعرف كيف يفعل ذلك. فمبادرته لم تخلق أي حماس"، كما لاحظ الكاتب الصحافي عابد شارف.
وتابع "رئاسة تبون فقدت كل مصداقيتها، بل أصبحت عائقاً للبلاد".
بعد مرور عام على رئاسة عبد المجيد تبون، لا يزال ناشطو الحراك والمعارضون السياسيون والصحافيون والمدونون القريبون من الحركة الاحتجاجية، هدفاً للمحاكمات.

ذوبان الاحتياطات
على المستوى الاقتصادي، تشهد الجزائر ذوبان احتياطاتها من العملات الأجنبية، وجفاف السيولة، في ظل سوق نفطية تعاني الأزمة الصحية العالمية.
ووفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن تشهد الجزائر انكماشاً اقتصادياً بنسبة 5.2 في المئة في 2020، فضلاً عن عجز في الميزانية من بين أعلى المعدلات في المنطقة.
ويرى اقتصاديون أن البلاد استنفدت كل الاحتمالات المتاحة لتمويل العجز، بما في ذلك طبع العملة، وسيكون اللجوء إلى التمويل الخارجي "حتمياً" في الأشهر المقبلة، على الرغم من التأكيدات المخالفة للمسؤولين الجزائريين.
وفي ما يبدو وصفاً للوضع الحالي، تساءل الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود "ماذا تفعل بوقتك في الجزائر؟"، ويجيب "بلد بلا أماكن للترفيه بلا مرح (...) عجوز وممل". ويضيف "تحرر لينغلق على نفسه. مات صغيراً ليكبر بلا نهاية. كل شيء آخر هو خطب وكلام فارغ".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي