Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

81 في المئة من مصابي الإيدز في فلسطين ذكور

ما يقارب ثلثي الحالات المسجلة بهذا المرض سببها العلاقات الجنسية

ينتقل فيروس الإيدز عبر العلاقات الجنسية أو الحقن الملوثة والدم أو بعض سوائل الجسم والمخدرات (غيتي)

"أهلاً بك في عالم الإيدز"، كلمات مخطوطة على ورقة وجدها أحد سائقي السيارات العمومية في مغلف ورقي مغلق، أعطته إياه سائحة جاءت للتسوق في إحدى المدن الفلسطينية وطلبت منه مرافقتها ثم إقامة علاقة جنسية مقابل أن تدفع له هي المال.

هذه واحدة من عدة قصص ومواقف سجلت في المجتمع الفلسطيني لحالات نقل فيروس الإيدز، حيث إن نحو 71 في المئة منها كان بسبب علاقات جنسية عابرة، بحسب آخر الأرقام المسجلة لدى وزارة الصحة. أما النسبة المتبقية، فهي إما بالحقن الملوثة أو الدم أو بعض سوائل الجسم أو المخدرات، أو بين زوجين أحدهما مصاب، أو من أم لابنتها.

8 حالات جديدة

لا تعتبر فلسطين بلداً يستفحل فيه مرض نقص المناعة، فهي تسجل معدلات منخفضة إذا ما قورنت بالدول المجاورة. ففي عام 2019، رصدت ثماني حالات جديدة، ليصل المجموع الكلي إلى 110، 89 منها لدى الذكور. وهذا يعزوه البعض وأثبتته البيانات المسجلة لدى وزارة الصحة إلى العلاقات الجنسية مع فتيات غير فلسطينيات.

وأشارت الأرقام إلى وجود 26 حالة تحمل المرض من دون أعراض، ولكن هذا لا يعني أنها غير مصابة أو لا تنقل العدوى، بحسب مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة ضياء حجيجة. فالحامل مصاب مع "وقف التنفيذ"، وإذا لم يتدارك الأمر بأخذ العلاجات المناسبة مبكراً، فإن الفيروس قد يستفحل في خلايا الجسم ويهاجم جهاز المناعة ويضعفه، وبالتالي يدخل مرحلة الخطر لأنه سيصبح عرضة لكثير من الأمراض التي تحتاج مناعة قوية. 

ويضيف حجيجة أن وزارة الصحة تعمل على معالجة كافة الحالات التي يعلن عن إصابتها بشكل مجاني، مع توفير السرية لها.

مريض الإيدز مذنب أمام المجتمع

ترتبط الإصابة بمرض الإيدز ارتباطاً كبيراً بالعلاقات الجنسية، سواء بين الرجال أنفسهم أو بين الرجال والنساء، وهذا ما يجعل الحديث عنه غير مقبول، حتى لو كان مصدر العدوى دماً أو حقنة ملوثين، أو كان من زوج مصاب لزوجته أو العكس، وذلك بسبب طبيعة المجتمع والعادات والتقاليد الموجودة فيه. كما أن المصاب أو حامل الإيدز لا يستطيع التصريح عن إصابته بسهولة وذلك لكثرة الأقاويل التي ستلاحقه، لأن أول ما يتبادر للذهن هو مخالفة قواعد وتقاليد المجتمع النابعة من الدين أو القوانين المشرعة أو غيرهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصمة أخرى قد تلاحق المريض، وهي اتهامه بـ"الشذوذ الجنسي"، وهذا الأمر يعود إلى أن أولى الحالات ظهرت عالمياً بين المثليين، وليس لأسباب علمية. إذ أوضح أحد الأطباء أنه خلال مسيرته المهنية تعامل مع كثير من مصابي الإيدز الذين نقل لهم المرض بسبب مخالطتهم لمصابين أو تعرضهم لجراحات بسيطة، أو من أدوات الحلاقة أو جراحة الأسنان، وليس بسبب "شذوذ جنسي".

كأي مرض مزمن ومعدٍ يطرح في المجتمع عادة سؤال إن كان بإمكان المصاب الزواج، وهو أمر لا يمنعه القانون في فلسطين، لكن القضية تصبح أخلاقية كما أوضح أحد الأطباء، لأن المريض عليه إخبار زوجته بمرضه بداية، ووضع احتمالية إنجاب طفل مريض في الحسبان، أو البحث عن البدائل العلمية المتاحة ولكنها مكلفة بشكل كبير، ونسبة نجاحها غير مضمونة دائماً، هذا عدا عن الخوف من وصمة عار تلاحق الأسرة إن كان لديها مصاب بين أفرادها.

توعية خجولة وغير كافية

التوعية في الأسر والمدارس حول هذا المرض شبه غائبة أو ضعيفة إن وجدت. وهي لا يعدو كونها تحذيرات سطحية بالمجمل. 

وتقول آلاء "كنت أتخوف من ركوب الحافلات والذهاب للسينما والجلوس على أي كرسي إسفنجي خوفاً من أن يكون هناك إبرة ملوثة بالإيدز فيه". وحالة الخوف هذه، ولدتها تحذيرات والدتها المستمرة من هذا المرض من دون توضيح ماهيته. 

وتشير أخرى إلى أنها تعرفت على المرض بعد أن بدأت مرحلتها الجامعية، ففي المدرسة لم يخبرها أحد عنه، وذلك بسبب الخجل من الحديث أو تقليل أهميته.

الأول من ديسمبر

تنبع أهمية التوعية بشأن الأمراض كافة من السعي إلى تخفيف انتقالها. فعدد المصابين بالإيدز حول العالم حتى نهاية عام 2019 وصل إلى 38 مليوناً، يتلقى 23.3 مليون منهم العلاج، أما الوفيات، فقاربت 770 ألف شخص. ولهذا يخصص العالم الأول من ديسمبر (كانون الأول) كل عام للتوعية والتثقيف بمرض الإيدز وآليات الوقاية منه، ومن أجل إظهار الدعم للمصابين به. وفي عام 2020، كان التركيز على الصحة وأثر الأوبئة على الحياة، وحمل عنوان "التضامن العالمي مسؤوليتنا المشتركة".

أما في فلسطين، فعادة ما تقوم وزارة الصحة ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة ورجال الدين الإسلامي والمسيحي بعقد ورشات توعوية وتخصيص مساحة للحديث عن هذا المرض، كل من موقعه، أو عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المرة بدا الأمر مختلفاً، فالتجمعات ممنوعة بسبب انتشار فيروس كورونا الذي خطف الأضواء كلها من التوعية بالأمراض الأخرى، فاقتصر الأمر على بعض المقابلات التلفزيونية أو الإذاعية.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة