Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استعدادا لما بعد كورونا... من يجرؤ على الحلم؟

أجهض الوباء طموحات الدارسين والعودة إلى الترفيه في أولويات البشر

أثرت الجائحة على خطط ملايين البشر وجعلتها في قوائم الأحلام المؤجلة (علاء رستم - اندبندنت عربية)

بعد أن فرضت دول العالم قيوداً على المجتمع أصبحت عاداتنا وحياتنا الروتينية حلماً نتمناه؛ إذ لم يترك فيروس كورونا مجالاً إلا وأثر فيه، لا سيما في ما يتعلق بالحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية المتعارف عليها؛ فقد بدلت هذه الجائحة طقوس الناس وتقاليدهم وممارساتهم التي اعتادوها منذ سنوات. ويمكن القول أن خطط وأحلام وأمنيات ما بعد كورونا تختلف باختلاف تصرفات وإجراءات ورؤى الأشخاص أثناء الجائحة، فمن أذعن لقواعد الحماية، وفرض على نفسه قيود الوقاية، والتزم أقصى درجات الحرص والسلامة ستحلق أحلامه وخططه في سماءات تختلف تماماً عمن تعامل مع الوباء باعتباره والعدم سواء.

وسواء اتخذ البعض إجراءات احترازية صارمة، أو تعامل مع المسألة من منطلق "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" من دون أدنى تعقل أو تفكر أو تدبر، تبقى خطط ما بعد كورونا جديرة بالتأمل.

وفي ما يلي حكايات بعض الأشخاص الذين تحولت حياتهم، فمنهم من كان يستعد لزفافه، لكن الفيروس أجبره على التأجيل، ومنهم من كان يتأهب لمرحلة جديدة في عمره بالدراسة الجامعية، غير أن الجائحة غيرت الصورة الذهنية لتلك الدراسة فأصبحت عن بُعد، ومنهم... ومنهم... نلتقيهم في التقرير التالي.

السعودية: الزيارات انقطعت والحفلات تأجلت والسفر ينتظر اللقاح

أفقد الفيروس عالية تركي فرحتها بالتخرج في الثانوية العامة، فتقول "ألغيت حفل التخرج هذا العام، الذي كنت أنتظره بفارغ الصبر. كورونا سلبني أجمل لحظات عمري، فرحة دخول الحياة الجامعية". وتضيف "أمنيتي حالياً أن أعود إلى مقاعد الدراسة، وأن أجرب الدراسة الجامعية التي يتحدث عنها أصدقائي".

أما عبير عبد المحسن فأجبرها الفيروس على إلغاء موعد حفل زفافها، حيث تقول "حددت زفافي قبل انتشار كورونا في مارس (آذار) الماضي، لكن قررت تأجيله إلى أن ينجلي الفيروس عن العالم. ولن أقبل أن يكون زفافي مختصراً، فمشاركة أهلي وأحبابي فرحتي لا يمكن أن تعوض". وتضيف "لن أقيم الحفل إلا بعد أن تعود الحياة إلى طبيعتها. أريده أن يكون من دون قيود أو خوف".

حلم السفر

وفي الوقت الذي تنتظر فيه عبير المحسن عودة الحياة إلى طبيعتها، قررت نهى سلطان إقامة حفل زفافها، لكن كانت فرحتها "ناقصة"، بحسب تعبيرها. تقول "أقمت الزفاف في فترة الحجر. كنت التفت يميناً ويساراً، أين عمتي؟ وأين خالتي؟ أين الأطفال الذين يُضفون البهجة؟ لكن لا أحد حولي. كورونا سلبتنا فرحتنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن شهر العسل، الذي كانت تحلم به وتخطط له مع زوجها، قالت "ننتظر رفع الحظر للسفر إلى جزيرة المالديف، لتعويض الوقت الذي كان يجب أن يكون أكثر متعة في الأيام الأولى من الزواج".

أما نورة السمحان، وهي معلمة المرحلة المتوسطة، فتنوي السفر إلى إحدى الجزر للراحة والاستجمام بعد انتهاء جائحة كورونا، فتقول "المنزل أصبح لا يطاق، فهو مكان العمل والراحة أيضاً. لا أريد أن أفعل شيئاً سوى الاسترخاء في مكان هادئ، أنا أم ومعلمة في الوقت نفسه، ولا أجد وقتاً لنفسي".

وليمة عشاء

بعيداً من خطط السفر للاستجمام، يرى عامر الشمري أن أكثر ما فقده في الجائحة اجتماعات العائلة الشهرية، ويقول "حرمنا الفيروس من رؤية عائلاتنا وأصدقائنا وزملائنا مجتمعة بشكل كبير من دون قيود. حرمنا كورونا وكمامته من رؤية ابتسامة من حولنا". ويضيف "بعد عودة الحياة إلى طبيعتها سأعمل وليمة عشاء للأهل والأحباب والأصدقاء من دون أي قيود أو خوف".

ولخصت حياة عسيري خطتها بعد عودة الحياة بشكل طبيعي وانتهاء الجائحة، بالبحث عن عمل في مجال التسويق، بعد أن فقدت وظيفتها في الجائحة، بسبب إغلاق المؤسسة التي كانت تعمل بها.

أما ورود الناصر، متدربة على آلة العود الموسيقية، فتنتظر انتهاء كورونا بشكل كامل حتى تستطيع الالتحاق بدورات أكثر، وتقول "فترة الحجر تفرغت لتعلم العزف على العود، وأتقنت بعض المقامات الموسيقية، لكن أحتاج إلى تدريب أكثر. الدورات عن بعد علمتني، لكنها غير كافية بالنسبة لي".

كورونا في مصر بدّل طقوس الحياة وحوّلها إلى حلم

"اندبندنت عربية" سألت مصريين عن رؤاهم لما بعد انقشاع الوباء واستقرار الأوضاع وعودة تفاصيل الحياة إلى طبيعتها، فجاءت غالبية الإجابات غير متوقعة، ولا تخلو من طرافة. فهناك من يؤمن بأن كورونا هو السبب الوحيد الذي يعطله عن الهجرة إلى أوروبا أو أميركا أو الصين، على رغم أنه لا يتكلم سوى العربية، ولم يكمل تعليمه الثانوي.

وهناك من قالت إن على كورونا أن يرحل سريعاً، لأنه يقف حائلاً دون تقدم الخُطّاب إليها، وقد أوشكت على إتمام عامها الـ33. وهناك من استنكر السؤال من الأصل، مشيراً بيده إلى شارع شبرا الرئيس، وهو يمتلئ عن آخره بآلاف البشر بين مارة وباعة جائلين وشباب وعائلات متلاصقة على مقاعد المقاهي ومطاعم الكشري والفلافل والكباب، ويقول، "وماذا عسانا فاعلين بعد كورونا أكثر مما نفعله في كنفها"؟.

لكن، تظل هناك خطط وأمنيات جديرة بالتفكر. يقول حازم علاء، (18 سنة) طالب في الصف الثالث الثانوي، إن الوباء دفعه إلى إحداث تغيير كامل لخططه بعد إنهاء دراسته الثانوية. ويشرح، "كنت أنوي الالتحاق بكلية الهندسة والتخصص في مجال الهندسة المعمارية. لكن ما جرى في العالم كله وما لحق بالاقتصاد، بالتالي سوق العمل ومجال الأعمال دفعني إلى تغيير رغبتي والالتحاق بكلية إدارة الأعمال، وسأبدأ في الوقت نفسه دورات أونلاين لتنمية المهارات الرقمية، لأن سوق العمل تغيرت تماماً، ومن يريد أن يضمن لنفسه عملاً، عليه أن يستثمر في تعليم وتدريب نفسه في مجالات رقمية".

خطط رقمية ورياضية

من المجالات الرقمية إلى الرياضية، حيث مها خالد (21 سنة) تنتظر زوال كورونا على أحر من الجمر. فقد أثر الوباء سلباً في خططها للتأهل والمشاركة في رياضة الغطس في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2021. وعلى رغم أنها تمارس تدريباتها بشكل طبيعي قدر الإمكان، فإن شبح الوباء الذي يلوح في الأفق سواء من حيث الإصابة أو التوتر والقلق المصاحبين له، يجعل أجواء التدريب والنجاح في التأهل بالغة الصعوبة.

وتضيف أن كورونا وما فرضه من إغلاق واحترازات لم يؤثر سلباً في إجراءات التأهل والتدريب فقط، بل ألقى بظلاله أيضاً على التخطيط لمستقبل ما بعد الدراسة الجامعية. تقول، "أنا في السنة النهائية في الجامعة، وكان يفترض أن أكون قد رسمت خطة لما سأفعله بعد أشهر قليلة من حيث تسجيل أطروحة الماجستير أو التقدم لوظائف. لكن أشهر الوباء شتتت التفكير، وشغلت البال بمسائل أخرى لا تتعلق بالمستقبل. وأغلب الظن أن انتهاء الوباء سيجعلنا جميعاً نستيقظ ذات صباح على حاضر لم نخطط له".

استحالة التخطيط

يبدو أن صعوبة، وربما استحالة التخطيط لمستقبل ما بعد كورونا أصبحت علة العصر. تقول الكاتبة الإعلامية سحر الجعارة، "الحديث عن خطط لما بعد كورونا أمر غير وارد، فالخطط تحتاج إلى مؤشرات أو قياسات مستمدة من الحاضر، وحاضر الوباء وتطوراته السريعة طمس أي إمكانية لاستشراف المستقبل". وتضيف "المسألة لم تعد تقتصر على كورونا وحده، الذي ما زال يتطور ويتقلب ويتغير، بل توجد فيروسات أخرى".

وتعود إلى المستقبل، وتقول، "عموماً لدي أمنيات أتمنى تحقيقها، لكنها لا ترقى إلى درجة الخطط. مثل السفر إلى دبي أو بيروت بهدف الترفيه لا العمل. لم يحدث من قبل أن سافرت لأستمتع فقط. وهذا ما أتمنى عمله حال انتهاء الوباء، ولم يباغتنا وباء آخر".

جزائريون ينتظرون نهاية "الكابوس"

يقُول الممثل الفكاهي الجزائري حكيم دكار "تعلمنا ألا نُخطط كثيراً وأن نعيش الحياة كما هي، فآثار الصدمة التي خلفتها الجائحة كبيرة تركت بصمات لا تنسى بسهولة، أصبحت كل الأعمال الفنية افتراضية، وأنا شخص أعيش الواقع لأنه أصدق بكثير". يرى دكار الذي أُصيب بكورونا ونجا منه، أن "هذا الفيروس ولّد شعوراً عاماً بأنه موجود منذ مدة طويلة، لدرجة نسينا فيه كيف كُنا وماذا سنفعل في المستقبل. أنا أشتاق إلى أشياء كثيرة منها عودة الحياة إلى طبيعتها من دون قيود ولا ضغط نفسي ولقاء جمهوري على خشبة المسرح، وتحقيق أحلام توقفت".

دكار الذي كان يُخطط لعودته إلى الساحة الفنية بعد عامين من الانسحاب منها، يُؤكد أن "الدنيا معارك" وعام 2020 بهزاتها ووجعها وأملها الناجم عن فقدان الأحبة، أعطتنا عبرة علينا استخلاصها وهي أن نكون أكثر إنسانية بعيداً من الأنانية، لأن العالم للجميع وقد نتضرر جميعاً إن لم نعش في سلام ومحبة وتضامن".

فيما ينتظر رئيس الاتحاد الوطني للمستثمرين الشباب رياض طنكة، بأحر من الجمر نِهاية هذا "الكابوس" تحسباً لعودة تحريك الآلة الاقتصادية وبعث المشاريع، لا سيما في ظل المنظومة القانونية التي وضعتها الحكومة أخيراً في ما يخصُ تشجيع الاستثمار.

يُراهن طنكة "بعد السنة الاقتصادية القاتمة"، كما يصفها، على الوعود الحكومية، منها الخاصة باستيراد سلاسل إنتاجية مستعملة من الخارج، التي "ستسمح بدخول الاقتصاد المنتج وتصدير السلع إلى أسواق خارجية"، كما يشير "نسعى كاقتصاديين إلى تشجيع الأجانب لاقتحام السوق الجزائرية التي أصبحت واعدة بالنسبة للعديد من رجال الأعمال، في إطار شراكة رابح رابح".

العراقيون يشتاقون للأسواق المزدحمة وطاولات المقاهي

يترقب العراقيون كبقية شعوب العالم انتصار العالم على الوباء، وفسحة الأمل بنجاح اللقاح يجعلهم يخططون لما بعد العزلة، البعض متشوق للسفر وآخرون يرون أن السير لمسافات طويلة في أسواق مكتظة هو ما سيقوم به بعد الجائحة، فيما تكتفي فئة برغبة العودة إلى المقاهي التي اعتادوا الجلوس فيها. 

السير في الأسواق المزدحمة

يخطط رسام الكاريكاتور أحمد الحلفي للسفر مع العائلة بعد انتهاء الجائحة، ومعاودة الاشتراك في النادي الرياضي، كما أنه يشتاق "لعودة اللقاءات الاجتماعية بين الأقارب والأصدقاء، والذهاب إلى الأسواق المزدحمة مثل سوق الشورجة وشارع المتنبي".

الحلم هو العودة للعراق

في المقابل، يوضح حارس مرمى منتخب العراق لكرة القدم سابقاً والمشارك في كأس العالم في المكسيك 1986 فتاح نصيف، أن لديه كثيراً من الخطط التي يصعب إحصاؤها والتي تعطلت بسبب الجائحة، مشيراً إلى أن أول شيء سيقوم به السفر إلى العراق، "أشتاق كثيراً لبلدي بخاصة بغداد، لأن الغربة قاتلة".

طاولة المقهى

للمبدعين والشعراء طقوسهم في الكتابة التي غالباً ما أعاقها تفشي كورونا، فأول شيء ترغب أن تفعله الشاعرة دنيا ميخائيل، معاودة الكتابة في مقهى قريب من بيتها "خطتي بعد انتهاء الجائحة أن أعود إلى ركني الذي اعتدت الكتابة فيه، وهو طاولة في مقهى قرب المنزل".

أما ما اشتاقت إليه فهو السفر من دون مسافات، "أشتاق للسفر ورؤية مدن العالم من دون تحسّب لترك مسافات معينة بين الناس".

اللبنانيون يشتاقون لعودة الحياة الاجتماعية لطبيعتها

في لبنان كما في دول العالم أجبرت كورونا معظم الناس على تغيير أنماط حياتهم اليومية، تلك الحائجة أسهمت في تغير العادات والتقاليد الاجتماعية المتعارفة في المجتمع اللبناني والذي أصبح أفراده كافة يشتاقون لعودة حياتهم لما قبل الوباء.

العائلة والجمهور

افتقد نجم كرة السلة وليد دمياطي، اللقاءات الاجتماعية والخروج مع العائلة كثيراً. وقال "أما بالنسبة لممارسة الرياضة التي هي مهنتي أصبح هناك تحدّ أعيشه كل يوم قبل التمرين بحيث أحرص على الالتزام بالإجراءات الوقائية جيداً. أفتقد كثيراً للبطولات الرياضية والتفاعل مع الجمهور والحوافز المعنوية والحماسة الكبيرة التي كنا نتلقاها عند أي مباراة. أما اليوم فكوني رئيس اتحاد الجمباز أتمنى أن يُعاد تفعيل هذا النوع من الرياضة، خصوصاً أن الرياضة لا تقتصر فقط على الممارسة بل أيضاً على تفاعل الجمهور وحماسته المعدية. اليوم مع الكثير من الحذر والخوف من الإصابة، أصبحت الرياضة عبئاً علينا لذلك أتمنى أن نعود إلى حياتنا الطبيعية بأسرع وقت".

مرحلة الاقتصاد المنعزل

الاقتصادي وليد بو سليمان، يرى أن زمن كورونا نقلنا من مرحلة "الاقتصاد المختلط"، إلى شيء يُدعى "الاقتصاد المنعزل".

وقال "أصبح كل شخص فينا يلجأ إلى العالم الافتراضي ليقوم بأعماله ولقاءاته. أفتقد التفاعل عن قرب والتعرف إلى الناس الجدد في مهنتي وتبادل الأفكار معهم كالذهاب إلى غداء عمل أو حضور إحدى الورشات أو المؤتمرات وبناء علاقات مبنية على الصداقة... ولكن للأسف مع الجائحة كل شخص أصبح منعزلاً. أشتاق إلى السفر كثيراً بحيث كنت أخصص رحلاتي لاستكشاف البلدان وإغناء ثقافتي بالتعرف إلى الحضارات الأخرى، ولكن مع الأسف هذه الحياة التي كنّا نضمنها في مرحلة سابقة، باتت معقدة اليوم ونادرة مع الجائحة".

أما المتخصص في قضايا البيئية مصطفى رعد فقال "اشتقت كثيراً إلى الرجوع إلى عملي الحقيقي بالتفاعل مع الناس وتنظيم ورشات العمل وإجراء المقابلات والتصوير".

أضاف "اليوم التفاعل بات محصوراً بالتواصل عبر العالم الافتراضي. أما بالنسبة إلى نشاطاتي اليومية، كنت أمارس الرياضة عبر الدراجة الهوائية، أما اليوم فأحرص على أن أكون بمفردي بكل النشاطات التي أقوم بها حتى أنني أصبحت أتجنب الصعود في سيارة الأجرة عندما تكون مكتظّة لأنني بعد الجائحة أصبحت مهووساً بكل الأمور المتعلقة بالنظافة والتباعد الاجتماعي خوفاً من الإصابة. أما على الصعيد النفسي على الرغم من أن هناك خوفاً يواكبني دائماً، إلا أنني أشدد على أهمية التواصل والتفاعل عن قرب لأنه مليء بالمشاعر ويحفّز حواسنا الخمسة، كما أنه يحثّنا على الإبداع في شتى أعمالنا".

في تونس استأنف المشاريع التي أوقفها "كورونا"

تقول الكاتبة التونسية فاتن الفازع "بعد انتهاء الوباء، سأغيّر فلسفة حياتي وسأعيشها يوماً بيوم، وأفعل كل ما أريده، لن أقوم بتأجيل أي رغبة أو برنامج أفكر فيه". وتضيف "أول ما سأقوم به، الذهاب إلى نادٍ ليلي والرقص حتى الصباح".

كما تشتاق الفازع التي تعيش في ألمانيا للرجوع إلى بلدها. وتوضح "سأحاول قضاء أكثر ما يمكن من وقتي في تونس لأنه المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالسعادة".

في المقابل، توضح الفنانة الشابة نوال بن صالح أنها توقفت قبل الجائحة عن إطلاق مشروع فني يتمثل في جمع الفن الغنائي النسوي في بلدها، لأنه يحتاج إلى التنقل بين جهات البلاد، مضيفة أنها "بعد انتهاء الوباء، ستحاول تنفيذ المشروع بشغف أكبر".

وتشتاق الفنانة الشابة بعد انتهاء "هذا الكابوس" كما وصفته، إلى السفر كغالبية الناس. وتقول "ربما أسافر إلى مدينة كان، لرؤية أخي الذي يعيش هناك، بعدما منعني كورونا من متابعة مهرجانها السينمائي".

أما الإعلامي ناظم الهاني الذي بدا متأثراً جداً ومتعباً، فيقول إن "نفسيته محتاجة إلى تغيير الأجواء كلياً"، والطريقة الوحيدة بحسب رأيه هي السفر مع زوجته وابنه إلى مكان ما في العالم لا يرى فيه أشخاصاً تعوّد رؤيتهم يومياً". ويضيف الهاني "مهنتي كصحافي تجعلني قريباً جداً من مشكلات الناس وآلامهم، بالتالي كل هذا ينعكس على حالتي النفسية، أحتاج أكثر من غيري إلى التغيير". ويتابع "أشتاق إلى فرحة في كل تونس أشعر بها في عيون الناس، أشتاق أيضاً للذهاب إلى مهرجان موسيقي أو فني كبير، أو التوجه إلى مسرح ممتلئ بالحضور من دون خوف من التقارب الجسدي، باختصار أشتاق إلى تونس قبل الجائحة".

المزيد من تحقيقات ومطولات