Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تخفيف قواعد التباعد في عيد الميلاد قد يطلق موجة ثالثة من كورونا

مستشار في "مجموعة الطوارىء" يرى أن السماح للعائلات بالاختلاط على مدى أيام قد يبعث على "الندم بالنسبة إلى عدد من الأسر"

خشية من تجدد موجات كورونا مع اللقاءات العائلية في عيد الميلاد (بيكساباي.كوم)

نبه أحد المستشارين العلميين الذين يقدمون النصح للحكومة البريطانية، من أن تخفيف القيود المفروضة في مواجهة فيروس كورونا فترة الأعياد المقبلة، قد يتسبب في موجة ثالثة من الإصابات.

أوضح البروفيسور أندرو هايوارد العضو في المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ "سايج" Sage التابعة للحكومة، أن الخطة الرسمية القاضية بالسماح لثلاث أسر بالالتقاء على مدار أيام فترة عيد الميلاد، بمثابة "صب الزيت على النار".

يذكر أن حكومة المملكة المتحدة والإدارات المفوضة في الأقاليم البريطانية قد وافقت على تخفيف موقت للقيود، وسيسمح لثلاث أسر بلقاءات عائلية في الفترة الممتدة من الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) إلى السابع والعشرين منه.

في ذلك الشأن، أورد البروفيسور هايوارد في حديث إلى برنامج "نيوزنايت" تبثه القناة التلفزيونية الثانية في "بي بي سي"، إنه يعتقد "بأن الأمر سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة تفشي الفيروس. ومن المرجح أن يتسبب في موجة ثالثة من العدوى تعرض المستشفيات لضغوط كبيرة نتيجة تدفق المصابين عليها، فيما قد يقع مزيد من الوفيات التي يمكن تفاديها".

أضاف العضو في المجموعة الاستشارية، "ما زالت بلادنا تعيش مستويات مرتفعة من الإصابات بـ"كوفيد"، لا سيما في أوساط الشباب. أعتقد أن السماح بالتقاء هؤلاء مع الأقارب المسنين لساعات، يبعث لاحقاً على الندم لعدد كبير من الأسر، إذا جرى ذلك على مدار أيام".

ورأى، "مع قرب وصول اللقاح، فإننا فعلاً أمام خطر حصد هزيمة كبرى عوض تحقيق النصر، إذا لم نكن في غاية الحذر خلال فترة عيد الميلاد".

يأتي التنبيه الخطير من المستشار العلمي في وقت حذرت الجمعية الطبية البريطانية BMA أيضاً، من أن تخفيف إجراءات الحد من انتشار فيروس كوفيد- 19 خلال عيد الميلاد، سيؤدي "بالتأكيد" إلى ارتفاع معدل الإصابات.

أشار الدكتور تشاند ناغبول رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البريطانية، إلى "وجوب تحقيق توازن دقيق لدى تقدير المخاطر المرتبطة بعدوى كوفيد- 19، والرغبة المفهومة لدى الأفراد في رؤية أحبائهم أثناء عيد الميلاد هذه السنة".

كذلك حذر من أن "هذا الفيروس لا يميز بين أيام معينة من السنة. ومن شبه المؤكد أن تخفيف القواعد الخاصة بالاختلاط في الأماكن المغلقة خمسة أيام، يحمل في طياته خطر ارتفاع معدلات الإصابة، وربما زيادة الحالات التي تتطلب استشفاء أو تؤدي إلى وقوع مزيد من الوفيات، ما يضيف كمية كبيرة من الضغوط على مؤسسات الخدمات الصحية والأطباء وموظفي الخدمات الصحية الوطنية NHS".

كذلك لفت الدكتور ناغبول إلى أن مستويات العدوى وحالات الاستشفاء في المملكة المتحدة لا تزال "مرتفعة بشكل مثير للقلق"، وأكد أن العدد اليومي للوفيات يرتفع في وقت تكافح البلاد موجة ثانية من الفيروس. وأورد، "يتعين أن تعطى الأولوية الآن لدعم الناس كي يتقيدوا بقواعد صارمة في ما يتعلق بالتباعد الجسدي ومكافحة العدوى، لتخفيف الإصابات مع حلول عيد الميلاد". واعتبر أنه "كلما انخفض مستوى العدوى، يقل الخطر المحدق بالعائلات التي ينوي أفرادها الالتقاء فترة عيد الميلاد". ومن "المهم للغاية" أن يعتمد الناس احتياطات السلامة لدى الاختلاط مع أسر أخرى، على غرار تهوئة الغرف، والحد من الاتصال الجسدي حينما لا تُرتدى كمامات الوقاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدث غراهام ميدلي أستاذ نمذجة الأمراض المعدية في "كلية لندن للصحة وطب المناطق الاستوائية" London School of Hygiene and Tropical Medicine مع برنامج "اليوم" على "راديو بي بي سي" القناة الرابعة، مشيراً إلى إنه "في عيد الميلاد هذه السنة، سيكون القرار باتخاذ الحيطة والحذر متروكاً لنا كأفراد وأسر، كي نفكر في المخاطر التي تتربص بنا، وطريقة تعاملنا معها، والتخفيف من حدتها وآثارها". وأضاف، "أميل إلى تأكيد أنه إذا أقدم كثير من الناس على هذه المخاطرة، حتى لو كانت صغيرة، فإن الأمر سينتهي بدخول كثير من الأشخاص إلى المستشفيات، ومن المحتمل أن يضطروا إلى اتخاذ إجراءات أخرى في يناير (كانون الثاني) لتطبيق الإغلاق مرةً أخرى".

ورداً على سؤال عما يمكن للناس فعله بهدف التخفيف من مخاطر انتقال الفيروس إلى أحد أقربائهم المعرضين لالتقاطه، ذكر البروفيسور ميدلي، "حاول التأكد قدر المستطاع من أن تعزل نفسك قبل أن تذهب إلى لقاء شخص ما، وفكر في الأجواء والطرق التي قد تلتقي فيها معه، ومقدار الوقت الذي قد تمضيانه. إن مفهوم "المجموعات المغلقة"  bubbles يسرى بمقدار التزام الناس به تماماً، بمعنى أن لا يلتقوا بأشخاص آخرين خارجها".

وأوضح أستاذ نمذجة الأمراض المعدية، "في نهاية المطاف، على الأفراد تقييم العواقب المترتبة عن أخذ مجازفة كتلك، إذا سلكت الأمور مساراً سيئاً. قد يكون هناك احتمال من 100 بأن يحدث خطأ بحيث أنقل العدوى إلى والدتي مثلاً، لكن هل أريد حقاً المخاطرة بشأن العواقب التي يمكن أن ترتد عليها؟"

تابع، "أنا أيضاً لدي أحفاد، وبالتالي علي التفكير في ما لو أود حقاً لقاءهم، والمخاطرة التي قد تواجهني. تلك أمور صعبة يتعين على الناس التفكير فيها".

ورأى بول هانتر أستاذ الطب في "جامعة إيست أنغليا"، أن إتاحة الفرصة للأفراد للالتقاء بأسرهم خلال عيد الميلاد قد يكون ضرورياً "كي يمنحهم القدرة على المضي قدماً ومواجهة قسوة فصل الشتاء".

واعتبر أن "القضية تتمثل في مدى كون الخطر المتزايد من تلك التجمعات مقبولاً مقارنة بالفوائد المرجوة منها". وتوقع أيضاً أن تنطوي تلك الفترة على "نسبة أقل من الضغوط" لجهة انتقال العدوى بسبب إغلاق المدارس في عطلة عيد الميلاد. وإذا أُدير نظام المستويات الثلاثة الجديد بشكل أفضل مما حصل في أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، فإن أي زيادة في حالات الإصابة بالفيروس قد تكون قصيرة الأمد نسبياً".

وخلص البروفيسور هانتر إلى القول إنه "بعد عيد الميلاد، يتوجب علينا أن نتعايش مع القيود أشهراً أخرى على الأقل". وأضاف، "سواء احتفلنا بالعيد كمناسبة دينية أم لا، فإنه قد يشكل محطة نحتاج إليها كي نتمكن من المضي قدماً في بقية فصل الشتاء".

(ساهمت وكالة "برس آسوسييشن" في إعداد محتوى هذا التقرير)

© The Independent

المزيد من متابعات