Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كلينتون وبلير يرسمان إطار التعامل مع الحقائق السياسية الجديدة في الصين

شدد الرئيس الأميركي الأسبق على أهمية عمل أوروبا والولايات المتحدة معاً في معالجة الملفات الدولية

يرى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون أنه يمكن للولايات المتحدة تعزيز موقفها التفاوضي مع الصين من خلال ضمّ الشركاء (غيتي)

صرح الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون أن فترة حكم الرئيس الصيني شي جينبينغ الطويلة الأمد، قلبت العلاقات الأميركية - الصينية رأساً على عقب، ما سيتطلب من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وحلفائها اتباع نهج أكثر تنسيقاً في ما بينها للتعامل مع بكين، وذلك بحسب موقع بلومبيرغ الإخباري الاقنصادي.
وقال كلينتون خلال حوار مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في "منتدى بلومبيرغ للاقتصاد الجديد"، إن الولايات المتحدة يمكنها تعزيز موقفها التفاوضي مع الصين من خلال ضمّ الشركاء، بدءاً من أوروبا ووصولاً إلى الدول الآسيوية التي كانت جزءاً من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ التي تخلى عنها الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب.

التعامل مع الوضع

وفي ظل إلغاء الرئيس الصيني تحديد عدد الولايات المتتالية التي يمكن أن يحكم خلالها، وبالتالي بقائه في السلطة سنوات طويلة مقبلة، قال كلينتون إن "النظام الصيني القديم، الذي لم يكن ديمقراطياً بأي حال من الأحوال، كان يضمن مساحةً من النقاش والتبادل والانفتاح، إذ كان هناك تناوب منتظم على القيادة. أما الآن وبعدما ظهر أن الشخص المسؤول عن الصين ينوي البقاء هناك مدى الحياة، فهذا يغيّر الأشياء في الجوهر. لكن لا ينبغي لنا أن نقبل أو نفترض أن كل شيء سيكون سيئاً من دون العمل على تحسينه". وكان شي جينبينغ وضع نصب عينيه هدف مضاعفة حجم الاقتصاد الصيني بحلول عام 2035، ما يشير إلى أنه يخطط للبقاء في السلطة في المستقبل المنظور على الأقل.
وأشار كلينتون إلى "خلافات واضحة" بين واشنطن وبكين حول قمعها الحريات في هونغ كونغ واعتقال مسلمي الأيغور في غرب البلاد، لكنه شدد على وجود "حاجة ماسة للعمل معاً" بشأن التغيّر المناخي ووباء كورونا.
وقال الرئيس الأميركي الأسبق إنه من الواضح أن بايدن سيعمل على تعزيز دور الولايات المتحدة في المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية و"حلف شمال الأطلسي"، بعدما تحرك ترمب للانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التي يلقي باللوم عليها في الأخطاء المبكرة في التعامل مع الوباء.
واعتبر كلينتون أنه "يجب منح الإدارة الأميركية الجديدة فرصةً لصوغ نهج، ثم محاولة تحقيق شراكة استراتيجية من خلال التعاون مع أوروبا والهيئات الدولية، ما سيمكننا من القيام بأشياء جيدة معاً ومحاولة تقليل الأشياء السيئة التي نعتقد أنها ستحدث إذا أدرنا ظهرنا لكل ذلك".

نهج متماسك

واعتبر بلير أن الوقت حان لفريق بايدن لاعتماد نهج أكثر تماسكاً وتنسيقاً تجاه الصين بدلاً من الاعتماد على مزيج من الإجراءات التي لا يمكن التنبؤ بها - من الرسوم الجمركية إلى العقوبات - التي تتبعها إدارة ترمب، والتي غالباً ما فاجأت حتى حلفاء واشنطن المقربين مثل كندا.

وقال "بالنسبة إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، أعتقد أن التحدي الأكبر مع الصين هو الحصول على ما يمكن أن أسميه إطار عمل استراتيجي للتعامل معها، بدلاً من سلسلة من ردود الفعل المخصصة لما قد يفعله الصينيون".

وكانت بلومبيرغ ذكرت سابقاً أن فريق ترمب يقيّم في هذه الفترة، مجموعة إجراءات متشددة ضد بكين، قد تؤثر في كيفية اتخاذ إدارة بايدن سياسات تجاهها. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون أوليوت، في بيان إن "رؤساء الولايات المتحدة المستقبليين سيجدون أن عكس الإجراءات التاريخية التي اتخذها الرئيس ترمب سيكون بمثابة انتحار سياسي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


خيبة بلير الصينية

وعبّر بلير عن خيبة تجاه سياسات الصين الخارجية والداخلية التي تعتمدها في الآونة الأخيرة والتي قوّضت اعتقاده بأنها ستصبح أكثر انفتاحاً تدريجاً مع انضمامها إلى الاقتصاد العالمي. وكشف عن أنه عندما كان هو وكلينتون في منصبيهما، كان هناك أمل في أن يتحرر النظام السياسي في بكين مع انفتاح اقتصادها. وأضاف "كان هذا أملنا، وربما كان بالتأكيد توقعي الفعلي. يجب الإقرار بأنه في السنوات القليلة الماضية، كان هناك مزيد من العدوان الخارجي ومزيد من القمع الداخلي فيها. هذه حقيقة"، مشيراً إلى أن هذه التغييرات تبرر اتباع نهج جديد في التعامل.
وشدد على أهمية "تحديد العلاقة الإستراتيجية، بسبب الحاجة إلى أن تعمل أميركا وأوروبا معاً". مشدداً على أن "سيكون الأمر سيئاً إذا تصرفت أوروبا، كما كانت، متنقلةً بين الولايات المتحدة والصين. وأعتقد أن الإطار الاستراتيجي للعلاقة مع الأخيرة يجب أن يقر بحقيقة أنه ستكون هناك مناطق مواجهة".
على صعيد آخر، عبّر كلينتون عن اعتقاده بأن بايدن يتعرض للإحباط بسبب رفض ترمب التنازل والإقرار بفوزه بالانتخابات الرئاسية. وأضاف "لا أريد أن أقول الكثير في الوقت الحالي لأن الحكومة الحالية في أميركا تعيق الانتقال الطبيعي للسلطة. وكلما قلّ ما قلناه الآن، كان ذلك أفضل، لأننا نريد أن نترك لهم أكبر مساحة ممكنة للمناورة".

المزيد من دوليات