Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طيور النورس توائم المواعيد مع استراحة الغداء المدرسية لتلتهم طعام التلاميذ

يظهر البحث أن أوقات تغذية الطيور التي تعيش في الأماكن الحضرية تتزامن بشكل وثيق مع فتح مراكز النفايات وإغلاقها

النوارس مثال على الأنواع التي تزدهر في المدن (رويترز)

بالنسبة إلى الأشخاص المعتادين على التنزه على شاطئ البحر أو تناول الغداء في المنتزهات لن يكون وصف طيور النورس بالكائنات المفترسة الماكرة أمراً مستبعداً، عندما يتعلق الأمر بانتزاع الشطائر أو المثلجات من أيدي أصحابها.

والآن أكدت دراسة أن الطيور في الواقع تعرف بدقة التوقيت والمكان الأفضل لتتغذى على طعام الإنسان.

فقد ثبّت فريق علماء أجهزة تحديد الموقع على ظهور النوارس، للكشف عن كيفية استشعارها الدقيق عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الطعام في المناطق العامرة.

خلال الدراسة التي أجرتها جامعة بريستول، ركبت الأجهزة على ظهور 12 نورساً من ذوات الظهر الأسود الأصغر حجماً لتسجيل سلوكها.

وتمت أيضاً مراقبة عدد النوارس الموجودة في ثلاثة أماكن مختلفة من المدينة (منتزه عام ومدرسة ومركز للنفايات).

وأظهرت النتائج أن أوقات بحث الطيور عن الطعام تتزامن بشكل وثيق مع مواعيد استراحات الطعام المدرسية، وأوقات فتح مركز النفايات وإغلاقه.

وكان أكبر عدد من النوارس في المدارس حاضراً عند الساعة 11.15 صباحاً و 12:45 ظهراً،  أي بالتزامن مع استراحة الغداء المدرسية.

وشوهدت طيور النورس في كل من المدرسة ومركز النفايات تنتظر على أسطح المنازل المحيطة في الفترة السابقة للاستراحات المدرسية وقبل تفريغ النفايات، ما يعني أنها كانت تترقب هناك بالتحديد إلى حين توفر الطعام.

قال الباحثون إن أعداد النوارس الموجودة في مكب النفايات خلال عطلات نهاية الأسبوع كانت أخفض، حيث يكون عدد شاحنات القمامة التي تُفرغ أقل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن يبدو أن نشاط الطيور في المنتزه العام، كان يتوافق مع توافر مصادر الغذاء الطبيعية، مثل الحشرات وديدان الأرض. وتشير النتائج، التي نُشرت في مجلة "آيبس: المجلة الدولية لعلوم الطيور"Ibis: the International Journal of Avian Science، إلى أن النوارس تتمتع بالمرونة السلوكية التي تمكنها من تكييف سلوكيات بحثها عن الطعام وفقاً للجداول الزمنية للبشر.

وقال مؤلفو الدراسة، إن النوارس هي مثال على الأنواع التي تزدهر في المدن، ويعتقد أن هذا ناجم من عدة عوامل، بما فيها درجات الحرارة الأعلى وقلة الحيوانات المفترسة ووفرة مواقع التعشيش وظروف التغذية التي يمكن التنبؤ بها.

قالت الدكتورة أنوك سبيلت، المؤلفة الرئيسة للدراسة، "أظهرت بياناتنا أن النوارس لم تكن موجودة بأعداد كبيرة خلال وقت الغداء فقط لتتغذى على بقايا الطعام، لكن قبل بداية اليوم الدارسي أيضاً وأثناء الاستراحة الأولى عندما يتناول الطلاب وجباتهم الخفيفة".

"وبطريقة مشابهة، كانت أعداد النوارس الموجودة في مركز النفايات خلال أيام الأسبوع أكبر عندما يكون المركز مفتوحاً، وتقوم الشاحنات بتفريغ نفايات الطعام. وعلى رغم أن غالبية الناس قد رأوا طيور النورس تسرق الطعام من رواد الحدائق أو اختبروا ذلك بأنفسهم، فإن النوارس في تجربتنا كانت تتوجه بشكل أساس إلى المنتزهات في الصباح الباكر، وربما يرجع ذلك إلى وجود ديدان الأرض والحشرات بأعداد أكبر خلال هذه الساعات الأولى من الصباح".

الدكتور شين ويندزر، المؤلف المشارك في الدراسة أضاف موضحاً، "من خلال هذه الدراسة التي أجريناها في بريستول، أظهرنا أن النوارس في المدن قادرة على تكييف جدول البحث عن الطعام، بغية تحقيق استخدام الموارد الغذائية بأفضل صورة اعتماداً على توفرها ... حتى أن بعض النوارس كانت ترتاد مناطق التغذية الثلاث في اليوم نفسه، ما يشير إلى أنها ربما تتعقب توفر الطعام لتحسين مصادر طاقتها إلى أفضل ما يمكن. إن هذه النتائج تسلط الضوء على المرونة في سلوك النوارس وقدرتها على التكيف مع البيئات الاصطناعية والجداول الزمنية للحياة الحضرية".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة