Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لخضر بورقعة محارب "طرد" فرنسا و"فشل" في تغيير الجزائر

توفي بسبب إصابته بفيروس كورونا وكان دائم الانتقاد للحياة السياسية في بلاده

تحركات بورقعة خلال الحراك أزعجت نظام بوتفليقة (غيتي)

توفي لخضر بورقعة (87 سنة)، أحد وجوه الثورة الجزائرية متأثراً بمضاعفات إصابته بعدوى كورونا، بينما كان يتلقى العلاج في المستشفى الجامعي بني مسوس بالجزائر العاصمة. واجه بورقعة الفيروس بصمت، لكن جنازته أعادته إلى المشهد وصنعت الحدث وجعلت منه شخصية تستدعي التوقف عند محطات مسيرته.

العسكري السياسي

ولد لخضر بورقعة في 15 مارس (آذار) 1933، بمحافظة المدية وسط الجزائر، وعاش طفولته كأقرانه من الجزائريين الذين عانوا الاستعمار الفرنسي في القرى المهمشة والمعزولة عن العالم، لكن ذلك لم يمنعه من التسلل إلى المدارس الدينية، منتقلاً إلى العمل السياسي ضمن ما يُعرف بـ"حركة انتصار الحريات الديمقراطية والمنظمة السرية"، ومن ثم التحق بالثورة التحريرية بعد هروبه من الخدمة العسكرية الفرنسية عام 1956، ليعيّن قبيل استقلال البلاد عضواً في مجلس الثورة.

واجه بورقعة، بعد استقلال الجزائر في 5 تموز (يوليو) 1962، توترات مع رفقاء الأمس، واعتقل عام 1968 بتهمة معارضته الرئيس هواري بومدين، فحكم عليه بالسجن 30 سنة عام 1969، ليُفرج عنه في 1975، قبل انقضاء المدة إثر عفو رئاسي.

في الصفوف الأولى للحراك

بقي المحارب "المخضرم" يعارض النظام الجزائري بالنشاط السياسي ضمن حزب "جبهة القوى الاشتراكية"، أقدم حزب معارض في البلاد، الذي كان من بين مؤسسيه برفقة الشخصية التاريخية البارزة الراحل حسين أيت أحمد، ليظهر في الصفوف الأولى من الحراك الشعبي الذي اندلع من أجل التغيير السلمي في 22 فبراير (شباط) 2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي 5 مارس 2019، وجّه رسالة مصورة بثت عبر الإنترنت، قال فيها "أتمنى أن يكون الجيش في مستوى الظرف الحالي الذي يمكن اعتباره حاسماً"، مضيفاً "أطلب من قائد الأركان وكل العسكريين الاصطفاف إلى جانب الشعب وإنقاذ الأمة".

وفي 11 يونيو (حزيران) 2019، أطلق مع مجموعة من النشطاء مبادرة سياسية تحمل اسم "تظافر"، تشمل مقترحات لإخراج الجزائر من الأزمة التي تعيشها.

وفي الشهر ذاته، شارك في لقاء "قوى البديل الديمقراطي" المعارض، مع عدد من الأحزاب السياسية والشخصيات وفعاليات من المجتمع المدني.

"رجل الثورتين" يزعج النظام

تحركات بورقعة، خلال الحراك أزعجت نظام بوتفليقة وأحرجت "العصابة"، لما للرجل من مصداقية لدى الرأي العام، فاعتُقل بتهمة إهانة هيئة نظامية وإضعاف الروح المعنوية للجيش، تزامناً مع حملة تشويه ضده في التلفزيون الرسمي حيث شكّك في تاريخه الوطني، ليُفرج عنه في الأول من يناير (كانون الثاني) 2020، بعد تولّي عبد المجيد تبون، منصب رئاسة الجزائر.

أصدر "رجل الثورتين" نسبة لمشاركته في ثورة التحرير والحراك الشعبي الذي يعتبره أنصاره "ثورة التغيير"، مذكراته تحت عنوان "شاهد على اغتيال الثورة"، يروي من خلالها أهم وأبرز محطات حياته، متحسّراً على إبعاد الثوار الحقيقيين عن الساحة وتبديلهم بعملاء المستعمر، إضافة الى إثارته ملف تصفية الحسابات بين الفرقاء بعد الاستقلال.

كما يسلّط الضوء على بعض الأحداث التاريخية التي لا يزال يلفّها الغموض وتتضارب حولها الآراء مثل قضية سي صالح زعموم ومفاوضته لـ(شارل) ديغول، كذلك موقف مصالي الحاج من الثورة وذراعها العسكرية الجنرال (محمد) بلونيس و(عبد القادر حاج جيلالي) المدعو "كوبيس"، من دون إغفال الصراع الذي دار بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وقيادة الأركان بقيادة العقيد هواري بومدين ودور هذا الأخير في تنصيب محمد بن بلة كأول رئيس للجزائر المستقلة قبل أن ينقلب عليه في ما يُعرف بـ"التصحيح الثوري". كما تطرق بشيء من التفصيل لحركة 14 ديسمبر 1967 التي قادها العقيد طاهر الزبيري في محاولة للإطاحة بحكم بومدين.

مواقف

كان بورقعة حاضراً في كل المبادرات التضامنية الخاصة بفلسطين، سواء داخل الجزائر من خلال تنظيمه تظاهرات بالتعاون مع رفيقة الكفاح جميلة بوحيرد، أو عبر قوافل الإمداد لكسر الحصار عن غزة.

كما ترك لمسته في ملف غزو العراق، برفضه الحصار على بلاد الرافدين، وترأس أكثر من وفد تضامني جزائري توجّه إلى بغداد لكسر الحصار.

وحضر بقوة في الحرب السورية، بمشاركته في أول منتدى عربي دولي لدعم الحوار والإصلاح، عقد في بيروت، أوائل أكتوبر (تشرين الأول) 2011، كما بادر تزامناً مع دعوة مواجهة "قانون قيصر" برفقة عدد من النشطاء، إلى تشكيل لجنة شعبية جزائرية لرفع الحصار عن سوريا.

لم يكن موقفه من أزمة الجارة ليبيا مختلفاً، وبعدما انتقد موقف جامعة الدول العربية في ربيع 2011 دعا بلاده إلى رفض تدخل الـ"ناتو".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي