Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجراد الصحراوي يهدد غذاء ملايين اليمنيين

الأعاصير المدارية والمنخفضات الجوية والسيول ساعدت في انتشاره على نطاق واسع

محافظات شرق اليمن كانت الأكثر تضرراً من انتشار وتكاثر الجراد (اندبندنت عربية)

الجراد الصحراوي يعد من الآفات العابرة للحدود، حيث بإمكانه التنقل من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. وما شهدته عدة محافظات يمنية طوال العام الحالي، من وصول أسراب الجراد من دول القرن الأفريقي يؤكد ذلك، إذا إنها غطت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وهددت غذاء ملايين اليمنيين.

ويوضح مدير إدارة وقاية النبات في وزارة الزراعة اليمنية المهندس علي الشيباني، أن أسراب الجراد الصحراوي تتنقل من محافظة إلى أخرى، بحثاً عن الأماكن التي هطلت فيها أمطار، لتبدأ عملية التكاثر. أو ربما تهاجر إلى بلدان أخرى بفعل سرعة واتجاه الرياح، معتمدة على مدى توفر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها من عدمها.

ويُعزا انتشار الجراد في عدة محافظات يمنية، شمالاً وجنوباً، إلى عدد من الأعاصير المدارية والمنخفضات الجوية التي نتج عنها هطول أمطار غزيرة ومتواصلة، وتدفق السيول الجارفة خصوصاً في مناطق تكاثره الصحراوي، الداخلية والساحلية الشرقية والجنوبية من البلاد، مما أدى إلى خلق ظروف بيئية مناسبة لها على نطاق واسع.

مكافحة الجراد

وعن مكافحة الجراد، يقول الشيباني "بدعم من منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو) أجريت عمليات المسح الميدانية وأعمال المكافحة ضد بؤر تجمعات الجراد بأطواره المختلفة في محافظات متعددة، وفقاً للإمكانيات المتاحة لدينا في الوقت الحاضر. إلا أن هناك صعوبات ومعوقات تواجه عملنا، من أهمها عدم توفر موازنة محلية سنوية أو للطوارئ لمكافحته في المواعيد المناسبة"، مشيراً إلى افتقار الفرق العاملة إلى السيارات المناسبة وآليات الرش الكافية والبدلات الوقائية. كما "تواجه هذه الفرق صعوبات ومعوقات ميدانية، مثل وجود خلايا النحل في مناطق انتشار الجراد الصحراوي، وانتشار الإبل السائبة والبدو الرحل ومواشيهم، كما أن بعض المناطق غير آمنة، ويصعب إجراء أعمال المسح والمكافحة فيها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتطرق مدير وقاية النبات إلى طرق مكافحة الجراد، قائلاً "الطرق الحديثة المتبعة في مكافحة الجراد الصحراوي هي استخدام مبيدات ذات قاعدة زيتية مركزة بجرعات محددة، عن طريق استخدام آليات رش حديثة لتجزئة المبيد إلى فطيرات دقيقة جداً ومتناهية الصغر، حيث توجد منها مرشات يدوية ومحمولة على الظهر، وأخرى على السيارات. لكن في المقابل هناك طرق مكافحة تقليدية وبدائية يمارسها المزارع اليمني مثل جمع الجراد الطائر يدوياً واصطياده وأكله، أو بيعه في الأسواق، وحفر الخنادق لدفن حوريات الجراد فيها، وإشعال الحرائق وإصدار أصوات عالية لطرده من الحقول الزراعية، والمكافحة بالمبيدات المألوفة التي عادة ما تستخدم في مكافحة الحشرات المنتشرة في المحاصيل".

 

شرق اليمن الأكثر تضرراً

محافظات شرق اليمن كانت الأكثر تضرراً من انتشار وتكاثر الجراد خلال العام الحالي. ويشير المهندس عاشور الزبيري، رئيس فريق مكافحة الجراد الصحراوي في محافظتي حضرموت والمهرة شرق اليمن، إلى أن التعامل مع الموجة هذا العام كان بالاعتماد على نتائج المسوحات والبلاغات المرفوعة من مكاتب الزراعة في المديريات والمزارعين. وعلى ذلك، رفعت البلاغات إلى وزارة الزراعة والري في عدن، والإدارة العامة لوقاية النبات، ومركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي، وإعداد خطة لتنفيذ حملة لمكافحته في محافظتي حضرموت والمهرة".

ويكشف الزبيري أن الخطة كانت من مرحلتين، الأولى من فبراير (شباط) إلى يوليو (تموز)، والثانية لبقية أشهر العام الحالي. واستخدمت في المكافحة الكيماوية، آلات الرش ذات الأحجام متناهية الصغر المحمولة على السيارة والظهرية واليدوية، وكانت النتائج جيدة، بمسح 3038.5 هكتار، بينما كان عدد المستفيدين 6700.

أضرار زراعية

وعن الأضرار التي نجمت عن موجة الجراد في محافظتي حضرموت والمهرة،  يقول "لم ترصد الأضرار على المحاصيل الزراعية بشكل دقيق، إذ يحتاج إتمام هذه العملية فرقاً خاصة وإمكانيات مالية، لكن عموماً هناك محاصيل تضررت، أهمها الذرة الرفيعة والبرسيم والبصل والسمسم والنخيل والموالح، وبلا شك هي أضرار كبيرة نظراً لحجم انتشار الجراد هذا العام".

ويوضح أن "الجراد الصحراوي من الآفات الشرهة، حيث تستهلك كل واحدة منها ما يوازي وزنها يومياً وتستهدف المحاصيل الغذائية والغطاء النباتي الذي يستخدمه الرعاة كعلف لمواشيهم، إضافة إلى المراعي النحلية. ويمكن أن يحتوي كيلومتر مربع واحد فقط من الأرض ما يصل إلى 80 مليوناً من الجراد البالغ، ويستطيع في يوم واحد استهلاك كمية من الطعام تساوي ما يستهلكه 3500 شخص".

ويقترح إنشاء وحدة متقدمة ومركز مراقبة لمكافحة الجراد الصحراوي في وادي حضرموت، وتوفير الأدوات والمستلزمات الضرورية.

 

محافظة شبوة

وليس بعيداً من شرق اليمن، غزت أسراب الجراد معظم مديريات محافظة شبوة المجاورة لحضرموت، بعد موسم هطول الأمطار خلال مايو (أيار) ويونيو (حزيران) ويوليو وأغسطس (آب) من العام الحالي.

وبحسب مدير برنامج مكافحة الجراد بمحافظة شبوة سالم الحني، غزت أسراب الجراد مناطق التكاثر الصيفي في المحافظة المتمثلة في الشريط الصحراوي والمناطق الداخلية، نتيجة توفر الظروف البيئية المناسبة من حرارة ورطوبة في التربة، فهاجمت المحاصيل الزراعية، وتسببت في خسائر كبيرة في معظم مديريات المحافظة.

ومن أهم المعوقات التي تواجه مكافحة الجراد في المنطقة، انتشار المناحل في أغلب المديريات، كونها قبلة النحالين خلال هذه الأيام "بسبب موسم إنتاج عسل البغية الشبواني المشهور عالمياً".

وعلى الرغم من تنفيذ حملات لمكافحة الجراد في عدد من المناطق، يشكو الحني من تأخرها في بعض المديريات لأسباب فنية متعلقة بمركزية التمويل والإشراف وعدم توفير حماية أمنية لفرق الرش والمكافحة، وظهور حوريات الجراد في أماكن حقول ألغام، وعدم توفير وسائل إيواء وسكن لعمال الرش والمكافحة، داعياً الجهات المركزية والمحلية إلى تذليل الصعوبات والمعوقات أمام فرق المكافحة لإنجاز خططها وعملها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير