Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يتجه نحو إغلاق بريطاني ثان تجنبا لارتفاع الوفيات بكورونا في الشتاء

علماء يرون أنه يجب اتخاذ إجراءات مبكرة من الآن لإنقاذ فترة عيد الميلاد

جونسون قد يعلن عن إغلاق وطني جديد يستمر حتى بداية ديسمبر (أ.ف.ب) 

تتزايد التوقعات باحتمال لجوء الحكومة البريطانية إلى فرض إغلاق ثان شامل في إنجلترا لمدة شهر، بغية إنقاذ فترة عيد الميلاد. تأتي هذه التوقعات بعد نشر وثائق علمية مخيفة تنبه إلى أن الوفيات بفيروس كورونا هذا الشتاء قد تتجاوز 85 ألف حالة، في تصور "لأسوأ السيناريوهات" التي يمكن أن تواجهها الحكومة.

وعُلم أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عقد سلسلة اجتماعات مع الوزراء البارزين في حكومته، ريشي سوناك (وزير المالية) ومايكل غوف (وزير الشؤون الحكومية) ومات هانكوك (وزير الصحة)، لبحث أفضل السبل للمضي قدماً في الإجراءات، وسط مخاوف متزايدة من أن إستراتيجيته المناطقية (للإغلاق المحلي) في إنجلترا المبنية على ثلاثة مستويات من حالات التأهب، لا تحقق نتائج.

وفي هذا الإطار، أفادت صحيفتا "تايمز" و"ديلي ميل" أن رئيس الوزراء سيعقد مؤتمراً صحافياً يوم الاثنين المقبل، للإعلان عن إغلاق وطني جديد يبدأ في وقت مبكر من يوم الأربعاء ويستمر حتى مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول).

من المعلوم أن التدابير التي يُنظر في تطبيقها، تشمل إغلاق كل شيء باستثناء المتاجر الأساسية والمرافق التعليمية، بما فيها دور الحضانة والمدارس والجامعات.

لكن تقارير أخرى نسبت إلى أوساط دوائر الحكومة في "وايتهول" (الحي اللندني حيث تتركز المقرات والوزارات والبرلمان) إشارتها إلى أن خيار المستوى 4 من الإجراءات المناطقية المعززة كان مطروحاً هو الآخر على طاولة البحث، ومن المحتمل أن تشمل إقفال جميع الحانات والمطاعم وربما المتاجر غير الأساسية، لكنها لن تكون شبيهة بطبيعة إجراءات الحجر المنزلي الصارمة، التي طبقت في فصل الربيع الفائت.

يقول السير جيريمي فارار، وهو أحد الأعضاء البارزين في "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" Sage (التابعة لرئيس الوزراء البريطاني)، ومدير منظمة الأبحاث الخيرية Wellcome Trust (مؤسسة تُعنى بتحسين الصحة العامة في بريطانيا)، "للأسف، لا خيارات سهلة في الوقت الراهن. لا سبيل أمامنا سوى اعتماد الخيار الأقل سوءاً. وكي نتمكن من السيطرة على وباء كوفيد - 19، لا بد من أن نتحرك الآن، فالفيروس يتربص بنا ولن ينتظر أحداً".

حتى اللحظة، لم يصدر أي تأكيد بعد لخطة الإغلاق الوطني الشامل من دوائر "داونينغ ستريت" (مقر الحكومة البريطانية)، وبحسب المعلومات المتوفرة، لم يتخذ بعد أي قرار نهائي في هذا الصدد. ومع أن رئيس الوزراء كان لا بد أنه اطلع قبل نحو أسبوعين أو أكثر على وثائق "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارىء" التي نُشرت الجمعة، لكن يبدو أنه لم يخضع حتى الآن للضغوط التي تطالبه بتغيير المسار الراهن.

وتشير الوثائق المسربة إلى أن "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارىء" حذرت منذ الثامن من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، من أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا والحالات الاستشفائية في إنجلترا، قد تجاوزت أسوأ السيناريوهات المتوقعة لفصل الشتاء المقبل، التي استندت إليها سياسة الحكومة في مواجهة الوباء، وأن الوفيات من المحتمل أن تتخطى هذه العتبة في غضون أسبوعين.

وحذرت المجموعة العلمية من أنه قد فات الأوان في المرحلة الراهنة لفرض تطبيق إستراتيجية الإغلاق المؤقت على المستوى الوطني، التي تُعرف بـ"كسر دائرة الانتشار" circuit-breaker، والتي كان العلماء قد نصحوا بها في شهر سبتمبر (أيلول) كوسيلة للسيطرة على تفشي الفيروس.

وأضاف التقرير الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر أنه "في جميع السيناريوهات المتوقعة، ما زال الوباء يواصل انتشاره. وقد سبق للمجموعة الاستشارية العلمية للطوارىء، أن أوصت بضرورة اعتماد وسائل التدخل غير الدوائية (إجراءات على شكل إغلاق)، لعكس مسيرة الارتفاع الهائل في حالات الإصابة بالعدوى. وكما كانت عليه الحال في الماضي، فكلما اعتُمدت تدابير إضافية في وقت مبكر، كلما أتت النتائج أكثر فاعلية. كما أن مراعاة تطبيق الإجراءات لمدة طويلة ستكون ضرورية".

لكن رئيس الحكومة بوريس جونسون، كان قد أكد مراراً خلال الأسابيع القليلة الماضية، أنه لا يريد العودة إلى تطبيق القيود الوطنية التي قال إنها ستكون "خاطئةً تماماً بالنسبة إلى البلاد، وكارثيةً على الاقتصاد".

معلوم أن جونسون كان قد رفض اعتماد خطة "كسر دائرة الانتشار" circuit breaker التي اقترحت المجموعة الاستشارية العلمية للطوارىء Sage أن تُطبق لمدة أسبوعين في سبتمبر، أو أكتوبر، والتي كانت لتتزامن مع عطلة منتصف الفصل الدراسي.

وقد دعم كل من حزبي "العمال" و"الليبراليين الأحرار" المعارضَين، تطبيق الخطة لفترة زمنية محدودة، في وقت فرضت فيه سلطات ويلز واسكتلندا قيوداً صارمة في مختلف أنحاء المناطق التابعة للإقليمين.

في المقابل، حذر وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك، من الأثر المخيف على اقتصاد البلاد، الذي من الممكن حدوثه جراء العودة إلى القيود الصارمة على الأنشطة الاجتماعية والتجارية،. أما وزير الخارجية دومينيك راب، فكان حتى صباح يوم الجمعة، ما زال يصر على أن الإستراتيجية المؤلفة من ثلاثة مستويات من التأهب هي أفضل نهج يمكن أن تعتمده الحكومة. 

لكن ميدانياً لم تصدر مؤشرات كثيرة على أن النهج المناطقي المتبع قد نجح في ردع انتشار فيروس كوفيد-19، على الرغم من إخضاع ملايين الأشخاص لقيود من المستوى الثالث في ميرسيسايد ومانشستر الكبرى ولانكشير وساوث يوركشاير ووست يوركشاير ونوتينغهامشاير.

وكان الخبير في الصحة العامة الدكتور غابرييل سكالي من "جامعة بريستول"، قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع لصحيفة "اندبندنت" إن الإغلاق لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع الآن سيفسح المجال لرئيس الوزراء بأن يمنح "فترة استراحة" من الإغلاق لمدة يومين أو ثلاثة أيام، كي تتمكن العائلات من أن تلتقي للاحتفال بعيد الميلاد.

السير جيريمي فارار، رأى اليوم أنه أصبح من الملح الآن خفض مؤشر تكاثر الفيروس R rate (يرمز إلى نسبة انتقال العدوى من الأشخاص المصابين بالمرض إلى الآخرين) إلى ما دون عتبة 1، التي يبدأ فوقها في الانتشار بشكل كبير ومضاعف.

وقال، "كان من المفضل السلوك في هذا الاتجاه منذ شهر، لكن اتخاذ مثل هذه القرارات هو أمر صعب للغاية، ونرغب جميعاً في تجنبها. أما ثاني أفضل فترة للتصرف بشكل مناسب فهي الآن. وكلما أسرعنا في التغلب على المرض والحد من انتقاله وخفض مؤشر R إلى أقل من 1، كلما تمكنا من إعادة مجتمعنا إلى نمطه الطبيعي ووضع الاقتصاد على المسار الصحيح".

وأشار السير جيريمي، إلى أن "أحداً لا يريد الإغلاق، وأنا من أكثر هؤلاء وبشكل كبير. من هنا فإن الدعم الكامل والسخي للأفراد والشركات، يُعد جزءاً بالغ الأهمية في إنجاح هذه المهمة. لكننا سرعان ما تخطينا أسوأ السيناريوهات العقلانية المطروحة، بحيث بلغ تفشي الوباء مرحلة متقدمة تفوق ما افترضه كثيرون ... وبات علينا الآن أن نتصرف".

رئيس الوزراء البريطاني دعا قادة الإدارات المفوضة في كل من اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية إلى حضور قمة للاتفاق على نهج مشترك لاتباعه خلال فترة عيد الميلاد، من خلال الجمع بين مختلف القوانين التي تتباين في الوقت الراهن على نطاق واسع، بين الأقاليم الأربعة في المملكة المتحدة. وفي هذا الإطار كشف رئيس وزراء ويلز، مارك درايكفورد، عن تلقيه رسالةً من بوريس جونسون في مطلع الأسبوع الجاري، لكن لم يُحدد بعد موعد نهائي للاجتماع.

وزير الصحة في حكومة الظل "العمالية" جوناثان أشوورث قال، إن "الوضع الذي نواجهه هو شديد الخطورة مع انتشار فيروس كورونا بمثل هذه الشراسة".  

ورأى أشوورث أنه "كان يُفترض ببوريس جونسون، أن يستخدم عطلة منتصف الفصل الدراسي كي يطبق لفترة محدودة خطة "كسر دائرة الانتشار" circuit breaker، لخفض عدد الإصابات بالفيروس، وتصحيح مسار عمليات الاختبار والتتبع، وإنقاذ الأرواح".

وختم قائلاً، "بات من الملح أن يحدد بوريس جونسون الإجراء الذي سيعتمده الآن للسيطرة على تفشي الفيروس، والعمل بسرعة على الوفاء بوعده بخفض معدل مؤشر التكاثرR  إلى ما دون 1".

© The Independent

المزيد من دوليات