Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرأي العام البريطاني يلوم بوريس جونسون إذا انهارت محادثات بريكست

مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي تنتقل إلى بروكسل بعد لقاءات مكثفة في لندن

راهن بوريس جونسون بقوة على بريكست وسيلام إذا فشلت المحادثات بشأنه (رويترز)

خلص استطلاع جديد للرأي العام في المملكة المتحدة، إلى أن غالبية البريطانيين سيوجهون اللوم إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون، إذا فشلت محادثات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

وتزيد نتائج هذا الاستطلاع الضغوط على الحكومة البريطانية الرامية إلى حملها على التفاوض وإبرام اتفاق [مع الاتحاد الأوروبي]، في وقت من المقرر أن تنتقل فيه المحادثات الأخيرة إلى بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، بعد أسبوع من اللقاءات المكثفة في لندن.

واستناداً إلى الاستطلاع الحديث الذي أجرته مؤسسة "يوغوف" YouGov (شركة بريطانية دولية تعنى بأبحاث السوق وبتحليل البيانات عبر الإنترنت)، يرى نحو 65 في المئة من الرأي العام الآن أن الحكومة البريطانية "فشلت بشكل عام" في تحقيق أهدافها التفاوضية، في حين يحمل نحو 57 في المئة من الذين استُطلعت آراؤهم الجانب البريطاني المسؤولية عن أي فشل في التوصل إلى اتفاق.

تأتي هذه النتائج في وقت حذر فيه رئيس منظمة رائدة لأرباب العمل في المملكة المتحدة، من أن الاقتصاد البريطاني قد دخل حالة من "الشلل المؤقت في وظائفه الحيوية"، مع ترك الحكومة إبرام صفقة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي حتى اللحظة الأخيرة.

في غضون ذلك، رأى رئيس "المجلس الأوروبي" أن المفاوضات الممددة تدخل في "أصعب" المراحل التي خاضتها حتى الآن، ولم تعط سوى القليل من المؤشرات على المدى الزمني الذي قد تستغرقه.

وكذلك كشف شارل ميشيل عن أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على تقييم مدى تقدم المحادثات "في الأيام أو الأسابيع المقبلة". ووفق كلماته "جميعنا يعلم أن القرارات الأخيرة والنهائية في جميع المفاوضات، تكون الأكثر صعوبة. وعما إذا كنا سنتوصل إلى صفقة؟ فالجواب هو أني لا أعرف".

وفي وقت سابق، أبدى طرفا التفاوض في بروكسل ولندن عزمهما على تجنب إعطاء تعليقات مستمرة على المحادثات، في إطار ترتيب غير رسمي يشار إليه بلغة الاتحاد الأوروبي على أنه "نفق" Tunnel المحادثات. ويتلخص الهدف من هذه السياسة في إعطاء المفاوضين حيزاً يساعدهم في اتخاذ القرارات من دون الاضطرار إلى إطلاع المراقبين على سير المحادثات وإقناعهم بوجهة نظرهم. إذ تراقب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هذه المحادثات عن كثب، بعدما أوكلت مسؤولية إدارتها إلى "المفوضية الأوروبية" وكبير مفاوضيها ميشيل بارنييه.

وفي وصف لدقة المرحلة التي دخلت فيها المحادثات، أشار وزير خارجية إيرلندا سايمون كوفيني الذي اضطلع بدور محوري فيها منذ بدايتها، إلى أن النقاشات دخلت في "مرحلة حساسة وحاسمة" ضمن جدول زمني واقعي تتراوح مدته بين 10 أيام و14 يوماً. وتوقع كوفيني الذي كان يتحدث إلى مجلة "المزارعين الإيرلنديين" ["آيريش فارمرز" Irish Farmers]، وجود "إمكانية في التوصل إلى صفقة، لكنها لن تكون سهلة"، وفق تعبيره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مسار متصل، أدلت السيدة كارولين فيربيرن رئيسة "اتحاد الصناعات البريطانية" بتصريح إلى صحيفة "ذي غارديان" في لندن، مفاده أن محادثات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي امتلكت زخمها الخاص في وقت ما". وكذلك رأت أنها "بدت أشبه بعاصفة جامحة. وفيما يجرى العمل على حل هذه المعضلة، تعاني الشرايين الحيوية للاقتصاد من شلل مؤقت. آمل أن نستطيع التوصل إلى حل كي نتمكن من المضي قدماً".

وفي المقابل، دحضت فيربيرن توقعات الحكومة البريطانية  وتوقعاتها بأن اقتصاد المملكة المتحدة سيكون متعافياً في حالة عدم التوصل إلى صفقة، مشيرةً إلى أن الاتفاق مع بروكسل سيكون "أفضل بكثير" من لا شيء.

في ذلك الصدد، أوحى رئيس الوزراء بوريس جونسون الأسبوع الماضي، باحتمال انسحاب لندن من المفاوضات، مشيراً إلى أنه "لا فائدة" من مجيء كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه كي يجري مزيداً من المناقشات. وقد عاود الطرفان لقاءاتهما بعد نصف أسبوع من المحادثات الهاتفية المتبادلة والوعود بإجراء نقاشات "مكثفة".

وفي مسار متصل، يرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنه سيتعين على المفاوضين التوصل إلى صفقة في اللحظة الأخيرة مع مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، لأنه بعد ذلك سيكون من الصعب جداً وضع أي اتفاق موضع التنفيذ قبل نهاية السنة الحالية، إذ تنتهي فترة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي في الحادي والثلاثين من ديسمبر (كانون الأول). وبعد هذا التاريخ، من المنتظر أن تغادر المملكة المتحدة السوق الموحدة والاتحاد الجمركي التابع للاتحاد الأوروبي. وتتمحور المفاوضات حول إيجاد بديل للترتيب الساري حاضراً، على الرغم من كل ما ستتوصل المفاوضات إليه سيكون من شأنه أن ينهي الوضع السلس الموجود والمتمثل في عدم وجود حواجز جمركية وغير جمركية أمام التجارة بين الكتلتين.

في ذلك المنحى، بات معلوماً أن أهم النقاط الخلافية العالقة في المحادثات حتى الآن، تدور حول مدى توافق المملكة المتحدة مع قوانين الاتحاد الأوروبي، ولا سيما في ما يتعلق بالمساعدات التي ستقدمها الدولة لقطاع الأعمال، وحقوق صيد الأسماك في المياه الإقليمية البريطانية.

في ذلك الشأن، يبرز رأي ناعومي سميث الرئيسة التنفيذية لمجموعة حملة "الأفضل لبريطانيا" Best for Britain المؤيدة لبقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الأوروبي، وقد طلبت إجراء الاستطلاع الجديد الذي أظهر أن رئيس الوزراء سيتعرض إلى الملامة في حالة عدم التوصل إلى اتفاق. إذ ترى سميث أن البريطانيين يريدون توقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي "في أقرب وقت ممكن".

وأعربت عن قناعتها أيضاً بأن "هذا الاستطلاع يظهر أن الجمهور البريطاني يدرك الضرر الذي سيلحق بالبلاد إذا مرت الفترة الانتقالية من دون التوصل إلى اتفاق، ولن يغفر تالياً لبوريس جونسون إخفاقه في الوفاء بوعده الانتخابي عن عقد صفقة تجارية وصفها بأنها "جاهزة" oven-ready مع بروكسل".

وختمت سميث بالإشارة إلى أن "الناخبين ملوا تماماً من هذه المواقف السياسية، ولا يريدون سوى أن يدفع رئيس الوزراء بهذه المفاوضات في الاتجاه الصحيح". وأضافت "هذا الشعور يشمل الناخبين من حزب المحافظين، المؤيدين لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، وكذلك ينطبق على غير منطقة في المملكة المتحدة".

© The Independent

المزيد من تحلیل