Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل 78 من فصيل سوري موال لأنقرة في قصف روسي على إدلب

استهدف مقراً لـ "فيلق الشام" في منطقة جبل الدويلة

تواصل عمليات انتشال العالقين والبحث عن المفقودين وإسعاف الجرحى (أ ف ب)

قتل 78 عنصراً في صفوف فصيل سوري موال لأنقرة، جراء غارات روسية اليوم الاثنين استهدفت أحد مقراته شمال غربي سوريا، قرب الحدود التركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأورد المرصد أن طائرات روسية استهدفت صباحاً مقراً لفصيل "فيلق الشام" المقرب من تركيا في منطقة جبل الدويلة شمال غربي إدلب، ما تسبب في مقتل 78 مقاتلاً على الأقل وإصابة أكثر من مئة آخرين بجروح. وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 34 عنصراً.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المقر كان قد جُهز حديثاً كمعسكر تدريب، واستُهدف فيما كان عشرات المقاتلين داخله يخضعون لدورة تدريبية.

وقال عبد الرحمن "ما جرى هو التصعيد الأعنف منذ سريان الهدنة"، موضحاً أن حصيلة القتلى "تعدّ الأعلى في صفوف المقاتلين جراء ضربات روسية منذ بدء موسكو تدخلها العسكري في سوريا" نهاية سبتمبر (أيلول) 2015.

ويشكل "فيلق الشام" مكوناً رئيساً في الجبهة الوطنية للتحرير، تجمع للفصائل المعارضة والمقاتلة في إدلب. واندمجت الجبهة قبل عام مع فصائل "درع الفرات" الناشطة في شمال وشمال شرقي البلاد تحت مظلة "الجيش الوطني" الذي تدعمه تركيا.

استمرار الخروقات الروسية

وأكد سيف الرعد، المسؤول الإعلامي في الجبهة الوطنية للتحرير (تجمع الفصائل العاملة في إدلب والمقربة من أنقرة)، للوكالة استهداف روسيا للمقر، من دون أن يحدد حصيلة القتلى النهائية.

وندد "باستمرار خرق طيران روسيا وقوات النظام للاتفاق التركي الروسي، مع استهداف مواقع عسكرية وقرى وبلدات".

ويسري في مناطق في إدلب ومحيطها منذ السادس من مارس (آذار) الماضي، وقف لإطلاق النار، أعلنته كل من موسكو، حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد ثلاثة أشهر من هجوم واسع شنته دمشق في المنطقة، تسبب بنزوح نحو مليون شخص، لم يعد معظمهم  إلى بلداتهم حتى الآن.

ولا تزال الهدنة صامدة، على الرغم من أنها تتعرض بين الحين والآخر لخروقات من الطرفين، وفق المرصد.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً حالياً على نحو نصف مساحة إدلب، ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماه وحلب واللاذقية. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين.

وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لغارات تشنها أطراف عدة، آخرها قصف أميركي تسبب بمقتل 17 مقاتلاً، بينهم قياديون في تنظيم متشدد مرتبط بتنظيم القاعدة، إضافة إلى خمسة مدنيين في الأقل، وفق المرصد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أعلنت باريس الأسبوع الماضي، رصد اتصال بين مهاجم قتل المدرس الفرنسي صامويل باتي بقطع رأسه ومتطرف شمال غربي سوريا.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه قبل أكثر من تسع سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص ودمار واسع في البنى التحتية، عدا عن نزوح وتشريد الملايين داخل سوريا وخارجها.

وأوضح المرصد تواصل عمليات انتشال العالقين، والبحث عن المفقودين وإسعاف الجرحى من قبل فرق الإنقاذ، كما لا يزال عدد الذين قتلوا مرشحاً للارتفاع، لوجود أكثر من 70 جريحاً بعضهم في حالات خطرة، إضافة إلى وجود مفقودين وعالقين، وسط معلومات عن قتلى آخرين.

يذكر أن المعسكر كان يفترض أن تتخرج دفعة مقاتلين منه خلال أيام، بعد إجراء دورة تدريبية لهم من قبل فيلق الشام.

دعم جوي

ودفعت قوات النظام السوري، بدعم من القوة الجوية الروسية، مقاتلي المعارضة للتقهقر إلى جيب من الأراضي المجاورة لتركيا، بعد أكثر من تسع سنوات من الصراع الذي فجرته الاحتجاجات ضد رئيس النظام بشار الأسد في عام 2011.

وأرسلت أنقرة آلاف الجنود إلى المنطقة هذا العام، لوقف تقدم الحكومة ومنع تدفق اللاجئين من منطقة إدلب الحدودية إلى تركيا.

وقال مصدر في المعارضة، إن الضربات الجوية استهدفت معسكراً قرب كفر تخاريم على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود التركية في محافظة إدلب.

وتهيمن هيئة تحرير الشام، التي يقودها فرع القاعدة السابق في سوريا، ومقاتلون متحالفون معها، على المنطقة التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، ويعيش كثير منهم في مخيمات بعد نزوحهم بسبب الحرب التي استمرت تسع سنوات. 

وقال الموفد الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، إن "الشعب السوري يعيش فترة صعبة للغاية، يعاني خلالها".

وشدّد على أنه "بكل تأكيد، يوجد مخرج واحد لذلك، وهو البدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن والتركيز على العملية السياسية". ويتولى بيدرسن، الذي قال إنه سيلتقي ممثلين عن المعارضة، تيسير جولات تفاوض في جنيف بين طرفي النزاع حول الدستور السوري. وأمل الموفد الدولي من دمشق "إيجاد أرضية مشتركة أكثر حول كيفية دفع هذه العملية إلى الأمام" لتسوية النزاع.

المزيد من العالم العربي