Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روائية أميركية تتعرض لتهديد أنصار ترمب بمقاطعتها

أخبروا صاحبة كتاب "حارس أختي" والرواية الجديدة "كتاب الطريقتين" أنهم لن يقرأوا كتبها أبداً بعد اليوم

الروائية الأميركية جودي بيكولت، ورواياتها من الأكثر مبيعاً في بلادها،  تشكو من تهديدات أنصار ترمب (غيتي)

"هل تريدين أن أقول لك من الأشد قسوة من مناهضي الإجهاض؟"، تسألني جودي بيكولت، "إنهن النسويات الراديكاليات اللواتي يقصين المتحولين جنسياً". وفي حديثها، تشير مؤلفة كتاب "حارس أختي" My Sister's Keeper أحد الكتب الأكثر مبيعاً، إلى الإساءة التي تتعرض إليها عبر الإنترنت. إذ إن روايتها "شرارة من نور" A Spark of Light في 2018، وتتناول موضوع الإجهاض وحقوق المرأة الإنجابية، أثارت غضب مناهضي الإجهاض.

وفي 2016، كتابها "أشياء عظيمة صغيرة" Small Great Things الذي يدور حول تفوق العرق الأبيض والعنصرية في أميركا، أثار غضب المتعصبين البيض. وبلا شك، كتابها المقبل الذي لن يصدر حتى السنة المقبلة ويتناول قضايا المتحولين جنسياً، وتشاركت في تأليفه مع الكاتبة الأميركية والناشطة المتحولة جنسياً جينيفر فيني بويلان، سيشعل غضب النشطاء المناهضين للتحول الجنسي، تماماً على غرار ما تفعله تغريداتها حول رهاب المتحولين جنسياً.

وتستطرد لي بيكولت والإشراقة تعلو وجهها، "لقد قالت لي إحدى صديقاتي، الروائية سيليست إن جي، "سأعرفك على شيء يدعى "الحجب الجماعي" عبر "تويتر". إنها ميزة مذهلة. إذا أخبرك أحد القوميين البيض شيئاً بغيضاً، وبما أنهم يتابعون بعضهم بعضاً على الموقع، فإنك تفعلين ميزة الحجب الجماعي عبر "تويتر"، وتتخلصين من الآلاف من أولئك الأشخاص".

في المقابل، لا يحب معجبو ترمب في رابطة قرائها، انتقادها الرئيس أيضاً. إذ تسميه "أورانغوتان" (نوع من القردة العليا. وتعني اللفظة بلغة محلية آسيوية "إنسان الغاب")، وأن مجرد الحديث عنه يجعلها ترغب في "بعثرة الأشياء في أرجاء الغرفة". ووفق كلماتها، "يكتب لي أحد مؤيدي ترمب "لن أقرأ كتبك بعد اليوم". إن ما يقولونه لي هو "إننا نقرأ أعمالك من أجل كتاباتك الخيالية، وليس من أجل آرائك السياسية". فأجيبهم "أنا لا أملي عليكم في كتبي الطريقة التي يجب أن تفكروا فيها. كما لا يمكنكم منعي من أن أكون إنسانة لها آراء". سأحاول جهدي إجراء نقاش معهم، لكن إذا بدأوا تهديدي، ونعتي ببعض الصفات، وذكر أشياء عن عائلتي، فإن الأمر محسوم بالنسبة إلي".

واستطراداً، إن تلك السيدة البالغة من العمر 54 عاماً، وفي رصيدها 26 رواية، جميعها كتب آسرة (ومميزة)، وتعد من العناوين الثابتة في متاجر بيع الكتب في المطارات، تجلس في مكتبها المنزلي الكائن في "نيوهامشاير"، وتتحدث معي عبر تطبيق "زووم". يبدو شعرها الكستنائي الأجعد مرفوعاً. وترتدي قميصاً رياضياً بلون أزرق فاتح. ويتدلى من عنقها عقد ذهبي يحمل كلمة "تصويت". توجد خلفها لافتة كتب عليها "حياة السود مهمة". وبجانبها، ثمة قطعة كبيرة من الورق المقوى لغلاف مؤلفها الجديد "كتاب الطريقتين".  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكعدد من رواياتها، احتلت رواية "كتاب الطريقتين" المرتبة الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز". وتدور الرواية حول امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً تُدعى دون Dawn، وتعمل مرافقة للمحتضرين يمكن توظيفها لتسهيل عملية مغادرة الحياة. لكن، عندما تتحطم الطائرة التي كانت على متنها عند الهبوط، لم تكن تفكر في زوجها الحبيب برايان أو ابنتها ميريت الكارهة لنفسها، لكنها راحت تفكر في حياة تخلت عنها قبل 15 عاماً، تمثلت في العمل في "علم المصريات" (علم الآثار المصرية)، وحب قديم ربطها بـواياتWyatt، رجل أرستقراطي بريطاني يتمتع بكاريزما وزميل سابق. 

وهكذا، تصعد دون على متن طائرة أخرى متجهة إلى مصر للعثور عليه. يقول وايات بتفكر، "كما تعلمين، بالنسبة إلى أي شخص آخر، سيكون اللغز عبارة عن مومياء مدفونة على عمق ثمانية عشر قدماً تحت الأرض. وليس امرأة تظهر في مصر متأخرة خمسة عشر عاماً".

وعلى غرار عادة بيكولت، أُجري بحث دقيق من أجل رواية "كتاب الطريقتين". ففي 2017 ، ذهبت في رحلة إلى مصر بصحبة أحد أبرز علماء المصريات الأميركيين، الذي ساعدها أثناء عملها في بحث عن علم الآثار، بفضل خبرته الشخصية. في المقابل، يفوق الكتاب بكثير كونه قصة حب تدور في مقابر الفراعنة. إذ يتناول أزمة منتصف العمر. 

في المقابلة نفسها، تذكر الروائية التي تعيش مع زوجها تيموثي فان لير، إضافة إلى ثلاثة كلاب وحمارين و"بضع دجاجات"، أنه "في مقدور الرجال إقامة علاقة غرامية أو شراء سيارة رياضية من دون أن يرف جفن لأحد منهم. لكن، عندما تفعل المرأة ذلك، يبدأ الناس بالقول "ما الذي فعلته؟". لقد غادر أبناؤها الثلاثة جميعهم المنزل. (غادرت) سامانثا البالغة من العمر 25 عاماً، وتعمل مُدرسة وشاركت بيكو في تأليف كتابين لليافعين. (وغادر) جيك، 27 عاماً، محام يعمل في مجال قانون الانتخابات في واشنطن. و(غادر) كايل، 29 عاماً، وهو مدرس أيضاً، وأعلن عن مثليته عندما كانت بيكو تكتب روايتها "أُغنّيك يا موطني" Sing You Home (2001) التي تدور عن حقوق المثليين.

بالاسترجاع، بدأت بيكولت العمل في 1992 على كتابة روايتها الأولى بعدما أنجبت طفلها البكر في سن الخامسة والعشرين. وتدور رواية "أغاني الحوت الأحدب"  Songs of the Humpback حول أم تركت زوجها وانطلقت في رحلة طريق برفقة ابنتها. بعد ذلك، تخلت بيكو عن مهنة التدريس إلى الأبد، وببطء، بدأت في تكوين جمهور قرائها. وقد جعلت منها رواية "حارس أختي" (2004)، وقد حققت نجاحاً كبيراً على جانبي الأطلسي، اسماً بارزاً في عالم الأدب. وحُولت الرواية إلى فيلم هوليوودي ضخم في 2009 ، لكنه عمل أغضب بيكو ومعجبيها بسبب تغيير النهاية الصادمة للقصة.

في منحى آخر، تجسدت "أعظم لحظة" في حياتها بقرار مشترك مع زوجها اتخذته بعد نحو 10 سنوات من بدء حياتها المهنية في الكتابة. ووفق كلماتها، "شكل ذلك قراره بأن يصبح أباً متفرغاً لشؤون المنزل. لقد مثل ذلك هدية عظيمة بالنسبة إلي. إذ سمح لي أن أنطلق بكل طاقتي في مسيرتي المهنية بطريقة لا تتاح فرصة فعلها أمام نساء كثيرات".  

واستكمالاً، لقد مكنها ذلك من تأليف كتاب في كل سنة، وموازنة عملها مع رعاية الأطفال. وتناولت معظم "الأمور المخيفة التي قد تحدث للأطفال". تناول كتاب "قرين مثالي" Perfect Match في 2002، حالة أم اكتشفت أن ابنها تعرض للتحرش. وركزت رواية "حارس أختي" على مراهقة تعاني من مرض السرطان، بينما استكشف كتاب "الدائرة العاشرة"The Tenth Circle (2006) الاغتصابَ الذي يحدث في إطار المواعدة الغرامية. ودار كتاب "تسع عشرة دقيقة" Nineteen Minutes  (2007) حول إطلاق نار في مدرسة ثانوية. وتمحورت رواية "تبديل القلب" Change of Heart (2008) عن فتاة تعرضت للإيذاء الجنسي، وتحتاج إلى زراعة قلب. كل تلك المواضيع كانت تؤرقها باستمرار.

وبحسب رأيها، "لقد كان الأمر في جزء كبير منه شبيهاً بالإيمان بالخرافات. كنت أقول لنفسي "أوه، إذا كتبتُ عن هذا الموضوع فإنه لن يحدث لنا أبداً". بالطبع، لا تجري الأمور على هذا النحو". في المقابل، لقد باتت محترفة من خلال "الحديث عن مواضيع لا يريد أحد التحدث عنها. ويعد الموت نوعاً ما، الجذر الأصلي لكل تلك المواضيع".  

في تفاصيل متصلة يبرز أن بيكولت اتُهمت بالانتحال الثقافي في 2016 عندما ابتكرت شخصية بطلة سوداء في روايتها "أشياء عظيمة صغيرة". وبوصفها امرأة بيضاء نشأت في محيط عائلي مريح، إذ وُلدت في مدينة نيويورك ونشأت في "لونغ آيلاند"، هل كانت في موقع يخولها للكتابة عن العنصرية؟ تجيب بيكولت، "أعتقد أن كل كاتبة تحمل مسؤولية سؤال نفسها "لماذا أظن أنه يجب علي أن أروي قصتي هذه؟". في نهاية المطاف، تمثل سبب فعلي ذلك في حاجتي آنذاك إلى صوت الشخصية السوداء بهدف تسليط الضوء على مفهوم الامتياز الأبيض، إذ يدور الكتاب حول ذلك الموضوع. أنا أمتلك الحق في فتح أعين البيض".

وعلى الرغم من الموضوعات المثيرة للجدل في كتبها، فقد وُصفت بيكولت بأنها "مؤلفة قصص خيالية للنساء"، الأمر الذي يغضبها. وتتحدث عن ذلك بوضوح، "هل سمعت من قبل عن شخص ما، يشار إليه على أنه مؤلف قصص خيالية للرجال؟ ما يقصدونه حقاً ليس أن النساء يقرأن ما أكتبه، بل أن يجري تعريفي بوصفي امرأة. إن ما يهمهم هو هويتي الجنسية، وليس من يقرأ كتاباتي".

 في الأسبوع الماضي، دُعيت الروائية الأميركية إلى التحدث في مدونة صوتية بريطانية عن الروايات الرومانسية. وورد في تعليقاتها، "كنت أفكر في نفسي، ما هي طبيعة كتاباتي برأيكم؟ إذا أرادوا قضاء وقت المدونة الصوتية في الحديث عن ذلك فسيكون الأمر رائعاً، مذهلاً، لكن الموضوع لا علاقة له بما أكتبه. لقد سئمت للغاية، خصوصاً في المملكة المتحدة، بسبب تسميتي بطريقة خاطئة هكذا. لا أدري لماذا. لا أعرف ما هي المشكلة في بلدك". وأنا أيضاً لست متأكدة ما هي المشكلة.  

صدرت رواية "كتاب الطريقتين" عن "دار هودر آند ستوتن" في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

© The Independent

المزيد من منوعات