منذ جريمة ذبح المدرس صمويل باتي الجمعة الماضي، تتعامل فرنسا مع حوادث أمنية مرتبطة بـ "الإرهاب" و"العنصرية". وفي جديدها، تهديد أمني في محطة بارديو للسكك الحديدية في ليون.
فقد أعلنت الشرطة الفرنسية في مدينة ليون، الخميس 22 أكتوبر (تشرين الأول)، أنها تنفذ عمليةً في محطة بارديو، مضيفة أن شخصاً اعتقل وأن المحطة أخليت من الناس.
وأوضحت الشرطة أن فريقاً لتفكيك المفرقعات موجود في المحطة، وأنها فرضت طوقاً أمنياً على المكان وبدأت عمليات تفتيش.
وذكرت صحيفة "لو بروغريه" المحلية، عبر موقعها الإلكتروني، أن امرأة تحمل حقائب عدة هددت بتفجير نفسها. ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من السلطات في منطقة رون.
طعن مسلمتين
في غضون ذلك، وجهت السلطات الفرنسية تهمتي الاعتداء والإهانات العنصرية لامرأتين يشتبه بطعنهما محجّبتين قرب برج إيفل، ومحاولة نزع حجابيهما، وفق ما أفادت مصادر قضائية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتأتي القضية في ظل ارتفاع منسوب التوتر العنصري بعدما قتل طالب لجوء شيشاني متطرف الأستاذ صمويل باتي، لأنه عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد خلال حصة تناولت "حرية الرأي والتعبير".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت المتهمتان بالاعتداء في حال سكر عندما صادفتا مجموعة من النساء المسلمات والأطفال في ساحة "شان دو مارس" في محيط برج إيفل. واشتكت العائلة المسلمة من كلب السيدتين وأعربت عن قلقها منه.
واندلع سجال بين الطرفين، فأخرجت إحدى المرأتين سكيناً وطعنت اثنتين من المحجبات، تبلغ إحداهما 19 عاماً والثانية 40 عاماً.
وأصيبت المرأة الأكبر سناً بست طعنات، وتخضع للعلاج في المستشفى جراء ثقب في رئتها. أما الضحية الأصغر فتعرضت لثلاث طعنات وتلقت العلاج في المستشفى، وغادرت لاحقاً.
غضب إزاء "الصمت الإعلامي"
وأفادت الضحيتان بأن المهاجمتين نادتهما بـ "العرب القذرين"، وقالتا لهما "مكانكما ليس هنا".
وأثار الحادث موجة غضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اتهم البعض الإعلام الفرنسي بالصمت حيال هجوم اعتبر بشكل واضح مناهضاً للمسلمين.
ووضعت المشتبه بها الرئيسة قيد الحبس الاحتياطي، بينما أفرج عن صديقتها بكفالة، بحسب مصادر قريبة من التحقيق.
ووجهت اتهامات لهما في وقت متأخر الأربعاء بتنفيذ اعتداء، زاد من خطورته استخدام سلاح والسكر وتوجيه إهانات ذي طابع عنصري.
لكن محامي الضحيتين، آري عليمي، طالب بتوجيه تهم أشد للمهاجمتين، متهماً إياهما بمحاولة القتل بناء على عرقية أو ديانة الضحيتين.
وأفاد بأن إحدى المرأتين أشارت على وجه الخصوص إلى الحجاب الذي ارتدته عدد من النساء في العائلة المسلمة، إذ أشارت إليه على أنه "ذاك الشيء الذي تضعنه على رؤوسكن".
كذلك اُتهمت المشتبه بهما بمحاولة نزع حجاب الضحيتين، وتوجيه ضربات على رأسيهما، لكنهما نفتا أن تكونا وجهتا أي إهانات عنصرية.
وحذر محاميهما، برنار سوليتود، من "تضخيم هذه الرواية"، مشيراً إلى ضرورة "الالتزام بالحقائق"، قائلاً إنه "خلاف نجم عن توجيه إهانات".
واتهم عليمي بدوره السلطات الفرنسية التي أغلقت مسجداً في ضواحي باريس وجماعات إسلامية عدة بعد عملية قتل باتي، بالقيام بـ "حملة شعواء".
وأفاد بأن من شأن خطوات كهذه مساعدة المتشددين على "بلوغ هدفهم وهو وصم المسلمين، ما يدفع بمزيد من الأفراد إلى التطرف".