Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ستغير المناظرة الأخيرة مسار السباق الرئاسي الأميركي؟

 ترمب غير راض عن مديرة المناظرة ومواضيع النقاش والقواعد المنظِمة

تُعد المناظرة الأخيرة بين المرشحَين أفضل فرصة أمام ترمب لتغيير ديناميكية السباق الرئاسي (أ ف ب)

في ليلة الخميس ستكون جامعة بلمونت بمدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، محط أنظار عشرات ملايين الأميركيين ومئات الملايين من الناس حول العالم، لمتابعة المناظرة الأخيرة والحاسمة بين الرئيس دونالد ترمب ومنافسه نائب الرئيس السابق جو بايدن، على شبكات التلفزيون المختلفة قبل 12 يوماً فقط على حلول موعد الانتخابات الرئاسية، فما هي التوقعات من هذه المناظرة، وهل ستكون أفضل من المناظرة الأولى وأقل حدة وأكثر تأثيراً؟ وهل يمكن أن تغير من مسار السباق الرئاسي في الولايات المتحدة؟

الفرصة الأخيرة

وفقاً لكل التقديرات، تُعد المناظرة الأخيرة بين المرشحَين، أفضل فرصة للرئيس ترمب لتغيير ديناميكية السباق الرئاسي، الذي ظلت معالمه مستقرة في إظهار تقدم بايدن في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، وفي غالبية الولايات التي ستحسم الانتخابات على الرغم من بعض المفاجآت والتبدلات المؤقتة.

وتكتسب هذه المناظرة الأخيرة أهميةً خاصة، لأن المواجهة الوحيدة السابقة في المناظرة الأولى التي جرت في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، كانت فوضوية للغاية، وهيمنت مقاطعات واشتباكات ترمب وبايدن عليها، فيما أُلغيت المناظرة الثانية التي كان مقرراً إجراؤها منتصف الشهر الحالي في ميامي بولاية فلوريدا، بعد إصابة ترمب بفيروس كورونا وإصراره على رفض المشاركة في مناظرة عبر الإنترنت، ما أدى إلى اعتماد المناقشات الجماهيرية التلفزيونية بعيداً عن المواجهة المباشرة بين المرشحين كبديل.

ونظراً إلى أنه لم تعد هناك الآن سوى فرصة واحدة فقط أمام المرشحَين، لمناقشة برنامج كل منهما ورؤيتهما للسنوات الأربع المقبلة في مواجهة أخيرة، لن يكون الرئيس ترمب في وضع يسمح له بتضييع فرصة مخاطبة جمهور بعشرات الملايين بسبب مكانته الحالية في السباق، إذ لن تكون هناك فرصة لتغيير اتجاه سباق الانتخابات أفضل من مناظرة الخميس، على الرغم من انتقاداته لها قبل أن تبدأ.

هجمات مبكرة

 خلال اليومين الماضيين، هاجم الرئيس ترمب المناظرة المقبلة باعتبارها حدثاً آخر من المناظرات المسطحة والمكدسة بأمور بلا معنى، بينما كان معسكر جو بايدن يضع إستراتيجية لمواجهة هجمات الرئيس المتوقعة على عائلته.

وقبل صافرة البداية، حاول ترمب تحديد خطوط الهجوم، بل بدأ عملياً في الاستعداد للمناظرة علناً، فقد انتقد مذيعة ومراسلة شبكة "إن بي سي" كريستين ويلكر، التي ستدير جلسة المناظرة، وقال في مقابلة هاتفية على شبكة فوكس نيوز، إنها غير محايدة وحزبية تماماً، وتتحدر من عائلة ديمقراطية. واعتبر أن المواضيع المحدد مناقشتها في المناظرة غير عادلة، وكذلك القواعد المنظِمة لإدارة المناظرة.

غير أن مسؤولاً في لجنة المناظرات الرئاسية دافع عن ويلكر، مؤكداً أن مسؤولاً في حملة ترمب أشاد بها الأسبوع الماضي. وقال إن الحملتين اتفقتا على القواعد المنظِمة للمناظرة.


قواعد جديدة مؤثرة

وضعت لجنة المناظرات الرئاسية قواعد جديدة وافقت عليها حملتا المرشحين، وتنص على كتم الصوت في أجزاء من المناظرة للمرة الأولى من نوعها، بهدف ضمان تحقيق أكبر استفادة ممكنة لملايين الأميركيين، الذين سيتابعونها والحيلولة دون تكرار الإهانات والشتائم، التي اتسمت بها المناظرة الأولى، وسيحصل كل مرشح على دقيقتين للإجابة مبدئياً عن أسئلة مديرة المناظرة، وخلال ذلك الوقت، سيُكتم صوت ميكروفون المرشح المنافس، بحيث يكون لدى كل من ترمب وبايدن وقت غير متقطع للإجابة وبعد دقيقتين، سيُشغّل كلا الميكروفونين للمناقشة المفتوحة.

وعلى الرغم من الاتفاق على هذه القواعد التي تشمل أيضاً اتباع جميع البروتوكولات الصحية والاختبارات المطلوبة مثل ارتداء الأقنعة، والتباعد الاجتماعي، إلا أن البعض يتخوف من الاستمرار في مقاطعة كل طرف للآخر حتى مع كتم صوت الميكروفونات، ويقول أحد أعضاء حملة بايدن، إن "ترمب هو أقل رئيس يمكن التنبؤ به على الإطلاق، وهو رجل استعراض ومستفز، ويفعل أشياء لإثارة رد فعل الطرف الآخر، بخاصة أنه يواجه احتمال خسارة الانتخابات في غضون أسبوعين".

غير أن الرئيس الأميركي بدا مستعداً لسماع بايدن من دون مقاطعته، فقد قال في حديث مع "شبكة فوكس نيوز"، إن "كثيراً من الأشخاص يقولون دع بايدن يتحدث خلال المناظرة، لأنه سيفقد تسلسل وسياق أفكاره"، في إشارة ضمنية لما يروج له ترمب من أن بايدن رجل خرف ينسى ما يقول وغير مؤهل للمنصب الرئاسي.

السياسة الخارجية

وبينما سيكون شكل المناظرة التي تستغرق ساعة ونصف الساعة، مطابقاً للمناقشة الرئاسية الأولى، مع تقسيم الوقت إلى ستة أجزاء، كل منها ربع ساعة، يختارها مدير المناظرة، فإن المواضيع المطروحة للنقاش واجهت انتقادات من ترمب وأعضاء حملته. ففي حين تقول لجنة المناظرات الرئاسية إن محاور المواضيع التي ستُناقَش اتُفق عليها من الجانبين، اعترض بيل سبتيبيان مدير حملة ترمب، في رسالة وجهها إلى اللجنة، قائلاً إنه يجب مراعاة التقاليد القديمة من خلال تركيز النقاش حول السياسة الخارجية.

غير أن مسؤولين في لجنة المناظرات الرئاسية نفوا ذلك، قائلين إن الأمن القومي هو أحد مواضيع النقاش المدرجة، إلى جانب خمسة محاور أخرى تتعلق بمنهج وأسلوب مكافحة فيروس كورونا، والقضايا الخاصة بالعائلات الأميركية، ومسألة العرق في أميركا، والتغير المناخي، وأسلوب قيادة البلاد.

في المقابل، يرى مستشارو بايدن أن المناظرة الأخيرة هي فرصة لمناقشة السياسة الخارجية، التي يرون أنها إحدى نقاط قوة مرشحهم، إذ أشاد بايدن بإدارة ترمب لدورها المحوري في التوسط لإتمام الاتفاقات التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين للاعتراف بإسرائيل والتوصل إلى سلام معها، لكنه اتهم الرئيس في ذات الوقت بالابتعاد عن الحلفاء وجعل العلاقات الخارجية أكثر تقلباً في مناطق أخرى حول العالم.

قضية هانتر بايدن

وفيما أوضح مستشارو ترمب أن السياسة الخارجية يجب أن تلعب دوراً أكثر مركزية، وأن بايدن يجب أن يُجبَر على الإجابة عن رسائل البريد الإلكتروني المزعومة من ابنه هانتر، التي نشرتها أخيراً صحيفة "نيويورك بوست"، إلا أن فريقاً آخر يفضل أن يركز ترمب على الاقتصاد وسجل جو بايدن، وتصويره على أنه ليبرالي سيرفع الضرائب. وهو ما بدأه ترمب بالفعل، الذي أكد أن منافسه الديمقراطي سيحول الولايات المتحدة إلى جحيم اشتراكي.

وليس هناك من شك في أن ترمب إن فعل ذلك، فسيثير غضب بايدن الذي أظهر لمحة من الغضب عندما سُئل عن الموضوع الأسبوع الماضي، معتبراً أنها حملة تشهير أخرى، في حين نصحه خبراء أن يرد على ترمب من دون انفعال حتى لا يبدو في موقف ضعف كرئيس محتمل.

كورونا تظل حاضرة

ستكون هذه المناظرة أول فرصة للمرشحين لمناقشة كيفية التعامل مع جائحة كورونا بعد تجربة الرئيس ترمب الخاصة في المستشفى بسبب إصابته بالمرض. وفي حين يواصل بايدن انتقاداته لطريقة تعامل ترمب مع جائحة كورونا، يواصل ترمب دفاعه عن طريقة تعامله مع الجائحة، التي أودت بحياة أكثر من 220 ألف أميركي، ويهاجم منافسه الديمقراطي لتعهده بالتزام نصائح الخبراء العلميين.

كما أصر ترمب على أنه يتعاون مع الدكتور أنتوني فوتشي، الذي يتولى أعلى منصب حكومي في مكافحة الأمراض المعدية، لكنه اعتبر أنه لا يتحلى بروح الفريق وأنه أشبه بكارثة، لأنه كلما ظهر على شاشات التلفزيون يفجر مشكلة بتصريحاته.

استعدادات اللحظة الأخيرة

في الأثناء، اختار الرئيس دونالد ترمب تكثيف جهوده في بنسلفانيا وهي الولاية الأكثر أهمية على الخريطة الانتخابية، بدلاً من الاستعداد لخوض المناظرة الرئاسية، التي قد تكون فرصته الأخيرة والأفضل لتغيير مسار حملة 2020، فيما اتخذ المرشح الديمقراطي جو بايدن نهجاً معاكساً، حيث تحصن من أجل الإعداد للمناظرة قبل مواجهة يوم الخميس.

لكن ترمب، الذي ما زال يلاحق بايدن وفق استطلاعات الرأي في معظم الولايات المتأرجحة، واصل السفر في الأسبوعين الأخيرين من السباق، وألقى خطابات أرادت حملته أن تكون رسالته الختامية. ويعتمد ترمب في شكل متزايد على تجمعات حملته الانتخابية المميزة، لإيصال رسالة مباشرة للناخبين وزيادة الإقبال بين قاعدته من الجمهوريين. وكانت رحلته الأخيرة إلى ولاية بنسلفانيا واحدة من الرحلات التي يُتوقع أن تتكرر خلال الأسبوعين المقبلين نظراً إلى أهمية هذه الولاية في السباق الانتخابي، وهو ما أكده ترمب نفسه مرات عدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


نهج بايدن

وبينما كان ترمب في طريقه إلى بنسلفانيا، اجتمع بايدن في منزله بمدينة ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، مع كبير مستشاريه رون كلاين المسؤول عن الاستعداد للمناظرة، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة من المساعدين بهدف الحد من مخاطر انتشار فيروس كورونا، كما لم يشارك بايدن في أية أحداث عامة الثلاثاء أو الأربعاء، ولن يسافر إلا بغرض المشاركة في المناظرة يوم الخميس في ولاية تينيسي.

في أي سباق رئاسي آخر، سيكون مثل هذا النهج المنخفض المستوى غير عادي للغاية في هذا المنعطف، لكن في خضم جائحة فيروس كورونا، أصبح هذا النهج رمزاً لحملة بايدن، الذي انتقد ترمب على عقده تجمعات تضم مئات الأشخاص، واصفاً إياها بأنها تهدد بنشر العدوى، بينما حرص هو على المشاركة في تجمعات أصغر متباعدة اجتماعياً، أو عبر مسيرات بالسيارات على الطريق.

لكن الرئيس ترمب سخر من بايدن بسبب جدول أعماله العام القليل والمتناثر، بينما استمر هو في عقد تجمعات جماهيرية حاشدة من أريزونا إلى بنسلفانيا في مسعى إلى تعويض حضوره الجماهيري، الذي انقطع خلال مرضه في المرحلة الأخيرة من السباق.

من سيفوز؟

على الرغم من أنه غير واضح مَن سيكون صاحب الفرصة الأكبر للفوز في المناظرة الرئاسية الأخيرة، إلا أن فرص ترمب في إعادة انتخابه تحسنت في سوق الرهانات خلال الأسبوع الماضي، حيث قفزت من 34.8 في المئة إلى 40 في المئة خلال الأسبوع الأخير، وفقاً لموقع أودشيكر. ومع ذلك فإن سوق الرهانات لا يزال يرجح فوز بايدن، على الرغم من تراجع هذه الاحتمالات من 66.7 في المئة إلى 61.5 في المئة في ذات الفترة الزمنية.

وتتضارب التوقعات من الآن حول مَن سيفوز بالانتخابات الرئاسية، فبينما يقول آلان لشتمان الأستاذ في الجامعة الأميركية، الذي توقع بشكل صحيح نتيجة انتخابات عام 2016، وما سبقها من انتخابات رئاسية، إنه يعتقد أن ترمب لن يكسب الانتخابات، إلا أن توم ديل بيكارو، المحلل السياسي في شبكة فوكس نيوز الأميركية، يتوقع عكس ذلك ويعتقد أن ترمب سيحقق نصراً مفاجئاً.

المزيد من دوليات