Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجدد القصف في قره باغ بعد ساعات على إعلان الهدنة

وزير الخارجية الروسي يعلن نجاح مبادرة موسكو وبدء مباحثات "جوهرية" بين الطرفين

تعرضت مدينة ستيباناكرت، عاصمة إقليم ناغورنو قره باغ الخاضع لسيطرة القوات الأرمينية، السبت 10 أكتوبر (تشرين الأول)، لعمليات قصف، على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل نظرياً حيز التنفيذ عند الظهر.

وسُمع في أنحاء مدينة ستيباناكرت دوي سبعة انفجارات قوية. وبُعيد الانفجارات دوَّت صفارات الإنذار لدقائق عدَّة لدعوة السكان إلى الاحتماء في الأقبية والملاجئ.

وكان الاتفاق الذي تم التوصل إليه فجر السبت ودخل ظهراً حيز التنفيذ، قد بدا سارياً نسبياً؛ إذ شهدت المدينة هدوءاً بعد معارك عنيفة استمرت أياماً.

تبادل الاتهامات

ووافق وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان بوساطة روسية، على وقف إطلاق النار في مفاوضات استمرت أكثر من عشر ساعات، وانتهت في وقت متأخر من ليل الجمعة - السبت، لوقف الصراع المحتدم في إقليم ناغورنو قره باغ، أسفرت عن هدنة لم تتضح مدتها بعد.

وقبل دقائق من تفعيل الهدنة، تبادل الجانبان الاتهامات بشأن هجمات جديدة، إذ قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن قوات من الأرمن قصفت مناطق مأهولة بالسكان صباح اليوم السبت، وهو ما نفته يريفان.

وبدورها اتهمت وزارة الدفاع في أرمينيا قوات أذربيجان بالهجوم على منطقة مأهولة داخل بلادها بالطائرات المسيرة، وقالت إن باكو تحاول "تغيير الحقائق على الأرض" قبل بدء سريان وقف إطلاق النار.

كما اتهم مسؤولون من الأرمن في ناغورنو قره باغ القوات الأذربيجانية بإطلاق صواريخ على خانكندي، أكبر مدن الإقليم، وهو ما قابلته باكو بالنفي، مؤكدة أنها لم تنفذ أي قصف أو تستخدم طائرات مسيرة ضد مناطق مدنية.

ترحيب فرنسي

ومن جانبها رحبت فرنسا، التي تشارك برئاسة مجموعة مينسك، بوقف إطلاق النار، ودعت إلى "احترامه الكامل". وقالت متحدثة الخارجية الفرنسية أغنيس فون دير مول، "ترحب باريس بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بين أرمينيا وأذربيجان. ويتعين الآن تنفيذه والتقيد به بشكل كامل من أجل تهيئة الظروف الكفيلة لإنهاء الأعمال القتالية بين البلدين".

وعلى الرغم من ترحيب أنقرة، التي تدعم باكو، بالاتفاق، فإنها أكدت أن هناك "حاجة إلى أمور أخرى كثيرة". وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية خطوة أولى مهمة. لكنه لن يكون بديلاً لحل دائم".

وأضافت "أكدت تركيا أنها ستدعم أي حل توافق عليه أذربيجان. وستواصل الوقوف إلى جانبها في الميدان وعلى طاولة التفاوض".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن نظيريه في البلدين المتنازعتين، وافقا على "مبادرة موسكو" لوقف القتال، بعد لقاء جمعهمها في العاصمة الروسية، الجمعة.

وقال لافروف في بيان إثر المفاوضات إن وقف إطلاق النار يبدأ "اعتباراً من الساعة 12 ظهراً يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2020 لأغراض إنسانية". وأكدت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لوكالة الصحافة الفرنسية إن "وقف إطلاق النار يبدأ ظهر السبت".

محادثات "جوهريّة"

وأشار لافروف إلى أن وقف إطلاق النار سيتيح "تبادل أسرى حرب وأشخاص آخرين وجثث القتلى بما يتوافق ومعايير لجنة الصليب الأحمر". 

وأضاف أن أذربيجان وأرمينيا اتفقتا على بدء محادثات "جوهريّة". وقالت وزارة الخارجيّة الروسية في البيان إن أذربيجان وأرمينيا ستُباشران "بوساطة الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا... مفاوضات جوهريّة بهدف التوصل إلى تسوية سلمية" للنزاع في ناغورنو قره باغ. 

وقال لافروف إنه سيتم التوافق لاحقاً "على المعايير المحددة" لاتفاق وقف النار. وتواصلت المفاوضات بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في موسكو أكثر من 10 ساعات وانتهت في وقت متقدم من ليل الجمعة السبت.

وبعد دعوات المجتمع الدولي المتواصلة إلى الهدنة، أرسلت باكو ويريفان وزيري خارجيتيهما إلى العاصمة الروسية لبدء مفاوضات، وهو الأمل الأول لإنهاء القتال الذي بدأ في 27 سبتمبر (أيلول).

وانطلقت المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان، الجمعة، في موسكو. وجاءت المفاوضات تلبيةً لدعوة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وزيري خارجية كل من البلدين المتصارعين لإجراء مفاوضات، بحسب ما أعلن الكرملين مساء الخميس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الكرملين في بيان إنه "في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا مدعوان إلى زيارة موسكو للتشاور" بوساطة الخارجية الروسية. وأضاف أن الهدف هو "وقف القتال" وتبادل الأسرى وجثث الجنود القتلى على وجه الخصوص.

وأضاف الكرملين أن "رئيس روسيا يدعو إلى إنهاء القتال في ناغورنو قره باغ لأسباب إنسانية، بهدف تبادل جثث القتلى والسجناء"، موضحاً أن بوتين أجرى مباحثات مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.

وأعقب الدعوة الروسية تصريح للرئاسة الفرنسية، قالت فيه إن أرمينيا وأذربيجان "تتجهان إلى التوصل إلى هدنة" تنهي المعارك الجارية في ناغورنو قره باغ، ليل الجمعة أو السبت.

وقال مصدر في الإليزيه لوكالة الصحافة الفرنسية، "نتحرك في اتجاهه هدنة إما الليلة أو غداً لكنها لا تزال هشة". وجاءت تصريحاته بعد ما تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان، ليل الخميس، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الجمعة.

وقد قصفت أذربيجان، صباح السبت، منطقة غابان الأرمينية بالقرب من الحدود الإيرانية.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار