Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يوم القيامة الإيكولوجي

جرس إنذار لفناء الأرض من البشر بسبب التغيرات المناخية

انخفض الجليد البحري في 15 سبتمبر 2020 إلى 3.74 مليون كيلو متر مربع (غيتي)

يمكن اعتبار هذا التعبير "يوم القيامة الإيكولوجي"، أحدث التعبيرات المطروحة في سياق محاولة تشخيص الأزمة البيئية العالمية التي تلم بعالمنا المعاصر، والتي تهدد البشرية برمتها بالفناء، وباتت علامة الاستفهام المقلقة، هل سيكون إنسان القرن الحادي والعشرين، هو السبب الرئيس في وضع ملامح ومعالم لنهاية الإنسانية على الكوكب الأزرق، من جراء عدم احترامه للطبيعة، وثورة الأخيرة عليه؟

التساؤلات جد خطيرة، ومثيرة للهلع، لا سيما بعدما ظهرت في الأفق حصيلة الحصاد التي جاءت وستجيء حكماً موافقة بالتمام والكمال لحسابات العقل، فالبشرية اليوم تجني ما زرعته في تعاملاتها مع المناخ والأرض والبيئة، لا سيما الاعتداءات والتلويث المتعمد، وإفناء الثروات الطبيعية إضافة إلى الغابات، وجميعها بهدف تحقيق أعلى درجة من درجات الثراء، وتزويد المصانع بالمواد الخام، وبسط النفوذ والهيمنة من خلال تراكم الثروات المالية، تلك المنظومة الأنانية في غير استنارة، والبرجماتية من دون تبصر.

لماذا الآن إعادة القراءة، وهل الحديث مرتبط بتحذيرات العلماء من المصير شبه المحتوم لكثير من بقاع وأصقاع الأرض بسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي تحديداً؟ أم أن هناك أوراقاً وتقارير سرية تزيد من الخوف القادم لا محالة؟

كارثة ذوبان جليد الأقطاب

في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، كانت صور الأقمار الصناعية تظهر صوراً مخيفة لأوضاع الثلوج في القطب الشمالي، حيث بدا تقلص الجليد البحري الصيفي هناك بشكل كبير، كثاني أكبر تقلص له في السجلات، بسبب عوامل الاحتباس الحراري، إلى جانب العوامل الطبيعية، وفقاً لتصريحات خبراء البيئة والمناخ في الولايات المتحدة الأميركية.

وبلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل، فقد بلغ مدى الجليد البحري في 15 سبتمبر 2020 مستوى صيفياً منخفضاً يبلغ 3.74 مليون كيلو متر مربع.

 والذوبان هو ثاني أدنى مستوى في سجل الأقمار الصناعية البالغ من العمر 42 عاماً، ما يعزز الاتجاه الهبوطي طويل الأجل في مدى الانتشار، وقد كان أدنى انتشار في العام 2012، عندما تقلص الجليد إلى 3.4 مليون كيلو متر مربع.

يحدثنا "مارك سيريز" مدير المركز الوطني الأميركي لبيانات الجليد والثلوج عن العام الحالي 2020، وكيف أنه سيعد علامة تعجب في الاتجاه الهبوطي لحجم الجليد البحري للقطب الشمالي.

وعلى الرغم من أن الجليد البحري يذوب في الصيف، ويعاود التجمع في الشتاء، إلا أن صور الأقمار الصناعية الدقيقة الملتقطة بانتظام منذ عام 1979 وثقت كيف تقلب الدورة بشكل كبير. ما هو المتوقع من ذوبان الجليد القطبي؟

 من دون الإغراق في التفصيلات، سوف تمتص المحيطات مزيداً من الحرارة، وسترتفع درجة الحرارة فيها، وسنكون جميعاً أكثر عرضة للآثار المدمرة لانهيار المناخ، ما يؤكد المخاوف الإيكولوجية المفزعة.

تقرير البنتاغون والتغير المناخي

من بين الأوراق التي تلفت الانتباه إلى خطورة الأوضاع المناخية حول الكرة الأرضية، التي لم يلتفت إليها كثير من المراقبين، تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، يحمل عنوان "سيناريو تبدل مناخي مفاجئ"، وفيه إشارات وقراءات عميقة عن أثر ذلك على الأمن القومي الأميركي بصورة خاصة أول الأمر، وعلى عموم العالم تالياً... هل كان هذا التقرير أول محاولة أميركية في هذا الإطار؟

بالقطع لا، فمن وجهة نظر اجتماعية يكون التبدل المناخي المفاجئ  غير المتوقع أكثر زعزعة للاستقرار من تبدل مناخي تدريجي ومتوقع، وتقر تحليلات عسكرية بأن التبدلات المناخية التدريجية المتوقعة تشكل تهديدات أمنية وطنية.

من هنا افتتحت وكالة المخابرات المركزية الأميركية أواخر العام 2009 مركزاً جديداً مخصصاً لتقييم هذه التهديدات، وتتوقع دراسة حديثه مثلاً، ازدياد النزاعات المسلحة بنسبة تفوق 50 في المئة وحدوث 400 ألف حالة وفاة تقريباً، بسبب المعارك في أفريقيا عام 2030... لكن ما الذي يشير إليه تقرير البنتاغون بشأن التهديدات المناخية القائمة والقادمة؟

من دون تطويل ممل نحن أمام أهوال يوم القيامة وعن حق، فالتوتر ينتج حروباً، ومجاعات، وأمراضاً، وتدفقاً للاجئين، وانهياراً سكانياً بشرياً، وحرباً أهلية في الصين، وتحصينات دفاعية في الولايات المتحدة وأستراليا.

وعلى الرغم من أن التقرير يحاول طمأنة الأميركيين بأن أحوال الولايات المتحدة ستكون أفضل نسبياً وذات قدرة تكيفية أكبر، إلا أن أعباء ما سيجري في بقية أرجاء العالم، لن يدع مجالاً للطمأنينة في الداخل الأميركي بصورة مطلقة... لماذا؟

لأن واشنطن ستجد نفسها في عالم تبذل فيه أوروبا جهوداً مضنية في الداخل، وسوف تندفع أعداد كبيرة من اللاجئين إلى شواطئها، وتشهد آسيا أزمة خطرة تتعلق بالغذاء والماء. سوف تكون الفوضى والنزاعات سمات حياتية دائمة.

تقرير البنتاغون لا يرتكز على توقعات صادرة عن دراسات مناخية، بل على حدث معروف وقع في مرحلة ما قبل التاريخ في لب الجليد، والمواد المترسبة، والأحافير. فمنذ 8200 عام تقريباً، وبعد عدة آلاف من السنوات على التأرجحات الكبيرة التي طرأت على المناخ، هبطت درجات الحرارة قرب جرينلاند بين 6 و7 درجات مئوية، وانتشر البرد والجفاف، والأحوال الجوية العاصفة، في شمال أوروبا وصولاً إلى المناطق الداخلية لآسيا، كما انخفضت الأمطار في بعض مواسم الأمطار الأفريقية والآسيوية، ومن المحتمل أن تكون درجات الحرارة قد ارتفعت قليلاً في النصف الجنوبي للكرة الأرضية. ودامت هذه الأحوال الجوية 160 عاماً تقريباً قبل أن تنعكس مجدداً. لم يكن الحدث فريداً من نوعه، بل كان الحدث الأخير والأصغر حجماً بين التبدلات المناخية القوية والعديدة التي مرت بالكرة الأرضية، لا سيما ما عرف باسم "يونغر درياس"، وهو الطقس الرديء البارد الذي حدث قبل 12700 عام تقريباً، ودام قرابة 1300 عام... هل ما جرى قبل 8200 عام قابل للتكرار مرة أخرى؟ لا يجيب تقرير البنتاغون عن السؤال المتقدم لسبب أو لآخر، لكن المضمون يشي بمخاوف ربما دفعت الروس بدورهم للتوجس والمخاوف وبدايات الحديث عن الأسوأ الذي لم يأت بعد.

القيامة الإيكولوجية خطر حقيقي

في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2017، حذر علماء وباحثون من مختلف العالم، وعبر وثيقة صدرت عنهم وقع عليها أكثر من 15 ألف عالم، من تعرض المستقبل الذي يتمناه المجتمع البشري والممالك النباتية والحيوانية لخطر حقيقي.

ولعله من المثير القول أن ما فعله العلماء هو أنهم حدثوا وثيقة "يوم القيامة" الصادرة عام 1992، لنشر تحذيرات حول مستجدات معركة الحفاظ على كوكب الأرض، وكانت الوثيقة القديمة تحمل اسم "تحذير علماء العالم للإنسانية"، ووقعت قبل ربع قرن من علماء حازوا جائزة نوبل في العلوم.

التحذير الرئيس في الوثيقة المحدثه ينبه إلى أنه إذا لم تُعالج المشكلة، فإن عديداً من ممارساتنا الحالية تعرض المستقبل البشري للهلاك، ولن يضحي العالم لاحقاً قادراً على الحفاظ على الحياة بالطريقة التي نعرفها.

بعد أقل من عام، كان العالم البيئي البريطاني الشهير "ديفيد أيتنبار"، يحذر من أن سيناريو يوم القيامة سيتحقق في حالة لم تواجه البشرية ظاهرة التغير المناخي.

حديث "أيتنبار" جاء خلال افتتاح قمة المناخ في بولندا، حيث أشار إلى أن "الحضارة البشرية ذاهبة نحو الانهيار، وجزءاً كبيراً من العالم البيئي سوف ينقرض، في حال لم تُتخذ خطوات فعلية للتعامل مع الاحتباس الحراري".

طرف دولي ثالث، هو وزارة البيئة الروسية، أطلقت بدورها تحذيراً في تقريرها السنوي في نهايات سبتمبر 2018، حول تغيرات المناخ وتأثيراتها، مشيرة إلى أن السنوات القادمة ستشهد تأثيرات سلبية خطيرة جراء ظاهرة الاحتباس الحراري، الأمر الذي أطلقت عليه تعبير "يوم القيامة البيئي" أو الإيكولوجي.

التقرير الروسي يؤكد على أن الانبعاثات الغازية التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، قد زادت في السنوات الأخيرة، وحمّلت مسؤولية ذلك للنمو الاقتصادي والسكاني، وأشار التقرير إلى أن تركيزاً غير مسبوق خلال 800 ألف عام على الأقل لغازات ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروجين يحلق في الغلاف الجوي في وقتنا الحاضر.

لم توفر مخاوف يوم القيامة الروس كما الأميركيين، ففي التقرير عينه نجد أن ارتفاع درجات الحرارة في روسيا تجري بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً، مع الأخذ في عين الاعتبار أن روسيا شهدت خلال الأعوام الماضية عديداً من الظواهر الطبيعية الخطيرة التي أضرت إضراراً جسيماً بأنشطة اقتصادية وحياتية للمواطنين الروس في شمال البلاد وجنوبها.

التقرير الروسي يقطع بأن "القيامة الإيكولوجية" ليس تعبيراً أجوف، إذ إن المخاطر المحدقة بروسيا الاتحادية، التي لم يكشف التقرير لأغراض الحفاظ على الأمن القومي الروسي إلا عن القليل جداً منها، عديدة ومخيفة، وعلى موسكو أن تكون مستعدة لتغيرات أكبر ستطرأ على المناخ والبيئة هناك خلال السنوات القليلة القادمة، وغالباً ما ستكون كارثية حيث تشير المعطيات إلى ارتفاع عدد الأعاصير والفيضانات والتدفقات والانهيارات الطينية، فضلاً عن تلف المحاصيل الزراعية، وانتشار الأمراض والآفات والحشرات الضارة، عطفاً على أن التقرير عينه كان قد حذر من تلف البنى التحتية للمنشآت، وتدمير شبكات السكك الحديدية، وتوقف عمل محطات الطاقة الكهربائية، فيما الطامة الكبرى، موصولة باحتمالات ارتفاع منسوب مياه بحر قزوين، الأمر الذي سيؤدي حكماً إلى غرق مناطق سكنية بأكملها... ماذا يمكن أن يكون يوم القيامة البيئي أكثر مما تقدم؟

المؤكد أن الهول الأعظم المصاحب لتلك التغيرات في روسيا، يمكن أن يتمثل في دمار منشآت خاصة بتخزين مواد كيماوية وبيولوجية ونووية، علاوة على ذلك فإن ارتفاع درجات الحرارة، والخلل في مستويات الرطوبة سيؤديان إلى تسارع "تأهرم" المباني والطرقات، وهذا بصورة خاصة في الأجزاء الأوروبية من روسيا.

قبو القيامة في خطر بالغ

ولأن الدول الاسكندنافية هي الأقرب جغرافياً من روسيا، لذا بدا أن المخاوف هناك تتصاعد بدورها على البشر والحجر معاً.

التقرير الروسي يشمل تلك الدول المعروفة بالرفاهية الاجتماعية التي ستتعرض لمتغيرات خاصة بالمتقدمين في العمر، فمن هو فوق الـ65 عاماً سيكون عرضة لكثير من أمراض القلب والضغط.

هناك كذلك جزئية بيولوجية مثيرة للذعر، ذلك أن ارتفاع درجة الحرارة يساعد على تكاثر سريع للميكروبات في المواد الغذائية ويتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى انتشار حالات العدوى المرضية في الجهاز الهضمي. كما سيساعد ارتفاع درجات الحرارة على اتساع مساحات معيشة الحشرات الضارة التي ستبدأ بتخريب الغابات غرب الأجزاء الأوروبية من روسيا وجنوب شرقي سيبريا.

هل سيؤثر ارتفاع درجة الحرارة على مخزونات البشرية من الحبوب المحفوظة في عدد من المخازن حول العالم؟

تعود الفكرة إلى زمن الحرب الباردة، فقد توقع الأوروبيون والأميركيون أن حرباً نووية قد لا تبقي ولا تذر، لهذا فإنه من الحسن أن يُحتفَظ في "قبو" خاص تحت سطح الأرض بالبذور التي يمكن إعادة زراعتها على وجه الأرض مرة ثانية، بعد انقضاء مفاعيل الضربات النووية.

من بين تلك الأماكن يكثر الحديث عن قبو أقيم في جزيرة نرويجية باردة، قبل عشر سنوات، حتى يحفظ عينات هائلة من البذور. حين أنشئ هذا القبو كانت الحرب الباردة، قد ولت، غير أن التهديدات المناخية العالمية كانت قد حلت محلها.

في مارس (آذار) 2019 كانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تنشر تقريراً حول حالة الجو في أرخبيل "سفالبارد"، النرويجي الذي يحتضن ما يعرف بـ"قبو القيامة"، كشف عن أن الحرارة قد ارتفعت من حول القبو بصورة تهدد العينات المحتفظ بها من البذور، مع الأخذ كذلك في عين الاعتبار أن الحرارة قد ترتفع بأكثر من عشر درجات في نهاية القرن الحالي.

ما هي النتيجة المتوقعة حال ارتفاع درجات الحرارة بهذه الوتيرة في المناطق المتاخمة للقطب الشمالي؟

باختصار غير مخل، يعني الأمر ذوبان مزيد من الجليد في القطب الشمالي، ما يهدد القبو بعدة مخاطر، وقد حدث بعضها في عام 2017 بالفعل، عندما تعرض القبو لفيضانات غزيرة.

التقرير الذي أُعِد بطلب من وكالة البيئة النرويجية، كشف أنه في حال استمرت الانبعاثات بوتيرة متوسطة أو عالية، فإن الحرارة سترتفع، فيما سيزداد هطول الأمطار، وهذان التحولان من شأنهما أن يؤثرا بشكل سلبي على الأرض الباردة التي أقيم فيها القبو.

الإنسانية والاستعداد للأسوأ

يعن للقارئ أن يتساءل هل فكرة "قبو يوم القيامة"، ضرب من ضروب الـSelf Prophecy أي التنبؤات التي تسعى لتحقيق ذاتها بذاتها، أم أنها رؤية استشرافية مستقبلية تقوم على حسابات عقلانية، وحقائق علمية تؤكد قصة الطوفان الذي يكاد يضرب الأرض من جديد؟ مهما يكن من شأن الجواب، فإن نظرة عميقة لما يحويه القبو محل النقاش، تأخذنا إلى فكرة "فلك نوح" أو "سفينة النجاة" التي بناها نبي الله نوح قبل آلاف من السنين بهدف نجاة البشرية.

يضم القبو ملايين البذور، التي جمعت تحسباً لأي كوارث طبيعية أو حروب كبرى، وأخيراً تم إيداع نحو عينة جديدة من مجموعات البذور من جميع أنحاء العالم في "قبو سفالبارد"، الذي يعد أكبر مستودع في العالم بني لحماية هذه البذور ضد الحروب أو الكوارث الطبيعية، التي تقضي على المحاصيل الزراعية، ولمواجهة  أي نوع من أنواع الإبادة لأي سبب، لهذا فإن القائمين عليه قد جمعوا من أقاصي الأرض، مجموعات مختلفة من البذور، ويدير القبو صندوق تنوع المحاصيل في النرويج، ولم يكن اختيار مكان القبو اعتباطياً، ولهذا اختير الموقع في جزيرة لا تبعد كثيراً عن القطب الشمالي، حيث درجة الحرارة هناك لا تزيد عن (-5) درجات مئوية كي تظل البذور مجمدة دون الحاجة لتبريد.

الفوضى الكاملة ونهاية الحضارة

من الأميركيين إلى الروس ثم الأوروبيين، ينطلق المرء إلى ركن قصي من الكرة الأرضية، هناك جهة أستراليا، التي صدر عنها في يونيو (حزيران) 2019 تقرير لا يقل سوداوية، ومن أسف شديد عن مصير كوكب الأرض من جراء التغيرات الإيكولوجية، التي ستؤدي بالعالم إلى حالة من الفوضى يكون فيها الذعر السياسي هو القاعدة، ويضعنا على نهاية الحضارة البشرية.

 تتناول "إليزابيث وايز" من خدمة "تربيون – ميديا" للإعلام، في تقرير مطول لها، هذا التقرير الذي صدر عن مؤسسة فكرية أسترالية مستقلة تدعى "بريكثرو ناشونال سنتر"، يشارك فيه بعض من أفضل العقليات الغربية عامة، مثل بروفيسور الفيزياء التطبيقية والرياضيات بجامعة كولومبيا "آدم سويل".

 يطرح التقرير سيناريو لعام 2050، في عالم لم يخفض فيه البشر انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يكفي لمنع ارتفاع درجات الحرارة... ما هو شكل العالم إذا لم يفلح البشر في تبريد حرارة الكرة الأرضية؟

سيكون سيناريو الفوضى العالمية على النحو التالي، الذي يؤطر لنهاية الحضارة البشرية والمجتمع الحديث، وتصبح في إطاره تحديات الأمن العالمي هائلة، ويتحول الذعر السياسي إلى العرف السائد، وباختصار مفيد تمضي التوقعات كالتالي:

ـ عام 2030 تصل انبعاثات الغاز إلى ذروتها، وعلى الرغم من التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري، إلا أن درجة حرارة الكرة الأرضية ستكون قد ازدادت بنسبة 5.4 درجة مئوية.

ـ بحلول عام 2050 يرتفع منسوب مياه البحار بمقدار 1.6 قدم، ومن المتوقع ارتفاعه بما يصل إلى 10 أقدام بحلول عام 2100 (نحو 3.5 متر).

ـ سوف يعيش 55 في المئة من البشر في مناطق تتعرض لأكثر من 20 يوماً من الحرارة القاتلة سنوياً، ما يتجاوز قدرة البشر على البقاء.

ـ سوف تعاني قارة أميركا الشمالية (الولايات المتحدة + كندا + المكسيك) من تقلبات مناخية مدمرة، منها حرائق غابات وموجات شديدة الحرارة وجفاف وفيضانات.

ـ في آسيا تنحسر المياه في الأنهار الكبرى، بسبب فقدان أكثر من ثلث الغطاء الجليدي لمنطقة الهيمالايا، وينجم عن ذلك تشريد مليار شخص.

ـ في غصون 30 عاماً من اليوم تنهار الأنظمة البيئية المرتبطة بالشعاب المرجانية والغابات المطيرة في الأمازون، وبالتالي تتضرر نشاطات الصيد ومعدلات الأمطار.

ـ بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قاتلة، يصبح كثير من المناطق غير صالح لسكنى البشر، ويتعرض أكثر من مليار شخص في غرب أفريقيا والمناطق الاستوائية من أميركا الجنوبية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا للتشرد.

ـ سوف يعاني مليارا نسمة على الساحة العالمية من نقص المياه، ويتراجع إنتاج الطعام بمقدار الخمس، بسبب الجفاف وموجات الحرارة العالية والسيول والعواصف التي تؤثر على المحاصيل.

ـ بسبب ارتفاع منسوب مياه المحيطات، تصبح بعض المدن أكثر ازدحاماً، ويحتاج الملايين إلى إعادة التوطين، ما سيخلق حروباً حول الأرض والموارد والمياه، ولاحقاً اندلاع حروب.

ـ بحلول منتصف القرن الحالي، سيكون من الطبيعي انتشار المجاعات من جراء الجفاف، وتفشي الأوبئة، وتيارات الهجرة غير الشرعية... هل هي القيامة الإيكولوجية بالفعل؟.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بيل غيتس وطريق النجاة

هل من طريق لتجنب "يوم القيامة الإيكولوجي" أم أنه قدر مقدور على البشرية أن تلاقيه مهما حاولت الفكاك منه؟

الجواب ليس يسيراً، لا سيما وأن زعماء ورؤساء العالم لا يسعون سعياً حثيثاً حقيقياً لاستنقاذ البشرية، وجل اهتمامهم متمحور حول المنافسة الصناعية، ولتذهب البشرية إلى ما شاء لها أن تذهب.

هنا يطفو على السطح من جديد، الحديث عن فكرة حتمية تقليل عدد سكان الكرة الأرضية، وما يروج عنها من أحاديث تتراوح بين الحقيقة والخيال، وبعض منها قمنا باستعراضه، مثل قضية تقرير لوغانو وأعمدة جورجيا، وكلاهما يهدف إلى الوصول بعدد سكان الكرة الأرضية إلى ملياري نسمة فقط، وقد اعتبر البعض أن فكرة اللقاح التي تتنافس من حولها الأمم للحد من فيروس كورونا طريق للتخلص من بضعة مليارات من البشر.

مهما يكن من أمر ما قمنا بنشره، والدور الواضح للملياردير الأميركي بيل غيتس في المشهد السابق، فإننا نرى الرجل حاضراً من جديد في مواجهة تغير المناخ... ما الذي يقترحه غيتس؟

هذه قصة أخرى تحتاج إلى تحقيق استقصائي قادم، غير أنها وببساطة تتمحور حول توصل فريق من العلماء إلى خطة مبتكرة تقوم على "تفجير براكين تحت السيطرة"، وتهدف هذه الخطة التي يمولها بشكل جزئي مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، إلى تشكيل سحابة صخمة في سماء كوكبنا من أجل تبريد حرارة الأرض.

كيف ذلك، وهل تلك السحب يمكن أن تبرد الكرة الأرضية أم تعزز الاحتباس الحراري، وتقرب موعد "يوم القيام الإيكولوجي"؟

المزيد من بيئة