Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لغز إيلون ماسك الذي لا يعرف معنى الحدود

يصنع مستقبلنا عبر الأنفاق وسيارة "تسلا" وإيصال البشرية إلى المريخ وثروته تقارب الـ 100 مليار دولار

يشوب آراء ماسك بعض الغرور كما كان الحال مع فورد (رويترز)

خلال فعالية "يوم البطارية من تسلا"، أطلق رئيس الشركة إيلون ماسك، بدعم من رئيس قسم تطوير مجموعة نقل الحركة في الشركة، درو باغلينو، بعض الإعلانات الجريئة والرؤيوية، كعادته. ووقف ماسك على منصة خارجية في مقر تسلا في فريمونت كاليفورنيا، مرتدياً بنطال جينز وقميصاً أسودين، وبدا أن كل ذلك يعبر بالتفصيل عن مظهر رئيس شركة تكنولوجيا متطورة، ليخاطب جمهوراً من معجبي "تسلا" الذين شاركوا في الحدث من دواخل سياراتهم (ماركة "تسلا") التي ارتصت في مرآب هناك، إضافة إلى 270 ألف شخص آخرين تابعوه عبر الإنترنت. وسحرهم ماسك بخططه التي لا ترمي إلى مجرد إحداث ثورة في تقنيات السيارات، بل أيضاً في تقنيات البطاريات كذلك، لا بل في كل طرق صناعة الأشياء. ووفق كلماته، "في الحقيقة أن هدف "تسلا" يتمثل في أن تصبح أفضل شركات الكوكب في التصنيع". ووعد أن تنتج "تسلا" قريباً 20 مليون سيارة كهربائية سنوياً، ما يعادل تقريباً ضعفي ما تصنعه "فولكسفاغن" أو "جنرال موتورز" أو "تويوتا" حاضراً. وستكون بطارياته الأسطوانية الشكل الجديدة المسماة "علب البسكويت" أقوى بست مرات من بدائلها المستخدمة حاضراً، وأقل ثمناً منها بكثير. وكذلك تتيح تلك البطارية لسياراته قطع مسافة أطول بـ 16 في المئة في كل إعادة شحن. وسينتج مصنعه الذي يلقب بـ "تيراواط" بطاريات أقوى من أي مصنع آخر في العالم. وبحلول 2023 ستطرح سيارات "تسلا" في السوق موديلاً جديداً يكون "في متناول" الجميع بسعر 25 ألف دولار. وبحسب كلماته، "في غضون ثلاث سنوات، يمكننا صناعة سيارة ثمنها 25 ألف دولار (19600 جنيه إسترليني) ستكون على المستوى نفسه، أو أفضل بكثير، من السيارات الشبيهة لها التي تسير بالبنزين".

في الحدث نفسه، كشف ماسك أيضاً عن أداء جديد أعلى لسيارته من طراز "إس صالون" المسماة "بلايد" التي يمكنها بلوغ سرعة 200 ميل في الساعة، والانتقال من سرعة صفر إلى 60 ميل في الساعة خلال 2.3 ثانية، بسعر 150 ألف دولار، ويعتبر سعراً تنافسياً في هذه السوق بالتحديد.

وبالطبع ستقود السيارات الجديدة ذاتها. (رمز "بلايد" على غرار قريبتها من طراز "إس" المسماة "لوديكروس"، يتمثل في إشارة مضحكة لفيلم الخيال العلمي الساخر "سبايس بولز" Spaceballs الذي أخرجه ميل بروك في 1987).

لم يطرح أحد إعلاناً خيالياً أو حتى مستحيلاً أكثر من هذا، منذ ألقى السيد المسيح موعظته على الجبل، أو ربما منذ آخر مرة خاطب فيها بوريس جونسون حشداً من مؤيدي "بريكست". لقد أطلق التابعون المؤمنون أبواق سياراتهم من كل أرجاء موقف سيارات "تسلا" عند كل إعلان مذهل، غير أن جماعة "وول ستريت" "الشكاكة" سارعت إلى خفض القيمة السوقية للشركة بمقدار 50 مليار دولار، أي بما يعادل عُشرها، واعتبرت أن ماسك قطع مثل تلك الوعود في أوقات سابقة، لكن سجله في الوفاء بها متفاوت. واستطراداً، انتظر المحللون أن يقدم ماسك أفكاراً أكثر خيالية أو حتى مجرد دليل على زيادة الربح، أو أي شيء قد يساعد في انتشال العالم من وضعه السيئ بسبب "كوفيد-19".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

في الصدد ذاته، علق خبير الأسهم الأميركي الأسطوري جيم كرايمر على الحدث معتبراً أن شراء أسهم في "تسلا" يماثل شراء أسهم في أحلام ماسك، وذلك هو واقع الحال، لكن هذه المرة خذل ماسك المستثمرين حتى مع كل فخامته وخيلائه. حسناً، ربما إلى حد ما، لأن قيمة أسهمه ما زالت أعلى بعشر مرات من العام الماضي، وما زالت شركته أعلى شركات تصنيع السيارات قيّمة في العالم.

وتمثل حصة ماسك في "تسلا" (22 في المئة من إجمالي أسهم الشركة) قسماً كبيراً من قيمة ثروته الصافية التي تلامس الـ 100 مليار دولار، وربما تجعله ثروته أفقر بقليل من بيل غيتس وأفضل بقليل من مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربرغ، لكنها تفوق ثروة دونالد ترمب 40 مرة، وثروة إليزابيث الثانية المتوارثة أباً عن جد بـ 200 مرة. وإذا استخدمنا عبارات نسبية تساعد في فهم هذه المبالغ، فإن إيلون ماسك "يقيّم" فاتورة أو بطاقة قيمتها 150 ألف دولار بالطريقة نفسها التي تنظر فيها الأسرة الأميركية العادية إلى سلعة قيمتها دولار واحد.

يغدو هذا الأمر مهماً حين تقرأ مثلاً أن ماسك تبرع بمليون دولار لأعمال الخير، ما يعادل تبرع عائلة أميركية بستة دولارات، وسيبلغ الملياردير ماسك الـ 50 عاماً السنة المقبلة.

تُذكر هذه الثروة المذهلة (وعدم المساواة) المتصلة بعمالقة التكنولوجيا المعاصرين، بالتباين الاجتماعي الذي ساد في العصر الإدواردي، وبأسماء شخصيات مثل جاي بي مورغان وروكفلر وكارنيغي وغيتي وهنري فورد الأقرب لحالة ماسك، الذي امتلك طموحاً كبيراً من عمله في السيارات قبل أكثر من قرن.

على غرار هنري فورد، يعتبر ماسك وفرة الاقتصاد الكبير وتقنيات التصنيع الجديدة مفاتيح النجاح في إحداث ثورة في طريقة التنقل الفردية، وبالمقارنة، يعادل ذلك في حال فورد، تطبيق التقنيات ذاتها في تصنيع الأجزاء وقطع الغيار الموحدة المعايير التي كان أول من أدخلها صانعو الأسلحة النارية، فضلاً عن اختراع خط الإنتاج، بالتأكيد. وعلى شاكلة فورد أيضاً، يفضل ماسك "التكامل العامودي"، بمعنى صناعة المكونات التي يستخدمها بنفسه، إذ امتلك فورد مزرعة مطاط ومصنع حديد خاصين به من أجل صناعة سيارات "تين ليزي"، وعلى نحو مماثل لا يطيق ماسك، كما كان فورد، البيروقراطيين، ما يفسر سبب تورطه بالمشكلات حين غرد من دون اكتراث عن إمكان أن يعيد تملك "تسلا" كملكية خاصة به، ما يشكل انتهاكاً جدياً وخطيراً لقوانين هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

وعلى غرار فورد أيضاً، تُثير بعض آراء ماسك المشكلات، إذ يعتبر أن "ضمائر الأسماء شنيعة"، و"النقل العام شنيع" و"الهلع إزاء فيروس كورونا ضرب من الغباء"، وربما يوافق ماسك على رأي فورد القائل بأن التاريخ تافه، أو أنه "شنيع" أيضاً. إنما من ناحية أخرى، لم ينعت فورد يوماً أي أحد بـ "عاشق الأطفال"، لقد استخدم ماسك ذلك التعبير حين رفض عرضه للمساعدة في إنقاذ بعض الطلاب التايلنديين العالقين داخل كهف.

ويشوب الرؤية التي يمتلكها ماسك، على شاكلة تلك التي امتلكها فورد، بعض الغرور، وقد سمى العام الماضي سلفه بالاسم وتحدث عنه بإعجاب، حين أشار إلى أنه "عندما صنع هنري فورد سيارات زهيدة الثمن ومتينة، قال الناس لا، وما خطب الحصان؟".

وبالنسبة إلى ماسك، تعتبر سيارة "فورد مونديو" التي تسير على الوقود، حصان الزمن الحاضر، بمعنى أنها وسيلة بائدة اقتصادياً.

في منحى مواز، لا شك أن شركة فورد لصناعة السيارات التي تأسست عام 1903 ما زالت تعمل، والشركة القديمة، وفق محاججة من منتقدي ماسك، تمتلك معرفة أكبر قليلاً عن التجميع وضبط الجودة، من تلك التي تملكها "تسلا". وكذلك يشير بعض المشككين في "تسلا" إلى وجود مجموعة من منافسيها الذين تتضاعف أعدادهم في صناعة السيارات الكهربائية، بدءاً باللاعبين الراسخين في السوق كمجموعة "فولكسفاغن" التي تتجه نحو الخيارات البيئية الآن بعد فضيحة الديزل، و"هيوندايكيا"، وصولاً إلى شركة "غيلي" التي تتخذ من الصين مقراً لها، وتملك "بولستار" وشركة "شنغهاي" لصناعة السيارات التي تصنع سيارات كهربائية ممهورة بشعار شركة "موريس غاراجز" الشهير "إم جي" MG البائدة.

وبالطريقة نفسها، يزعم منتقدو "تسلا" أنها تهدر المال، مشيرين إلى أن تقنيات البطارية ستتغلب عليها في كل الأحوال تقنيات خلايا الوقود الهيدروجينية، أو حتى الوقود الاصطناعي المخصص لمحرك الاحتراق الداخلي التقليدي المجرب والموثوق به. واستطراداً، يطرح أولئك المنتقدون سؤالاً عن سبب كون "تسلا" تتسبب بخسائر قيمة أكثر مما تفعله "تويوتا" بكثير.

وبلا شك، يتمثل الجواب في نفحة ماسك، وسحر ذلك الاسم أكان سحراً أسود أم خلاف ذلك.

بقول آخر، إن ماسك نجح في امتلاك المستقبل، ففي صغره وخلال نشأته وتعليمه في جنوب أفريقيا (جنسية والده) وكندا (موطن أمه)، أعجب ماسك كثيراً بكاتب الخيال العلمي إسحاق عظيموف، ويبدو أن معظم نشاطاته التجارية تدور حول تحقيق الأحلام والتصورات التي وردت في كتب عظيموف، بما أن الواقع التكنولوجي قد واكب الخيال تقريباً. وما يفعله ماسك إجمالاً يتمثل في إطلاق عطاء للاستحواذ على مستقبلنا القريب، وتشمل مكونات ذلك العطاء سيارات كهربائية ذاتية القيادة، وذكاء اصطناعياً، ورحلات مأهولة إلى الفضاء، وكل ما يشبه تلك الأمور، إضافة إلى وجود أشخاص كثيرين يؤمنون به.

وفي عودة إلى الحدث المشار إليه آنفاً، فقد جاء إعلانه عن مصنع السيارات الكهربائية المرتقب الذي ينتج 20 مليون سيارة، بعد أيام من إعلانه مشروعه المفضل والأليف حرفياً، والمتمثل في الخنزيرة "غيرترود" التي زرعت في دماغها شريحة حاسوب بحجم عملة نقدية، وهي باكورة إنتاج شركة "نورالينك" التابعة لماسك. وباعتبارها تملك أول واجهة لاسلكية بين الدماغ والحاسوب، صورت وهي تستلقي براحة في حظيرتها، وترسل عبر أنفها إشارات إلى حاسوب محمول، وبعد ذلك دار بعض الكلام حول إيجاد علاج لمرض "باركنسون" وغيره من الاضطرابات العصبية، ووفق كلمات ماسك، "يشبه ذلك زرع السوار الإلكتروني "فت بت" المتخصص في اللياقة البدنية، داخل جمجمتكم"، مشيراً إلى فيلم "ماتريكس" Matrix The الشهير "عقول آلية"، ومرة أخرى في المستقبل.

وينطبق الأمر نفسه تقريباً على شركته المسماة للمفارقة المضحكة "بورينغ كومباني" The Boring Company "الشركة المُملة". ويتمثل الهدف المثير جداً لتلك الشركة في نقل الأشخاص عبر الولايات المتحدة في قارة أميركا الشمالية بسرعة وسهولة داخل سياراتهم الخاصة من خلال مسارات أشبه بأحزمة النقل، تسمى "هايبرلوب" Hyper Loop، وتعمل بالطاقة الكهربائية ضمن شبكة أنفاق.

وفي مسار مواز، باتت شركته "سبايس إكس" التي تعمل على تحقيق السفر إلى الفضاء بين الكواكب، أقرب إلى إنجاز بناء مستوطنة بشرية على المريخ مما كانت عليه لدى تأسيسها في 2002، فقد نجحت "سبايس إكس" في إطلاق مركباتها التي تمكنت من الالتحام مع "محطة الفضاء الدولية"، لكنها باتت تميل نحو الأقمار الصناعية العملية. في المقابل، نالت "سبايس أكس" حصتها من الفشل أيضاً، وما زال إنجاز ملحمة ماسك الفضائية بعيد المنال.

في منحى مغاير، من الواضح أن نجاح ماسك يستند على أسس متينة، ويشكل أكثر من مجرد تمرين منمق في العلاقات العامة. ولم يصبح خامس أغنى شخص على الكوكب بفضل تغريداته وحسب، فقد تحقق ما أنجزه إيلون ريف ماسك بفضل جهده الشخصي، ولم يصل إلى هذه المكانة فعلياً بفضل ما ورثه عن عائلته، إذ تأتي أسرته من الشريحة العليا في الطبقة الوسطى، وكان والده إيرول، الذي نعته ماسك بـ "الـشرير"، طياراً ومهندساً ومطور عقارات، وعملت أمه عارضة أزياء ومتخصصة في التغذية. وانفصل الزوجان عندما كان عمر ماسك تسعة أعوام، وتفيد التقارير بأن ماسك تعرض للتنمر في المدرسة، لذا لا يمكن اعتبار انطلاقته في الحياة مثالية فعلياً.

في المقابل، أظهر ماسك ذكاء وبراعة في المدرسة، وبدأ في البرمجة على جهاز الحاسوب المنزلي "كومودور" في العاشرة من عمره تقريباً. وبلغ في الوقت المناسب جامعة ستانفورد لكنه، مثل غيره من رواد الأعمال التقنية، ترك الجامعة كي يُخصص كل وقته لهوايته ومسيرته المهنية، ويعبر عن إيمانه بأن الأسبوع المئة ساعة من العمل.

في مسار متصل، شارك شقيقه كمبال في بعض مشاريعه، وبدأ العمل يسير قدماً بسبب نجاحهما الأولي مع شركة البرامج "2 زيب" Zip2 التي تأسست عام 1995، واشترت شركة "كومباك" حصة الشقيقين ماسك في تلك الشركة لقاء 37 مليون دولار خلال فترة ازدهار شركات الإنترنت، ثم جنى ماسك مزيداً من المال بعد تأسيسه موقع "إكس.كوم" X.com الذي صار يعرف الآن باسم "باي بال" PayPal الشهير للتجارة الإلكترونية، ولا شيء خيالياً في مشروع "باي بال"، ولا في مبلغ الـ 180 مليون دولار الذي كسبه ماسك منه.

يعتبر ماسك نموذجاً مثالياً في عصرنا على حب كل جديد، ومن الصعب أحياناً التفرقة بين نهاية رؤيته وبداية سخريته من ذاته، إذ إنه إما مسحور إلى حد كبير برؤيته للعالم الشبيهة بأعمال عظيموف، أو غريب الأطوار، أو محب للدعاية والشهرة لدرجة أنه استقطب انتباه العالم أجمع هذا العام بسبب اختياره اسم ابنه من شريكته "غرايمز"، واسمها الحقيقي كلير بوشيه، وذلك الاسم هو "إكس إيه إي إيه-12 ماسك" X AE A-12 Musk. ووفقاً لغرايمز، يتضمن ذلك الاسم الحرف "إكس" X في إشارة إلى المتغير المجهول وAE، أي "إيه آي" Ai (الحب و/أو الذكاء الاصطناعي)؛ و"12- إيه" A-12 هي النموذج الذي أتت منه "إس آر-17" SR-17 طائرتنا المفضلة، فلا أسلحة ولا دفاعات، بل سرعة فحسب، فهي رائعة في المعارك ولكن غير عنيفة".

 

واستطراداً، أجبرهما مكتب السجلات على تخفيف الاسم كي يصبح "إكس إيه إي إيه-إكس|| ماسك" X AE A-XII Musk، لكن الطفل سيواجه في كل الأحوال بعض التحديات في الملعب حين يكبر، فقد اكتفى هنري فورد على الأقل بتسمية ابنه إيدسل. وإكس هو مولود ماسك السابع، إذ أنجبت له زوجته الأولى (2000 -2008) جنيفر جاستين ويلسون ابناً توفي جراء متلازمة "موت الرضيع المفاجئ"، ثم توأماً وثلاثة توائم من خلال التلقيح الصناعي، وتزوج مرتين بعد ذلك من الممثلة تالولا رايلي (2010 -2012 و2013 - 2016).

وكل من رايلي وغرايمز أصغر سناً من ماسك. وقد كتبت زوجته جاستين ماسك، وهي الأقرب إلى عمره، مقالة في مجلة "ماري كلير" بعنوان "كنت زوجة أولية"، ولم تسد المقالة أي معروف لسمعة ماسك.

في المقابل، غالباً ما لفتت حياة ماسك الخاصة الأنظار، لكنها لم تؤثر على ما يبدو في حظوظه أو ثروته، إذ يستمتع إلى جانب إنتاج غرايمز، بما قد تسمونه موسيقى "راب ماسك"، وقد ألف بعض المقطوعات بنفسه، ومنها تحية إلى الغوريلا المشهورة الراحلة "هارامبي". وأطلقت أغنية "فلترقد بسلام يا هارامبي" على منصة "ساوند كلاود" العام الماضي، وتتضمن مقطعاً يرد فيه، "فلترقدي بسلام يا هارامبي/ وأنت ترتشفين مشروب بومباي/ نحن في الطريق إلى الجنة/ آمين، آمين".

ومع أنه لم يعترف يوماً علناً أن هذا الموضوع من هواياته، إلا أنه ما زال لدى ماسك متسع من الوقت كي يصبح أغنى شخص على الأرض، ويتغلب على ثروة رئيس شركة "آمازون" جيف بيزوس البالغة 113 مليار دولار، وفقاً لمجلة "فوربس"، وربما يتغلب حتى على سلفه التاريخي هنري فورد الذي بلغت ثروته بحسب التقديرات 200 مليار دولار، وفق قيمة العملة حاضراً.

لا يتحدث ماسك نفسه عن المال كثيراً، وصرح ذات مرة أنه "بعد شركة "باي بال"، فكرت في ماهية المشكلات الأخرى التي قد تترك الأثر الأكبر على مستقبل البشرية، وليس من منظور ما هي أفضل الطرق لجني المال؟". ويبدو ذلك قابلاً للتصديق.

وفي الوقت نفسه، فمشكلات الإنسانية من الأمور التي يقلق في شأنها جيريمي كوربين وبيرني ساندرز، وهما ليسا من أصحاب المليارات المضاعفة. لا بد أن في الأمر ما يتخطى تحويل الخيال العلمي إلى أعمال، فلن يصبح أحد ما ثرياً بفضل محاولة اختراع السفر عبر الزمن أو المفك الصوتي، ومع ذلك نجح ماسك في صناعة أشياء تلامس حد الخيال وبعيدة المنال، وربما شكل ذلك حلاً لجزء من لغز ماسك.

© The Independent

المزيد من تقارير