Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يصف التهديد الأميركي بغلق السفارة بـ"الخطير"

دبلوماسيون طالبوا بحماية بعثاتهم وأكدوا دعمهم للكاظمي

في آخر المواقف على التهديد الأميركي بإغلاق سفارة واشنطن في بغداد، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن بلاده "غير سعيدة" بتهديد واشنطن، بغلق سفارتها وسحب قواتها من العراق، ووصفه بـ"الخطير".
وأكدت مصادر سياسية ودبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية،  أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنذر العراق بشكل نهائي الأسبوع الماضي بغلق السفارة الأميركية في بغداد في حال عدم توقف الهجمات خصوصاً الصاروخية ضد سفارة بلاده، وبسحب ثلاثة آلاف عسكري ودبلوماسي.

فيما أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بحجز القوة الأمنية المسؤولة عن تأمين منطقة حي الجهاد في العاصمة بغداد إثر سقوط صواريخ كانت أطلقت لاستهداف المطار، على منزل سكني وأدت إلى مقتل خمسة مدنيين، اجتمع سفراء عدد من الدول الأوروبية والعربية، الثلاثاء 29 سبتمبر (أيلول)، في مقر السفارة البريطانية في بغداد لبحث حماية البعثات الدبلوماسية والسفارات في العراق. وأكد المجتمعون دعم حكومة الكاظمي.

سبق ذلك إعلان المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التهديدات الموجهة إلى الأميركيين ولن تتردد في اتخاذ أي إجراء تراه ضرورياً للحفاظ على سلامتهم.

وقال مصدران حكوميان في العراق لوكالة رويترز، إن التهديد الأميركي، جاء في مكالمة هاتفية قبل أسبوع مع الرئيس برهم صالح.

ووجّه الكاظمي جميع الأجهزة الأمنية بضرورة تكثيف جهودها الاستخبارية لإحباط ممارسات الجماعات التي تعبث بأمن العراق ومحاسبتها. واعتبر أن "السلاح المتفلت تحدٍّ خطير أمام حكومته".

بالتزامن، شكّل البرلمان العراقي، الاثنين، لجاناً للتحقيق في الاعتداء على البعثات الدبلوماسية والسفارات.

وأكد كل من صالح والكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أهمية حصر السلاح بيد أجهزة الدولة ووقف ظاهرة انتشاره بشكل عشوائي، ضمن مخطط إعادة بناء الدولة العراقية.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين عراقيين ودبلوماسيين غربيين أن واشنطن أجرت استعدادات لسحب دبلوماسييها من العراق، بعدما حذّرت بغداد من أنها قد تغلق سفارتها في خطوة يخشى العراقيون أن تحوّل بلدهم إلى ساحة حرب.

وقال المصدران والدبلوماسيان الغربيان إن واشنطن بدأت بحلول يوم الأحد تنفيذ استعدادات لسحب العاملين الدبلوماسيين إذا ما صدر قرار يقضي بذلك.

خيارات

ويخشى العراق أن يتبع سحب الدبلوماسيين عمل عسكري سريع يستهدف القوات التي ترى واشنطن أنها مسؤولة عن الهجمات.

وفي الأسبوع الماضي، أصدر رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، بياناً دعا فيه إلى تحاشي التصعيد الذي قد يحوّل العراق إلى ساحة معركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين إن الإدارة الأميركية "لا تريد أن تكون خياراتها محدودة" في إضعاف إيران أو الفصائل الموالية لها في العراق.

وسئل الدبلوماسي عما إذا كانت واشنطن ستردّ بتدابير اقتصادية أو بعمل عسكري، فقال "ضربات".

ورداً على سؤال عن خطط الانسحاب من العراق، قالت وزارة الخارجية "نحن لا نعلّق على محادثات الوزير الدبلوماسية الخاصة مع القيادات الأجنبية. إن إطلاق فصائل مدعومة من إيران صواريخ على سفارتنا يمثّل خطراً ليس علينا فقط، بل على حكومة العراق أيضاً".

وأعلن الجيش الأميركي في وقت سابق هذا الشهر أنه سيقلّص وجوده في العراق إلى 3000 جندي من 5200.

وكشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين عن أنها ملتزمة بدعم "أمن العراق واستقراره وازدهاره" على المدى الطويل وأن العمليات العسكرية الأميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية مستمرة.

العراق استثناء

ويمثّل العراق، في منطقة تشهد استقطاباً بين حلفاء إيران في جانب وحلفاء الولايات المتحدة في الجانب الآخر، استثناء، إذ تربطه علاقات وثيقة بالبلدين، غير أن ذلك جعله عرضة لخطر دائم أن يصبح ساحة معركة في حرب بالوكالة.

وتأكد هذا الخطر في يناير (كانون الثاني) الماضي عندما قتلت واشنطن قاسم سليماني، أهم القيادات العسكرية الإيرانية في ضربة شنّتها طائرة مسيّرة على مطار بغداد. وردّت طهران بإطلاق صواريخ على قواعد أميركية في العراق.

ومنذ ذلك الحين، تولّى المسؤولية في العراق رئيس وزراء جديد تدعمه الولايات المتحدة، في حين لا تزال طهران تحتفظ بعلاقات وثيقة بالفصائل الشيعية المسلحة التي تتمتّع بنفوذ كبير.

وكثيراً ما تنطلق صواريخ عبر نهر دجلة صوب المجمع الدبلوماسي الأميركي شديد التحصين الذي بُني لكي يكون أكبر سفارة أميركية في العالم، وسط المنطقة الخضراء في بغداد خلال الاحتلال الأميركي الذي أعقب اجتياح العراق عام 2003.

وفي الأسابيع الماضية، تزايدت الهجمات الصاروخية قرب السفارة واستهدفت تفجيرات بعبوات ناسفة قوافل تنقل معدات للتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأشار مصدران في المخابرات العراقية إلى أن خطط سحب الدبلوماسيين الأميركيين لم يبدأ تنفيذها بعد وأن ذلك سيتوقف على إذا ما كانت قوات الأمن العراقية قادرة على تحقيق نتائج أفضل في وقف الهجمات.

وقال المصدران إن قوات الأمن تلقّت أوامر بمنع الهجمات على المواقع الأميركية وقيل لها إن إجلاء الأميركيين لن يبدأ إلا إذا فشل ذلك المسعى.

المزيد من العالم العربي