كشفت دراسة (جديدة) أن الأطفال يكونون أكثر عرضة لإظهار تصرفات تنم عن اضطرابات عقلية، إذا كانت أمهاتهم قد دخنَّ حشيشة القنب أثناء الحمل.
وحللت دراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقينThe Adolescent Brain Cognitive evelopment ABCD، التي أُجريت في الولايات المتحدة تصرفات أولاد في سن التاسعة ممن تعرضت أمهاتهم لحشيشة القنب خلال الحمل بهم.
كما درس الباحثون أنماط نوم 11489 ولداً، من بينهم 655 ولداً دخنت أمهاتهم الحشيشة خلال فترة الحمل. ووجدت الدراسة أن كل ولد تعرض لحشيشة القنب قبل ولادته أظهر تصرفات "غير طبيعية".
وتبين أن هؤلاء الأولاد، لدى مقارنتهم بأولاد آخرين، أكثر عرضة لاضطرابات عقلية ومشاكل متعلقة بمدى الاهتمام والتصرفات الاجتماعية والنوم، فضلاً عن كونهم يُظهرون قدرات معرفية أضعف بشكل عام.
وفي هذا السياق، قال الباحثون إنه في حال استمرت النساء في تدخين القنب بعد اكتشافهن الحمل، فإن تصرفات الأولاد الغريبة ستكون واضحة بشكل أكبر.
وحذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Prevention، وهي الهيئة الصحية العامة في الولايات المتحدة، من أن تدخين الماريجوانا خلال الحمل بوسعه أن يؤدي إلى انخفاض أوزان حديثي الولادة مضيفةً، أن "ذلك سيجعل القدرة على الانتباه أو التعلم مسألة صعبة على طفلك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بيد أن مؤلفي دراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقين ABCD أشاروا إلى، أن المطاف انتهى بتصنيف دراسة سابقة على أنها "ضعيفة" بسبب افتقارها للدراسات المتواترة، وعدم أخذ الباحثين عوامل كاستخدام الأولاد للمخدرات بعين الاعتبار.
وأضافت الدراسة، "بالطبع فقد خلصت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب أخيراً إلى أن انخفاض وزن المولود يمكن ربطه بقوة بتعرض (الأم الحامل) إلى حشيشة القنب خلال الحمل".
وفي غضون ذلك، دعا الباحثون إلى مزيد من التثقيف حول مخاطر استخدام حشيشة القنب خلال الحمل، مضيفين أنه يُستحسن "عدم التشجيع" على القيام بهذه الممارسات.
وخلُص الباحثون في نهاية الدراسة إلى أنه "على الرغم من السلوك الاجتماعي المتساهل بشكل متزايد والقيود القانونية المتراخية في ما يتعلق باستخدام حشيشة القنب (في الولايات المتحدة)، فإن تعرض الجنين لحشيشة القنب فضلاً عن المخاطر المرتبطة بذلك، قد يعرض الأطفال لتزايد خطر إظهار اضطرابات عقلية في منتصف فترة الطفولة".
وأضاف الباحثون أنه "على غرار الرسائل التوجيهية الفعالة المرتبطة (التي تحذر من) الآثار السلبية الناجمة عن التعرض للكحول والتدخين خلال الحمل، من الضروري إطلاق حملة توعية مماثلة بشأن الضرر المحتمل المرتبط باستخدام المرأة الحامل لحشيشة القنب قبل الولادة.
في الوقت الحالي، يجب ثني المرأة الحامل، وحتى أولئك اللواتي يخططن للحمل عن استخدام أي نوع من حشيشة القنب، من قبل المتخصصين في المجال الصحي والمستوصفات الطبية وسواها، لأن امتناع النساء عن استخدام الحشيشة خلال الحمل من شأنه أن يعود بالفائدة على أطفالهن".
© The Independent