Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تشكل هذه التقنية مستقبل اختبارات كوفيد؟

طريقة غير معقدة للكشف عن كورونا تحمل أهمية كبرى بالنسبة إلى الدول والمناطق المحدودة الموارد

يشكل الكشف عن فيروس كورونا أداة حاسمة في لجم انتشاره (جينوميك مدسين.كوم)

أكد فريق من الباحثين العلميين في السويد أنهم طوّروا طريقة جديدة لإجراء اختبارات الكشف عن عدوى "كوفيد - 19"، تتميّز بأنها سريعة وقليلة الكلفة ودقيقة، ويمكن طرحها من دون تأخير. ويوضح علماء في "معهد كارولينسكا" في ستوكهولم، أن طريقتهم هذه تتفوّق على سائر طرق الاختبار المعقّدة، لجهة السرعة التي تمتاز بها في عملية الاختبار، ولاستخدامها مواد كيماوية أقل كلفة.

معلوم أن الاختبارات الراهنة لعدوى "كوفيد - 19" ترتكز على اكتشاف "الحمض النووي الريبي" Ribonucleic Acid الفيروسي، الذي يؤخذ من المرضى عن طريق مسحات الأنف أو الحلق. ومن خلال هذه العيّنات، يتوجب في ما بعد استخراج جزيئات "الحمض النووي الريبي" RNA والعمل على تنقيتها.

ويوضح الفريق السويدي أن عملية تنقية هذا الحمض يمكن أن تشكّل عائقاً كبيراً في عملية الاختبار، لأنها تتطلب "الكثير من المعدات واللوجيستيات، إضافة إلى مركّبات كيماوية باهظة الكلفة". أما التقنية الجديدة، فتتخطى المرحلة اللازمة لاستخراج "الحمض النووي الريبي". وتلجأ بدلاً من ذلك، إلى أخذ عيّنات المريض، ثم تعطيل نشاط الخلايا من خلال إخضاعها لتسخين حراري من شأنه إبطال قدرة جزيئات الفيروس على نشر العدوى.

النسخة الأولى من البحث العلمي السويدي نشرت على صفحة موقع medRxiv، وهو عبارة عن مستودع لنشر المواضيع الطبية، حيث تمت قراءة البحث أكثر من 15 ألف مرة، قبل أن يخضع للمراجعة من جانب خبراء آخرين في هذا المجال، ويتم نشره رسمياً في مجلة Nature Communications (مجلة علمية مفتوحة تنشر أبحاثاً عالية الجودة من مجالات مختلفة من العلوم الطبيعية). ويمكن نتيجة لهذه التقنية أن ينتقل الاختبار مباشرة إلى مرحلة التفاعل التشخيصي الذي يسهم في اكتشاف وجود فيروس "كوفيد - 19". ويوضح الباحثون أن أبرز جوانب نجاح طريقتهم يتمثل في عملية تعطيل جزيئات الفيروس وشلّ عملها، وكذلك في الصياغة الجديدة للحل المعتمد في الوقت الراهن بجمع عيّنة المواد المأخوذة من المرضى ونقلها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ويوضح الدكتور بيورن رينيوس، رئيس البحوث في "قسم الكيمياء الحيوية الطبية والفيزياء الحيوية" في "معهد كارولينسكا" أنه "من خلال استبدال عملية أخذ العيّنات بأخرى أقل تعقيداً تتمثل في اعتماد تركيبات بسيطة وغير مكلفة، نصبح قادرين على اكتشاف الفيروس بدقّة عالية، مباشرة من العيّنة السريرية الأصلية، ومن دون الحاجة إلى أي خطوات وسيطة". وأشار فريق الأبحاث إلى أن احتمال طرح اختبارات سريعة وقليلة الكلفة، يعني أنها قد تكون مفيدة بشكل خاص في البلدان والمناطق التي تعاني من موارد محدودة.

ويضيف الدكتور رينيوس: "بدأنا العمل على تطوير طريقة اختبار تكون متاحة بسهولة، بعدما شاهدنا مسار تطوّرات الفيروس في آسيا وجنوب أوروبا، وقبل أن يتأزّم الوضع في السويد. وقد تم الانتهاء من تطوير هذه الطريقة الجديدة بحلول أواخر شهر أبريل (نيسان)، وعملنا بعد ذلك على جعل جميع البيانات متاحة مجاناً عبر الإنترنت".

البيانات الأولية التي لم تخضع لمراجعة الزملاء العلميين الآخرين في تلك المرحلة، أثارت اهتماماً واسعاً لدى مجموعة من المؤسسات ومجموعات البحث حول العالم. ويقول الدكتور رينيوس إنه "بفضل الكلفة المنخفضة للاختبار وبساطة إجرائه، أصبح هذا الخيار جذّاباً بشكل خاص في الأماكن والأوضاع التي تكون فيها الموارد محدودة، مع وجود حاجة ملحّة إلى إجراء اختبارات لعدوى ’كوفيد - 19‘". ويضيف: "أودّ بكل تأكيد أن يتم استخدام هذا الاختبار في السويد أيضاً على سبيل المثال في مجال إجراء فحوصات دورية رخيصة الكلفة للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض مرضية، وذلك بهدف الحدّ من  انتشار العدوى".

ويأتي إمكان القيام بطرح سريع لاختبارات فيروس كورونا، في الوقت الذي تواجه المملكة المتحدة طلباً متزايداً على إجراء الاختبارات بنحو أربعة أضعاف القدرة الراهنة في البلاد، في حين أن 90 في المئة من الاختبارات التي تجرى الآن تفشل في التوصل إلى الهدف المحدد ضمن 24 ساعة. وإضافة إلى ذلك، يعاني برنامج الاختبار والتتبّع الذي تطبقه هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS من نقص ملحوظ في المواد الكيماوية والآلات اللازمة لإجراء الاختبارات الراهنة.

وفيما تعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بتأمين الموارد الكافية لإجراء اختبارات على نحو 500 ألف شخص يومياً مع حلول نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أنه تبيّن أن عملية الإنتاج تشهد تأخيراً بمعدل أسبوعين إلى ثلاثة بالنسبة إلى الموعد المحدد لها.

نشر البحث السويدي في مجلة Nature Communications 

© The Independent

المزيد من صحة