Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا هبطت طائرة تابعة للخطوط الجويّة البريطانيّة متّجهة إلى ألمانيا في اسكتلندا عن طريق الخطأ؟

أعادت الخطوط الجويّة بالخطأ مسار يوم الأحد يوم الاثنين أيضاً

تتداخل عناصر كثيرة جداً كي تصل طائرة ما إلى وجهتها بسلام. (موقع "إدنبرة نيوز. سكوتسمان. كوم")

بعد أن انتهى الأمر بطائرة محمّلة بالركاب على متن الخطوط الجويّة البريطانيّة متّجهة إلى دوسلدورف بالهبوط في إدنبرة عن طريق الخطأ. لم تفعل "الخطوط الجويّة البريطانيّة" وشركة "دبليو دي إل إفييشن" (WDL Aviation) الألمانيّة وهي الشركة التي نفّذت الرحلة، سوى التعبير عن "الأسف".

ما الخطأ الذي يمكن أن يكون قد حصل في الرحلة رقم 3271 التابعة لـ"الخطوط الجويّة البريطانيّة"؟ إليكم التحقيق الذي أجرته اندبندنت.

لماذا لم تكن الخطوط الجويّة البريطانيّة تشغّل الرحلة؟

 لا تملك "الخطوط الجويّة البريطانيّة" ما يكفي من الطائرات لتشغيل جدولها المعلن عنه، وبالتالي فهي تستخدم عقود تأجير شامل لخدمات رحلاتها من خطوط جويّة أخرى، مّا يعني الاستعانة بالطائرة والطيّارين والطواقم. إنّها ممارسة معتمدة في مجال الطيران. سبق لي أن سافرت على متن "خطوط تيتان" (Titan) الجويّة عبر الحجز على متن خطوط "ايزي جت" (easyJet) وعلى "العربية  للطيران" (Air Arabia) بديلاً لـ"رايان اير" (Ryanair).

لتسيير الرحلة رقم 3271، تعاقدت "الخطوط الجويّة البريطانيّة" مع "دبليو دي إل إفييشن" وهي شركة خطوط جويّة ألمانيّة صغيرة تشغّل عدداً لا بأس به من الرحلات لصالح "الخطوط الجويّة البريطانيّة" التي تتخذ من مدينة لندن مقراً لها. وقد أكّدت لي "الخطوط الجويّة البريطانيّة" أنّ الركّاب عرفوا مسبقاً أنهم لا يقومون بالحجز على متن "الخطوط الجويّة البريطانيّة"... "الفعلية".

وبالتالي، لا يجدر بأيّ من الركاب الصاعدين على متن  تلك الرحلة BA3271 أن يتفاجأوا بأنّه عوضاً عن طائرة "امبراير" (Embraer) الحديثة، كانوا على متن طائرة "بريتش ايروسبيس 146" (British Aerospace 146) الذي يعود صنعها إلى 33 عاماً.

كيف انتهى الأمر بالطائرة بالطيران إلى البلد الخطأ؟

حدّدت "الخطوط الجويّة البريطانيّة" لشركة "دبليو دي إل إفييشن" المتعاقدة معها من الباطن مسار الرحلة لذلك اليوم. وبمراجعة رحلات الأسبوع الماضي، نجد أنه سبق للطائرة أن نفذت بشكلٍ حصري تقريباً رحلات بين لندن وألمانيا-بالأخصّ إلى دوسلدورف، ولكن أيضاً فرانكفورت.

ويبدو ذلك أمراً منطقياً لأنّه في حين أنّ بعض الركاب ربما انزعجوا لأنهم وجدوا أنفسهم على متن طائرة غير تابعة لـ"شركة الخطوط الجويّة البريطانيّة"، فعلى الأقل كان الطاقم يتحدث الألمانيّة.

غير أنّ "الخطوط الجويّة البريطانيّة"، بصفتها العميل، بوسعها تسيير الطائرة حيثما ترغب. ويوم الأحد 24 مارس (آذار)، قبل يوم واحد من الرحلة الخطأ، كان مسارها دوسلدورف- لندن- إدنبرة- لندن-دوسلدورف.

إذاً، من المنطقي الاستنتاج أنّ أحدهم اختار أو أرسل بالبريد الالكتروني جدول الطيران المتعلّق باليوم الخطأ، ومرّت الهفوة مرور الكرام من دون أن يلاحظها أحد.

كان يفترض بأحدهم التقاط الخطأ بالتأكيد

لو كانت الطائرة تابعة فعلاً لـ"الخطوط الجويّة البريطانيّة"، فالاحتمال ضئيل بحدوث ذلك. ولكن لأنّ "دبليو دي إل إفييشن" لا تعمل على النظام المعلوماتي نفسه الذي تستخدمه "الخطوط الجويّة البريطانيّة"، ضاعت فرصة اكتشاف الخطأ على المدرّج أثناء استدارة الطائرة للإقلاع.

ولعلّ طاقم الموظّفين في المطار الذين دققوا في الركاب عند بوابة المغادرة أثناء صعودهم إلى الطائرة، اعتقدوا أنهم متّجهين إلى دوسلدورف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المحتمل أن يكون المرسل سلّم الطيّار قائمة تُظهر أنّ الوجهة هي دوسلدورف. غير أنّ الذين يعملون بشكلٍ دوريّ مع الأوراق يدركون جيداً أنّه يمكن للشخص أن يتجاهل التفاصيل أحياناً، وهي التي كانت تحدّد اتجاه الطائرة على ما يبدو.

في هذه المسألة، السيناريو المحتمل هو أن تكون "دبليو دي إل إفييشن" قدّمت خطة طيران إلى إدنبرة إلى مراقبي الملاحة الجويّة الذين لم يتسنّ لهم الوقت لتدقيق من نوع "هل أنتم واثقون أنّكم تريدون الطيران إلى هناك؟"

هذا ما أشارت إليه "المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجويّة" (يوروكونترول) التي أفادت بأنّها تملك "30 ألف خطّة طيران يومياً. إذا قدّم أحدهم ملفّ الطيران إلى إدنبرة (EGPH) وطار إلى هناك، فما من أمر مفاجىء في ذلك".

إذاً، أقلعت الطائرة مع وجود كلّ الترتيبات على ما يرام.

هل كان ينبغي على الركّاب التنبّه إلى المشكلة؟

بالطبع. أنا لا أعرف ماذا قال الإعلان السابق للرحلة، ومن المحتمل أنّهم أعلنوا عن رقم الرحلة وحده. وبحسب خبرتي، يولي الناس اهتماماً قليلاً إلى ذلك. ولكن ما يدعو لمزيد من الريبة هو أنّ الركّاب الجالسين قرب النوافذ في يومٍ صافٍ ولديهم بعض الإلمام بالجغرافيا، كان بوسعهم ملاحظة ما يلي:

أ) أنّهم لم يحلّقوا فوق جسم كبير من المياه، هو بحر الشمال، بعد الإقلاع بوقتٍ قليل (الرحلة إلى إدنبرة حلّقت فوق المتن الرئيسي لبريطانيا).

ب) كانت الشمس على زاوية مختلفة جداً عن الطائرة. لقد كانت في الخلف ومائلة قليلاً إلى اليمين، عوضاً عن كونها في الأمام ومائلة قليلاً إلى اليمين، وبالتالي كانوا يحلّقون مبتعدين عن وجهتهم المفترضة.

ولكن، لا بدّ من الإشارة إلى وجود بعض خطط الطيران غير الاعتيادية التي قد يسببها الازدحام أو العمليات العسكرية وغيرها، والتي يمكن أن تؤدّي إلى الانحراف عن المسار المباشر.

من المحتمل أنّه عندما بان "جسر فورث"، أدرك الركاب أنهم لن يحطّوا في المدينة الجميلة الواقعة على نهر الراين، ولكن بحلول ذلك الوقت، كانت الطائرة تقترب من مسارها النهائي ولا تملك ربما ما يكفي من الوقود للطيران 526 ميلاً إضافياً إلى دوسلدورف.

هل عرضت جهة ما مساعدة الخطوط الجويّة البريطانيّة لعدم تكرار الخطأ نفسه مجدداً؟

نعم. أرسلت "رايان اير" نسخة من كتاب Geography for Dummies ("الجغرافيا للمبتدئين") إلى "الخطوط الجويّة البريطانيّة"!

هل سيحصل الركاب على تعويض؟

بالفعل. يحقّ لجميع الركاب الذين كانوا على متن الرحلة الأساسية، فضلاً عن الذين كانوا على متن الرحلات المتبقية المتوجهة من مدينة لندن إلى دوسلدورف ومن ثم إلى لندن مجدداً (ثلاثة منهم على الأقل تأخروا لمدّة تصل إلى خمس ساعات بسبب الخطأ) الحصول على تعويض قدره 250 يورو (215 جنيه استرليني).

لا ينبغي أن يكون هنالك أيّ مشكلة في جعل "دبليو دي إل إفييشن" بصفتها الناقل المشغّل تسدّد هذه المبالغ. في تلك الحالة، يجري دفع المال النقدي إلّا إذا كان السبب ناتجاً عن "ظروف غير اعتيادية لا يمكن تجنّبها حتّى لو اتّخِذَتْ كافة الإجراءات اللازمة". أعتقد أنّه من المنطقي توقّع أن تتحقّق شركة الطيران من اتجاه الطائرة عند الإقلاع.

أمّا إذا تكبّد الأشخاص خسائر ماليّة محددة جرّاء الخطأ كرسوم إضافية لركن السيارة أو الأجور الضائعة، فيمكنهم عندئذٍ الاستشهاد بـ"اتفاقية مونتريال" بشأن قواعد النقل الجوي الدولي، والمطالبة بمزيد من التعويضات.

هل تحدث مثل هذه الأمور غالباً؟

كلا، لأن احتمالات حدوث مثل ذلك الخطأ يجب ترصدها. في المقابل، ليس ذلك الأمر مجهولاً. فقد انتهى بي الأمر في مطار هيثرو عوضاً عن مطار غاتويك خلال رحلة إلى دبي لأنّ مكتب الخدمة في الطيران الإماراتي نسي إبلاغ القبطان بالهبوط في غاتويك عوضاً عن هيثرو. ولكن على الأقل حصل ذلك في البلد نفسه.

ومن الحوادث المتكررة، مسألة الهبوط في المطار الخطأ، تحديداً عندما يكون المطار الثاني قريباً من الوجهة المفترضة. فقد هبط طيّارو "خطوط دلتا" في قاعدة تابعة للقوات الجويّة الأميركية في رابيد سيتي، جنوب داكوتا، عوضاً عن الهبوط في المطار الرئيسي، في العام 2016. وعام 2013، حطّت رحلة إلى كليمنجارو في تنزانيا تابعة لـ"الخطوط الجويّة الإثيوبية" في مطار أروشا القريب.

أمّا الحادثة الأكثر غرابة فقد حصلت عام 1995 عندما هبطت طائرة تابعة لـ"خطوط نورث ويست" الجويّة في بروكسيل عوضاً عن فرانكفورت.

لماذا تبيع الخطوط الجويّة البريطانيّة الرحلات رغم عدم امتلاكها ما يكفي من الطائرات أو الطواقم؟

يشكّل أسطول شركة الطيران والطيارين وطواقم الطائرات اللازمة لتسيير الرحلات، موارداً طويلة الأجل، وقد ترغب شركة طيران بانتهاز الفرصة وتسيير خدماتٍ إضافية. فعلت "الخطوط الجويّة البريطانيّة" ذلك خلال صيف العام 2018 عندما استحوذت على حصصٍ في "خطوط مونارك الجويّة" وتوجّب عليها "استخدامها أو خسارتها". وقد يتعلّق السبب الآخر بالمشاكل التقنية كمشاكل في هبوط عدد من طائرات "بوينغ 787" بسبب أعطال في محرّكاتها من طراز "رولز رويس". لهذا، تستأجر "الخطوط الجويّة البريطانيّة" باستئجار طائرة قديمة عائدة للطيران البلجيكي لسدّ النقص في بعض الرحلات ذات المسافات الطويلة.

قد يشهد هذا الصيف المزيد من الاستئجار الشامل للخدمات بسبب المشاكل في طائرات "بوينغ 737 ماكس"، ما سيؤدّي بـ"الخطوط النرويجيّة" و"رايان اير" إلى استئجار طائرات لسدّ الفجوات في الأسطول جرّاء المشاكل الناجمة عن وقف طيران الطائرات من طراز "ماكس 737".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل