Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب استخدم زيارة كينوشا ليرسل رسالة إلى قاعدته 

تحليل: الرئيس قال إن رجال الشرطة يجب ألّا يقلقوا من أن وظائفهم أو معاشاتهم التقاعدية "ستُسلَب منهم... إذا تفوّهوا بكلمة واحدة خاطئة"

الرئيس دونالد ترمب متهم بتأجيج الفرقة بين الأميركيين (أ.ب) 

لم يكن ثمة مناصرون أو ميكروفون جاهز في انتظار دونالد ترمب لإغراقه بالهتافات والمديح حين حطت الطائرة الرئاسية خارج كينوشا التي تمزقها أعمال العنف في ولاية ويسكنسن.

لكن في أحدث رحلاته إلى ولاية لا يزال تصويتها غير محسوم قبل أكثر بقليل من شهرين من يوم الانتخابات الرئاسية، وجد الرئيس طريقة لرسائل انتخابية إلى قاعدته المحافظة.

واستغل إلى أقصى حد لقاء على مائدة مستديرة عُقِد مع مسؤولين محليين ومسؤولين في الولاية الثلثاء في كينوشا بعدما تفقد الضرر الذي أصاب المدينة خلال الاحتجاجات على التفاوت العرقي تخللتها أحياناً أعمال عنف. فقد دافع عن رجال الشرطة وهاجم الديمقراطيين ووصف المحتجين جميعاً بأنهم أشخاص عنيفون مصممون على إنزال الدمار والفوضى في شوارع المدن والضواحي الرئيسية.

وعن رجال الشرطة، قال: "لا يمكننا أن نهددهم بأن وظائفهم أو معاشاتهم التقاعدية "ستُسلَب منهم... إذا تفوّهوا بكلمة واحدة خاطئة".

ولم يحدد السيد ترمب – الغامض إستراتيجياً دائماً – الكلمة الواحدة التي عناها. لكن في المرحلة الأحدث من التوترات والانقسامات العرقية في البلد، ثمة كلمة تخطر في البال.

فخلال عطلة نهاية الأسبوع، ظهر الرقيب تشاد واكر، وهو رجل شرطة في مدينة كولومبيا بولاية ساوث كارولينا في شريط فيديو يستخدم مرتين كلمة "زنجي". ويزعم أن محتجاً أسود عاجله بالإشارة إليه بعبارة عرقية.

وقبل أن يبعده رجل شرطة آخر، سأل السيد واكر الحشد: "هل يستطيع أن يقولها لي، في حين لا يمكنني أن أقولها له؟" وبعد انتشار شريط الفيديو الخاص بالحادثة في شكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، علقت دائرة الشرطة في كولومبيا عمل السيد واكر من دون راتب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحرص الرئيس على أن تلتقط كاميرات التلفزيون تعهده بتخصيص مساعدات فيدرالية بملايين الدولارات لتمكين أصحاب الأعمال في كينوشا من إعادة بناء مؤسساتهم.

وقال: "سنساعدكم في إعادة البناء. فالمنطقة رائعة والولاية رائعة".

والمغزى: إنها ولاية رائعة لا يزال تصويتها غير محسوم.

وهي ولاية فاز بها الرئيس عام 2016 لكن بفارق قل عن واحد في المئة. وهي ولاية يتخلف فيها عن المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن بهوامش مهمة إحصائياً في كل استفتاء يحظى بمتابعة واسعة.

فنائب الرئيس السابق يتقدم هناك بست نقاط مئوية وفق استفتاء لـ"سي بي إس ويوغوف" CBS/YouGov. ويتفوق السيد بايدن بخمس نقاط مئوية وفق استفتاء أجرته أخيراً "سي إن بي سي وتشينج ريسرش" CNBC/Change Research . ويمنحه استفتاء لجامعة ماركيت  Marquette Universityأفضلية توازي أربع نقاط.

وفي إشارة تلو أخرى إلى قاعدته المحافظة، استغل الرئيس الزيارة المفترض أن تكون رصينة، بخلاف ذلك ليصب بعض الزيت على النار إذ يأمل هو وفريقه في أن تحمس الاحتجاجات وأعمال العنف مؤيديه المترددين. فالناشطون السياسيون من المعسكرين يتفقون على أن الناخبين المحمسين يصوتون عادة.

وهكذا حذر الرئيس من "الفوضويين" العنيفين الذين يلقون "طوباً وحجارة"، مشيراً إلى أن هذين النوعين من المقذوفات "قد يكون مميتاً". والمغزى: هم قد يلقونهما عليك أيها الناخب.

وقال السيد ترمب إن محتجين في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون حاولوا ليل الاثنين إضرام النار في بيت رئيس البلدية الديمقراطي. والمغزى: قد يفعلون الشيء نفسه ببيتك أيها الناخب.

وتقدم بزعم مشكوك فيه ومفاده بأن المسؤولين الديمقراطيين يريدون "إطلاق سراح مشاغبين ولصوص ومجرمين" مع خفض التمويل لوكالات إنفاذ القانون المحلية. وقدم المغزى الخاص بهذا الزعم، قائلاً عن ولايته الثانية المفترضة: "لن نخفض تمويل الشرطة".

وأعلم الرئيس مؤيديه بأنه راغب في نشر قوات عسكرية في شوارع المدن الأميركية لقمع الاحتجاجات لكنه غير مستعد لذلك. "إنه عنف شديد. وسنخمده... حين تسنح لنا الفرصة". والمغزى: انظروا أدناه.

"جميعهم ديمقراطيون"

وقال الرئيس إن لمعظم أكثر المدن الأميركية الـ25 عنفاً رؤساء بلديات ديمقراطيين.

"ديمقراطيون جميعاً. جميعهم ديمقراطيون... هذه المشاكل كلها ديمقراطية"، على حد تعبيره. وتجاهل الحقيقة القائلة إنه رئيس منذ أكثر من ثلاث سنوات وإنه يؤجج نيران التوترات العرقية حتى منذ قبل أدائه اليمين القانونية، وفق منتقديه وبعض الجمهوريين السابقين. والمغزى: أنا الوحيد الباقي في عرقنا والقوي كفاية لحماية أزقتكم.

وحين تلقى أسئلة من الصحافيين بعد اللقاء على مائدة مستديرة، لم يكن الرئيس المنشغل بإعادة الانتخاب في مزاج يسمح له بانتقاد وكالات إنفاذ القانون. فقد تجاهل أسئلة عن العنصرية المنهجية في دوائر الشرطة في المجتمع عموماً، وفضل الحديث بدلاً من ذلك عن المحتجين.

واستخدم أيضاً إحدى إجاباته الأخيرة ليبلغ قاعدته ببراعة أنه كان سيطلق العنان لقوات الشرطة المحلية لو امتلك السلطة لذلك.

"يريدون من الشرطة أن تتصرف كشرط ... "لا ترون رجال الشرطة يسيرون ولا ترونهم في الشوارع، لكن ما يريدونه هو قوات شرطة ممتازة، يريدون رجال شرطة يحمونهم، ويمنعون اقتحام بيوتهم، ويحمونهم من الاغتصاب والقتل"، على حد قوله. "إنهم محتجون أيضاً، لكنهم لا يسيرون في الشوارع، لا ذهاباً ولا إياباً. وهكذا، كما تعرفون، هذا هو الواقع".

والمغزى: من خلال رفض مجرد محاولة توسيع قاعدته، ليس أمام الرئيس سوى خيار واحد. نشر الخوف وزرع الشكوك في عقول ما يكفي من الناخبين المقيمين في الضواحي حول كون السيد بايدن غير صلب بما يكفي.

© The Independent

المزيد من تحلیل